الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 13th March,2006 العدد : 144

الأثنين 13 ,صفر 1427

مشروع جمع السنة والبداية المتقدمة
سعادة الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن التركي - حفظه الله - مدير التحرير للشؤون الثقافية - صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد اطلعت على مقال الأخ الكريم أحمد علي آل مريع في المجلة الثقافية، العدد 141 بتاريخ 21 من محرم 1427 هـ - 20 فبراير 2006م بخصوص مشروع جمع السنة النبوية بين دفتي كتاب واحد، وسرني جداً تصوره عن المشروع ودعوته للبدء فيه على أن يكون تحت إشراف الدولة، لأن مثل هذه الأعمال الكبيرة لا يجدي معها الجهد الفردي، ولا جهد مجموعة صغيرة.
وبعد اطلاعي على مقال الأخ أحمد آل مريع، وجدت أن لدي ما أقوله في هذا الموضوع بغية توحيد الجهود لكل الراغبين في خدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما أرجو أن يجد طريقه للنشر لديكم في مجلتكم الثقافية العامرة.
وتفضلوا بقبول خالص شكري وتحياتي وتقديري..
قرأت العرض المطول للأخ الكريم الأستاذ أحمد علي آل مريع في المجلة الثقافية - صحيفة الجزيرة، العدد 141 بتاريخ 21 من محرم 1427هـ - 20 فبراير 2006م عن المشروع الخاص بجمع السنة النبوية بين دفتي كتاب واحد وتصوره للتنفيذ.. وأدعو الله أن يجزيه خيراً على هذا الجهد الكريم، فهذا المشروع هو أقل ما ينبغي من الأمة الإسلامية تجاه رسولها صلى الله عليه وسلم، وجمع سنته في كتاب واحد، يبذل فيه من الجهد ما يوازي منزلة السنة وصاحبها في قلب كل مسلم غيور.
وفي هذا العصر الذي تطور فيه العلم وتنوعت أساليب البحث العلمي، كان من واجب المسلمين تيسير سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى طلابها العاملين بها وفق طرائق من التنظيم والترتيب والتخريج، تعين المستفيد منها أقصى إعانة، بحيث يجد الحديث الواحد الذي تكرر في الكتاب الواحد أو ورد في مجموعة من الكتب، قد تجمع في مكان واحد، بينما كان يجد صعوبة في العثور عليه بسبب تنوع أساليب التنظيم والترتيب وكثرة الكتب واختلاف مناهجها.
ومن الفوائد المرجوة من هذا المشروع الكبير، إن شاء الله:
1- إخراج موسوعة شاملة للحديث النبوي الشريف، إسناداً ومتناً.
2- تيسير الوصول إلى أي حديث أياً كان ومهما كان مصدره، وجمع طُرُقه كلها التي ورد بها، ومعرفة حُكْمه من صحة أو ضعف، وما يتبع ذلك من وجوب أو عدم وجوب الاستدلال به والعمل بمقتضاه.
3- بيان الأحاديث الصحيحة من مجمل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الثمرة النهائية التي نبغي قطافها، حتى يتمكن المسلم من عبادة الله بما شرعه الله، وحتى يجد الدعاة إلى الله سبيلاً صادقاً يدعون إليه، لا يداخله أي شك أو ريبة من روايات ربما لا أساس لها، أصبحت مشاعاً في واقعنا، واختلط الحق بالباطل بعد انتشارها.
4- إعداد المرجع الشامل لطلاب علم الحديث النبوي الشريف، من الدارسين في مراحل الدراسات العليا وغيرها ووضع الطالب، في يُسْر، أمام بحث متكامل، كان سيأخذ منه عُمُراً، في البحث والمراجعة.
وبعد الاتفاق على الفكرة التي يعلم قيمتها جيداً كل دارس لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أعتقد أن يختلف عليها اثنان من المهتمين بسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، أحب أن أؤكد على فكرة توحيد الجهود في هذا المشروع الكبير على امتداد الأمة الإسلامية كلها، وبما يستطيعه أي باحث في أي قطر إسلامي له اهتمام بالسنة، وأن يستثمر كل جهد يبذل في هذا المجال، وألا تبدأ الجهود في المملكة إلا من حيث تستفيد من كل ما بذل ويبذل، وأن يكون العمل كله منظومة واحدة متكاملة قاعدتها المملكة.
وفي هذا الإطار يجدر أن نلتفت للتجارب المهمة في هذا المجال وننظر إليها بعين الاعتبار للاستفادة مما قدمته وتقدمه، والتجربة التي خبرتها قام بها مجموعة من الباحثين في مجال السنة في مصر أبلوا بلاء حسناً ولا يزالون وقطعوا شوطاً كبيراً في هذا المشروع ويواصلون عملهم بمثابرة، وأرجو أن يستوعبهم المشروع الجديد ضمن منظومته للإفادة مما حققوه ولتتكامل الجهود لتوفير الجهد والبناء على ما هو موجود للوصول إلى الهدف المبتغى إن شاء الله.
لقد كانت بداية هؤلاء الباحثين قبل أكثر من 25 عاماً، وصدر بالفعل كتاب المسند الجامع في 22 مجلداً الذي جمع 23 كتاباً من كتب الحديث قبل أكثر من 12 عاماً، وكان الهدف منه وضع اللبنة الأولى لجمع الحديث النبوي الشريف كله، في كتاب واحد، بأسانيده ومتونه.
أما اللبنة الثانية التي يجري العمل عليها الآن فهي إخراج أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مبوبة، مرتبة، مع بيان الصحيح منها والضعيف.
الكتب التي احتوتها
موسوعة السنة
الموطأ، للإمام مالك........ برواياته.
المصنف، لعبدالرزاق.
المصنف، لابن أبي شيبة.
المسند، للحُميدي.
المسند، لأحمد بن حنبل.
المسند، لعبد بن حُميد.
السنن، للدارمي.
صحيح البخاري.
الأدب المفرد، للبخاري.
جزء القراءة، للبخاري.
خلق أفعال العباد، للبخاري.
رفع اليدين، للبخاري.
صحيح مسلم.
السنن، لأبي داود.
السنن، لابن ماجة.
السنن، للترمذي.
الشمائل، للترمذي.
السنن، للنسائي... المجتبى.
السنن الكبرى، للنسائي.
عمل اليوم والليلة، للنسائي.
المسند، لأبي يعلى.
صحيح ابن خزيمة.
صحيح ابن حبان.
خطة العمل المتبعة في الموسوعة
وقد أطلق على هذه الموسوعة (المسند الجامع) لأمرين: أولهما لكونها مرتبة على الصحابة، والآخر لأنها جمعت أحاديث جميع المؤلفات المتقدم ذكرها، وذلك وفق المنهج الآتي:
1- تم جمع أحاديث كل صحابي على حدة، وتم ترتيب الصحابة على حسب حروف المعجم (الترتيب الأبجدي).
2- تم ترتيب أحاديث كل صحابي على أبواب الفقه المعروفة في كتب (الجوامع) و(السنن): الإيمان... الطهارة... الصلاة... الجنائز، وهكذا.
وقد روعي في ترتيب الأحاديث الواردة في الكتاب الواحد ما راعاه البخاري ومسلم وغيرهما في ترتيب طريقة سرد الأحاديث، فأحاديث الصلاة في مسند صحابي معين مثلاً، روعي في ترتيبها بأن تبدأ بفضائل الصلاة ثم المواقيت ثم الأذان، ثم ما يصلى عليه وإليه، ثم التكبير، وهكذا، وروعي في أحاديث مناقب الصحابة البدء بمناقب أبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم ترتيب باقي الصحابة رضوان الله عليهم على حروف المعجم، ثم النساء.. الخ.
3- بُدئ كل حديث بذكر من رواه عن الصحابي، سواء أكان الراوي عنه صحابياً أم تابعياً، ثم ذكر متن الحديث كاملاً مضبوطاً بالشكل مأخوذاً من أصح الطرق إن كان صحيحاً أو من الرواية التي تجمع ما فيه إن لم يكن كذلك، مع بيان الوجه الذي اقتصر عليه كل واحد منهم في رواية الحديث.
4- لم يدخل في (المسند الجامع) المقاطيع والمراسيل والمعلقات، ومجاهيل الاسم، وقصر على الأحاديث المسندة فقط، لأنها هي التي يمكن أن يجري عليها الحكم تقوية أو تضعيفاً.
5- عُني مؤلفو (المسند الجامع) بذكر مواطن الروايات الواقعة في جماع هذه الكتب مرتبة حسب قدم وفيات مؤلفيها لما في ذلك من علو السند وأحقية السبق، وإفادة المتأخر من المتقدم وإن كان بعض أصحاب هذه الكتب قد امتازت كتبهم بالاقتصار على ما صح عندهم كالبخاري ومسلم، وابن خزيمة.
6- ثم قاموا بتتبع تشعب الأسانيد والطرق بدءاً من الشيخ الذي روى عنه صاحب الكتاب ثم الذي يليه إلى حين التقائه برواة الكتب الأخرى ثم التقائهم جميعاً بالرواية عن الصحابي أو التابعي الراوي عن الصحابي الذي جمعت أحاديثه، مع العناية بفصل كل طريق مستقل على حدة.
7- لذلك جعلت رواية كل من روى الحديث عن الصحابي حديثاً مستقلاً، سواء أكان الراوي صحابياً أم تابعياً، فإذا رواه عن الصحابي اثنان عددناه حديثين، وإذا رواه ثلاثة عددناه ثلاثة أحاديث، وهكذا، وهو أمر يوضح طرق الحديث ويعين على معرفة قوة الأسانيد أو ضعفها، لأن الحديث قد يأتي عن طريق تابعي من وجه صحيح، ويأتي معلولاً عن طريق تابعي آخر.
8- وضع لكل حديث رقم متسلسل من أول (المسند) إلى آخره لتكون الإحالة عليه عند الإفادة من الكتاب، ثم أتبع برقم تسلسل أحاديث كل صحابي تنتهي عند انتهاء مسند الصحابي، ليعرف عدد أحاديث صحابي ممن ورد في هذا الكتاب ويحال عليه أيضاً.
9- عند الإحالة على المصادر تكون الإشارة إلى رقم الحديث فيها عدا موطأ مالك ومسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم، فإن الإشارة إلى رقم الجزء والصفحة فيها.
10- لما كان من المعلوم عند أهل العناية بالسنة النبوية أن ما طبع من كتب السنة قد وقع فيها أخطاء كثيرة في أسانيد الأحاديث الواردة فيها، كثير منها بسبب رداءة الطبع، وقليل منها بسبب أوهام الرواة، أصبح من المتعين على مؤلفي (المسند الجامع) إعادة تدقيق هذه الأسانيد والأسماء ومراجعتها على أمّات كتب الرجال، ونخص منها بالذكر كتابي الحافظ المتقن المدقق أبي الحجاج يوسف المزي (تحفة الإشراف) و(تهذيب الكمال) ثم كتاب (جامع المسانيد والسنن) لابن كثير الدمشقي، فضلاً عن متابعة ما وقع من أوهام في أسانيد بعض الأحاديث مما أشار إليه العلماء على مدى العصور.
وقد أشرف على مجموعة الباحثين في هذا العمل الشيخ محمود خليل المتخصص في علوم السنة، اما عن ترتيب الكتاب على المسانيد فجاء لسهولة هذا الترتيب وجزيل فوائده وعوائده لبيان الأسانيد وتشعب طرقها في جمع السنة النبوية المطهرة، وتمييز صحيحها من سقيمها.
وقد تكفلت الفهارس الكثيرة المختلفة الغنية بالكتاب بتهيئة مادة (المسند الجامع) لطلابها، وسهلت عليهم الرجوع إليها، وأعانتهم على الوصول إلى ما يريدون من غير عناء ولا تعب، فهناك فهارس جامعة لأحاديث الكتاب تنظمها مجدداً على كتب الفقه وأبوابه المتشعبة المفصلة بحيث تشير إلى جميع الأحاديث الواردة في أي مسألة فقهية من مسائله الدقيقة، وأخرى تنظم أوائل الأحاديث على حروف المعجم، وثالثة تفهرس ألفاظها.. الخ، مما يسهل الطريق أمام طلبة سنة رسول - الله صلى الله عليه وسلم - إن شاء الله.


يوسف محمد غريب
Yousefm72@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved