الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 13th September,2004 العدد : 76

الأثنين 28 ,رجب 1425

(فسيفساء الشرقية)
محمد بن عبدالعزيز البشيَّر:
اطلعت على ملف نادي المنطقة الشرقية الأدبي على صفحات المجلة الثقافية فألفيته شائقاً شائكاً، وحمدت هذه الخطوة لمجلتنا، ومعالجة الموضوع بحيادية لنشر وجهتي النظر، والخروج بانطباع عن النادي، ومعرفة الداء هي أولى خطوات العلاج.
وآخر ما قرأت في هذا الموضوع (النادي الأدبي.. ومسائل أخرى) للأستاذ حسن السبع (جريدة اليوم العدد 11398 بتاريخ 1371425هـ).
وللحياد فالنادي الأدبي لم يكن خاوي الوفاض بالطبع، وكيف يكون له ذلك ورسالته تحتم عليه حمل راية الفكر والأدب بتفعيل أنشطة تخدم هذه الوجهة وله رصيد 500 محاضرة وندوة و50 كتاباً عبر تاريخه الطويل؟!
وله من النشاط المنبري ما يجذب الانتقائي فتراه حاضراً، وهذه السمة (الانتقائية) هي الغالبة على الساحة فلماذا لا تتوجه إدارة النادي لاستقطاب هؤلاء عبر برنامج معد يقوم بجلب الأسماء التي من شأنها جذب أكبر عدد ممكن من مثقفي المنطقة.
وسؤال يطرح نفسه من خلال سطور الأستاذ السبع، لماذا تكتظ محاضرة الدكتور البازعي بالحضور وخلت من المثقفين الذين كان المحاضر يتمنى رؤيتهم في تلك الأمسية؟! ألم تلمح إدارة النادي ما لمحه السبع؟ أليس من الأولى أن تعالج الظاهرة بالسعي وراء خلفياتها؟
إن النادي اتخذ بيتاً هذه هيئته، والأولى أن تفرد غرفة لكل مثقف ينتمي إليها مهما كان اختلاف وجهة النظر والتوجه، وأما ما حال دون حضور هذه النخبة إحساسهم بعدم الانتماء، ولا شك أن هناك خللاً ما يجب تداركه، كان لزاماً على إدارة النادي تقصي مكامن الداء والقصور والوقوف عليها بجدية ومعالجتها معالجة تتماشى مع دورها الريادي للفكر الأدبي في المنطقة الشرقية، هذه المنطقة الشاسعة جغرافياً.
ولو استعرضنا سجل النادي بأنشطته المنبرية لخرجنا بأن النتائج لا تتجاوز نشاط أي صالون أدبي رغم العمل المؤسسي في النادي والعمل الذاتي في الصالون، مع مفارقة ما رصد للنادي من ميزانية لو رصدت لصالون لاقتفى أثره على أقل تقدير في النشر.
إن المسئولية الملقاة على عاتق النادي الأدبي ثقيلة جداً أعانهم الله عليها فلا بد من احتوائه باحتواء لوحة المنطقة الشرقية الفسيفسائية بتناغم ألوانها، ولتكن لكل قطعة دورها الرئيس في تزيين هذه اللوحة، ولو استرخصنا سقوط أي قطعة لكانت لوحتنا نشازاً يزدريها الرائي، فلنقرب ولنصوب وليس من حقنا مصادرة الرأي، وما يستنكره شخص أو عشرة في النادي يستصوبه العشرات خارجه وبالعكس، وإلا ما مبرر عدم طباعة كتاب لخروجه عن الأدب والحشمة وإجازته من وزارة الإعلام، هذا ما ينبئ عن خلل في إحدى الجهتين.
أما من أجاب في مداخلته بأن النادي ليس جمعية خيرية تطبع نتاج كل زائر، ألم يلحظ الأستاذ الكريم بأن النادي لم يتخذ هذه الرؤية بطباعة كتب أسماء محدودة جديرة بطبع نتاجها عبر دور النشر التي من شأنها تلقف هذه الروائع! ولو كان ذلك لتوفر مال كفيل بتشجيع المواهب، وطباعة كتب المرموقين، وإرضاء أكبر عدد ممكن شريطة أن توزع الحصص بالتساوي، وإتاحة فرصة واحدة لا تتكرر إلا بإكمال دورة كاملة.
وقبل الختام فالنادي الأدبي يحمل على عاتقه مسئولية عظيمة، ومن المحال إرضاء جميع الآراء، ولكن من الممكن احتواؤها، ومن وسائل الاحتواء:
تكوين لجنة ائتلافية تجمع شتى التوجهات تقوم على تقرير البرنامج السنوي وإجازة الكتب، تعتمد في قراراتها على التصويت.
تغيير هذه اللجنة بصفة حولية أو أكثر، وتوزيع شرف خدمة النادي على أكبر عدد ممكن.
توسيع النشاط وشموله محافظات المنطقة، وتوزيع الحصص بحجم كثافة الإبداع.
الاستفادة من مبدعي المنطقة جميعاً، بإقامة أنشطة تواكب مكانتهم وحضورهم في الساحة الأدبية.
عدم استثناء أي اسم لم تستثنه الساحة الأدبية السعودية.
إتاحة الفرصة للأصوات النسائية ما دامت الفكرة متوافقة مع الشريعة بنقل البث عبر دائرة سمعية.
استقطاب المبدعين لإتمام رسالة النادي بتفجير المواهب، والبحث عنها لا العكس..!
تفعيل دور ورش العمل التي من شأنها صقل المواهب في شتى الفنون. استغلال الصيف استغلالاً حقيقياً لا صورياً، واستثماره بتفعيل ورش العمل والأنشطة المنبرية، والمنتديات والمؤتمرات الثقافية.
هذا إلماحة قصدت منها رؤية النادي بكامل زينته، وكل تقديري لإدارة النادي والعاملين في هذا الصرح، وأقدر جهدهم ولم يمنعني هذا من طلب المزيد لما فيه خدمة هذه الرسالة وأثر ذلك في خدمة وطننا الكبير، ولما لإدارة النادي من أبوة تحتم عليهم سماع أبنائهم.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved