الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 13th September,2004 العدد : 76

الأثنين 28 ,رجب 1425

نادي المنطقة الشرقية الأدبي .. جفاء وإقصاء
ليس من الصعوبة بمكان أن يقيّم المثقف الواعي في المنطقة الشرقية الدور الذي يلعبه ويؤديه ناديها الأدبي ، ذلك ان هذا الدور بات معروفاً عند مثقفي المنطقة وخارجها والذي يتمركز حول سياسة الإقصاء والجفاء لأدباء وكتاب الساحة الشرقية.
ولا يمكن لنادٍ أدبي أن يخلق مساحات ثقافية شاسعة على اختلاف توجهاتها إذا كان هناك ثمة مّن يحاول أن يعرقل مسارها ويخنق نفسها ويطليها بالعتمة ، وأقصد بذلك تلك الفئة (العضوية) الموجودة في أروقة النادي والتي تجنت على أدب المنطقة تجنياً واضحاً ، يأتي في مقدمتهم رئيس الأعضاء (العبيّد).
فعلى الرغم مما تضمه خارطة المنطقة الشرقية الأدبية من رجالات الفكر والأدب والثقافة إلا أن تلك (الفئة المتزمتة) أغلقت المنافذ في وجوههم ، بل وأحكمت إغلاقها جيداً حتى لا يتسنى لأي من أولئك المفكرين والأدباء والمثقفين الدخول من بوابة النادي ، حتى ولو قطعوا تذكرة بقيمة خيالية جداً من الرئيس وتبعته ، فأصبح النادي فقيراً بثقافته ، وأدبه ، ونشاطاته ، وندواته ، فقيراً حتى باتصالاته مع قنوات العالم الأدبي حتى محت كل الابتكارات التي يطمح إليها شعراء ونقاد وقاصو ومثقفو المنطقة ، فلغة القمع والاحتكار والشللية تمارس ضد كل من يريد أن يتكلم ولو بجزء قصير عن مقومات مستقبل النادي وخططه وسبل إبرازه في المشهد الأدبي الكبير.
وبنظرة خاطفة لعمر النادي نجد أن عمره يتعدى الخمسة عشر عاماً وهي مدة ليست بالقصيرة ولكنها غير إنتاجية ، وبالتالي فلا يمكن مقارنة هذا النادي مع أندية أدبية أخرى بالمملكة من ناحية فاعليتها وأنشطتها وقبولها للآخر ، يأتي على رأسها النادي الأدبي بجدة ونادي أبها الأدبي وغيرها.
وقد خضعت ثقافة منطقتنا لممارسات خاطئة وبليدة من قبل أعضاء النادي مازالت آثارها قائمة إلى الآن ومن ضمن هذه الممارسات:
عدم اهتمام الأعضاء بإضافة كتاب وأدباء آخرين لمحاضرات النادي وندواته وأمسياته ، ومارسوا ضدهم تقنيات الجفاء تماماً كما حصل للناقد محمد العباس والروائي تركي الحمد وغيرهما.
لم يكن له اهتمام بالغ بالمواهب الشابة فهو غير قادر على اكتشاف أية موهبة إبداعية ، وجميع المواهب التي وجهت إليها الدعوة وحضرت النادي لإقامة بعض الأمسيات وهي قليلة جداً كانت موجودة وتمارس موهبتها في أكثر من موقع ثقافي وأدبي قبل أن تستدعى ، وقبل أن يدّعي النادي اكتشافها.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك من يمارس نقد المواهب القصصية والشعرية بالاستخفاف والتجريح وابتكار سياسة أخرى ضدهم ، وهي سياسة التحطيم وهذا ما يفعله الشاعر (قطاوي) فهو ماهر جداً في سل سيوف النقد على كل موهبة أدبية بنقد باهت لا يرنو إلى احتكام عادل ، بل لعادة الانتقام للآخر وإنقاص حقه الإبداعي.
تدخل واضح وغير منطقي من قبل الأعضاء ومحو كل تطور يبعث للنادي أملاً جديداً ، والكل يعلم كيف دفنوا جماعة السرد وهي في طور بدايتها وتكوينها.
_ إغلاق الأبواب أمام كل صوت أنثوي يحمل هماً إنسانياً أدبياً ، وعدم طبع إنتاجه الشعري أو القصصي أو النقدي أو الثقافي ،. وهذا بحد ذاته يعتبر أسلوب قمع مباشر يمارسه النادي ضد أديبات ومثقفات المنطقة.
ممارسة سياسة الاحتكار في طبع الكتب فمعظم الكتب المطبوعة لأعضاء منتسبين للنادي ، مما حدا بالمثقفين بطبع إنتاجهم في الأندية الأخرى لأن هذه الأندية تزخر بثقافة الترحيب والاستقبال الحسن والمشجع للشخصية المثقفة.
عدم إدراج أي نشاط ثقافي في إجازات الصيف الممتدة قرابة الثلاثة أشهر ، وهنا تنشأ الكارثة العظمى التي تساعد على ازدياد وقت الفراغ لدى الشباب والمهتمين وزيادة عدد العاطلين عن جني ثمار الثقافة والأدب. هكذا هم أعضاء النادي فهم للأسف غير جديرين بتبني ثقافة المنطقة ، لأنهم يبنون خطواتهم على الرتابة والتقليد وقد يكون للشيخوخة التي يعاني منها كل الأعضاء دور آخر في إحباط الدب وسجنه في هذا البيت الصغير ، فالوضع هنا يبدو لي مختلفاً فقد أيقنت أن ثقافتهم قد توقفت منذ زمن ولا يمكن لها أن تتطور بأية حالة من الحالات!!
أملنا بأدبائنا ومثقفينا بتشكيل لجنة على وجه السرعة للتوقيع على رحيل الأعضاء السابقين ، والبدء بضخ دماء جديدة تستطيع أن تقدم للمنطقة ثقافة مختلفة ، ثقافة تخدم المثقف لا ان تجعله يعيش العزلة والابتعاد ، واستثمار جميع الطاقات والخامات الموجودة وهي كثيرة في ساحتنا الثقافية إيماناً منا بإنشاد التطور الحديث لهذا الكيان والذي منعه (العبيّد) وجماعته. وحين أشير إلى لك فإنني أنوه الى أن نادينا الأدبي في خطر وعلى جميع المثقفين وخاصة الغيورين على الأدب إنقاذه ، وفك كل الأسلاك الشائكة التي وضعتها الإدارة السابقة حول جدرانه وغرفه ، وذلك ليضمن المثقف الدخول إليه بأمان ويمارس حقوقه الأدبية حسبما تقتضيه مشروعية النادي وقوانينه والتي وضعت الخدمة المثقف لا لتمنحه القسوة والاحتكار.


طاهر الزارعي
قاص سعودي

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved