الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th October,2003 العدد : 32

الأثنين 17 ,شعبان 1424

زكريا تامر.. اللياقة السوداء
محمد المنصور الشقحاء

أهداني الصديق الأديب القاص حسين علي حسين نسخة من كتاب «أف» مختارات قصصية للكاتب زكريا ناصر في نهاية الكتاب كلمة تأطير تحت عنوان «زكريا تامر.. شاعر القصة العربية» كتبها الدكتور صبري حافظ منها «ان زكريا تامر وهو يخلص اقاصيصه من الزيادات قد خلصها ايضا من الطابع القومي في اغلب الاحيان ومن الطابع القصصي في بعضها لكن من يتأمل قصصه بقدر من العمق يدرك.
انه لا يتحدث فيها عن انسان مجرد وانما عن الانسان العربي.
مجانية وترهل وتأطير سقيم افقد الكتاب جوهره.
الكاتب السوري زكريا تامر تلميذ نجيب في مدرسة جبران خليل جبران التأملية ولم يرتق الى السمو والارتقاء الذي اخذنا معه جبران في شعور بهي انساني.
الكاتب زكريا تامر ارتبط بالفيجعة المدمرة في حياة البشر وفشل في اقناعنا بأنه قاص يتميز بالصدق الشديد في التعامل مع اجواء العمل الذي يخوض فيه وقد دشن نفسه بمجموعة مقالات على انها قصص تحمل «عنوان صهيل الجواد الابيض» عام 1960 لم يخرج عن اطارها الحكائي الاخباري فيما صدر لاحقا.
يحمل كتاب «اف» نماذج لتجربة زكريا تامر الادبية وبهذه النماذج تتضح النسخة الكربونية لجبران خليل جبران في كتابه «المجنون» يملك تامر قاعدة عريضة من السخرة والسخرية السوداء تناثرت حتى في النص الذي يتوسم القارىء انه يجد الحياة فيه بعيدا عن تشويه قصوي نابع من الذل الذي هو رهاب نفسي يرى فيه الشخص المريض تشويه الآخرين انتصاراً اعتاد الاستاذ زكريا تامر تشويه البياض كما نراه في اطفال «موت الياسمين» الذي انهاه هكذا «وضحكت سلمى وهي توشك ان تبلغ ذروة الفرح، فقد كانت تتمنى فيما مضى ان تعيش مع اطفال لم يعرفوا بعد اقنعة الارض السود غير ان هلعا جنونيا امتلكها فجأة حينما بدأت الاسنان الصغيرة تقرض لحمها وتصطدم بالعظم الصلب للمعلومية «سلمى» معلمة نالت شهادتها بعد ان صادقت «927» رجلا في سنة واحدة.
هذا هو زكريا تامر الصورة الاخرى
لتراكم معرفي
لا يقول شيئا يبهج القلب ويسر السمع ويكرر مجترا طرائق نجدها في كتب التراث، وعند جبران خليل جبران على طريقة الاستنساخ فطريقة التناول هنا مختلفة تفضي إلى كثير من الانغلاق بما تحمله من تشنج وتوتر وانفعال لا تبشر بمفهوم واعٍ لواقع الامة من خلال مسوخ انسانية مستخدما التعاصر الذهني حتى يقوم معلمه الكتابي بتركيبها لإثبات سخرته الخارقة من خلال امكانية فنية مقلدة تماهت مع عصره.
هذا هو زكريا تامر الكاتب الذي زرع الابتسامة على شفاهنا بنص مختلق حتى يكسب عطفنا.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved