الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th October,2003 العدد : 32

الأثنين 17 ,شعبان 1424

قراءة في العدد الماضي
إعداد :اللجنة

مع الصديق الغذامي
لأن صديقنا العزيز الناقد الدكتور (عبدالله الغذامي) قد افترش صفحتين من العدد الماضي في حوار وفق في إجرائه الصديق عبدالله السمطي الذي أثبت وجوده في مشهدنا الثقافي بوطنه الثاني «جغرافية».. الأول «قداسة» من خلال مشاركاته المتعددة في صحافتنا.. وهو من لن تنساه المرحلة له.
قلنا لأن صديقنا الدكتور (الغذامي) افترش صفحتين.. فقد وضعنا في مواجهة عدد من القضايا الأدبية، والثقافية، والنقدية.. بما عرف عنه من إثارة الجدل.. والتفكير بجدية في أفكاره التي لم تنته على أساس اللقاء به مرة أخرى.. أو ثالثة.. وهذا ما يجعلنا نؤجل محاورته مع صعوبة ذلك حتى نهاية اللقاء.
ولكنا ندعوه هنا بكل ود وتقدير وإلحاح إذا كان ذلك يرضيه مطالبين بمشاركته الاسبوعية في هذه المجلة، ليس باسم الزميل العزيز (ابراهيم التركي) مدير التحرير فحسب، بل باسمنا كلجنة، وباسم قراء المجلة الذين يتساءلون في رسائلهم عن اختفائه، مهما كانت التزاماته، ومسؤولياته.. فهل يستجيب لهذه الدعوة، وهو ابن «عنيزة» الباهرة.. وابن «الجهنية» الرائعة تغمدها الله بواسع رحمته ولتكن هي واسطة العقد بيننا، وبينه.. فهل يجيب واسطتها الكريمة.. ودعوتنا الأكرم؟ لأننا نطمح ان تكون هذه المجلة ملتقى لكل الأجيال وحاضنة لكل الأصوات.
مع الصديق التركي
أيها الزميل العزيز (إبراهيم التركي) بصفتك مدير تحرير المجلة، وخير من يعرف العمل الصحافي، وأعرافه فإننا نحب أن نذكر هنا بأن «الفهرست» عرفاً يجب أن يشتمل على موضوعات المجلة، أو محتوياتها.. وإلغاء الصور.. وبذلك تحقق هدفين مهمين:
الأول: عدم إهمال النصوص وكتابها.
الثاني: عدم الوقوع في الحرج من حيث ترتيب بعض الصور تنازلياً حتى لايعتقد بعض أصحاب الصور ان هذا الترتيب هو «تصنيف» المجلة لكتابها.
وملاحظة أخرى هو ان أرضية رأس الغلاف ثقيلة بحيث يصعب قراءة ما عليها.. كما أن غلاف العدد الماضي شبه قائم.. وقد أعطته صورة الصديق (الغذامي) شيئاً من الانفتاح وهل يشترط ان يغلب على غلافات المجلة، لوحات تشكيلية تتقارب مدارسها.. بينما توجد كثير من اللوحات «السريالية».. وبخاصة للفنان العالمي «سلفادور دالي» فيها اشراقات وايحاءات، ودلالات أكثر.. وأعمق.
أما بالنسبة للأخطاء المطبعية فلو كنا مسؤولين عن المصحح لكان موقفنا منه شديداً وحاسماً.. وهنا حذف لبعض الحروف.. وبعضها تعرف من سياق العبارة حيث يشترط أن يكون المصحح واسع المعرفة باللغة، وعلومها.. وفي مصر الشقيقة يقوم بالتصحيح فطاحلة من علماء اللغة!!
البطل.. الوجه الآخر
طرحت المجلة قضية في غاية الأهمية قدمت فيها رسائل عليا.. لعلنا نذكر منها رسالة الأخ (حسن الحازمي) عن البطل في القصة القصيرة السعودية.. ونرجو ألا يكون ما قلته قد جانب الصواب فنجد من يصحح ذلك؟ والكمال لله وحده.
ولانريد أن نقول: إن المجلة لم توفق في اختيار الكتاب الذين شاركوا في هذه القضية الشائكة الشائقة، ليس لأنهم ليسوا في مستوى القضية المطروحة.. ولكن كان يفترض أن يشترك فيها أكثر من هذا العدد.. وأن تحدد صفحة واحدة (فولوسكاب a4) حتى تتنوع الآراء.. وتتعدد الرؤى، لإثراء القضية.. وأن يكون المشاركون فيها من نقاد القصة، والرواية، وكتابها الذين عاشوا وتعايشوا مع القصة والرواية، لأنهم لن يكتبوا من فراغ، وإنما عن تجاربهم الطويلة.. وأن يكون للمرأة القاصة صوتها.. ومشاركتها.
إذ لا يمكن تهميشها، ولها دورها في مجال كتابة القصة القصيرة، والرواية المتميزة.
ونظراً لأهمية القضية.. وحيويتها فنقترح على المجلة نشر ثلاث، أو أربع حلقات في أعداد متتالية إذا كان ذلك ممكناً، لأنها قضية لها أبعادها الفنية.. والاجتماعية.. والانسانية والأدبية.. والثقافية. ونحن نعدها من القضايا «الساخنة» المتعددة الرؤى، والدلالات.. ونرجو أن تستجيب المجلة لهذا الاقتراح.. ولكيلا يشرق بعض المشاركين، ويغرِّب بعضهم.. ولكي نخدم أدبنا المحلي فنتمنى حصرها عن «البطل في القصة القصيرة، والرواية في المملكة» لأن المجلة بهذا المنحى سوف تقدم خدمة للباحثين والدارسين مستقبلا.. ولعل المجلة تستجيب لاقتراحنا المتواضع.
ونحن لا نستطيع مناقشة كل الذين شاركوا في القضية لأسباب نحتفظ بها لأنفسنا.. ولكن هذا لايعني التخلي عن مسؤوليتنا فنقف من هذه القضية موقفاً سلبياً.. بل سنشارك برأينا بعيداً عن «التنظير».. و«التقعيد».. و«التأصيل» فنقول:
إن البطل في الرواية والقصة يمثل شرائح اجتماعية ونفسية وعقلية متعددة فاضلاً.. أو ساقطاً.. أو منحرفاً شاذاً.. غنياً كان أم فقيراً.. أم طباخاً.. أم جزاراً.. وفراناً.. عاقلاً، أم معتوهاً، أم مجنوناً!!
فالقصة، أو الرواية تعكس في فنية، وإإبداع، وبناء معماري متفرد، ولغة راقية نماذج من شرائح المجتمع القائم بتأزماته.. وقضاياه الشخصية، والعامة.. أفراحه، وأحزانه.. سلبياته، وإيجابياته.. عاداته.. وتقاليده.
والقاص، أو الروائي ليس مجرد «كاميرا» فوتوغرافية، أو تلفازية، تنقل الواقع بصورته التي هو عليها.. كما أنه ليس شرطياً يسجل الحدث في تقرير كما هو دون تحوير.
وارتباط القاص، أو الروائي بمجتمعه، لايعني أن يكون دارساً، أو باحثاً، أو مصلحاً اجتماعياً، أو واعظاً، أو مرشداً.. ويجب أن نعترف أن كل مجتمع تصطرع داخله الفضيلة، والرذيلة.. الخير والشر!!
القاص، أو الروائي «كاميرا سحرية» تلتقط جوانب، أو زوايا، قد تكون صغيرة جداً لا تثير اهتمام الانسان العادي.. فيحولها إلى كيان قائم بذاته يشد به اهتمام القارئ من رموش عينيه!!
والقاص، أو الروائي المرتبط بمجتمعه ارتباطاً حميماً لايخلق أبطالاً من الفراغ.. أو يحضرهم من كواكب أخرى، كما هو الحال في القصص، والروايات «الفانتازية».
هذا فيما يختص بالبطل البشري المألوف في القصص والروايات.. لكنها بدأت تكتسب أشياء جديدة من خلال ظاهرة «تداخل الفنون والعلوم وأجناسها بعضها بالبعض الآخر.. فأخذت القصة أو الرواية من «علم النفس» فاتجهت في توظيفه، والاستفادة منه بحيث يمكن القول بوجود «قصة»، أو رواية نفسية».. والأمر نفسه بالنسبة للفن التشكيلي، بحيث يمكن القول بوجود «قصة تشكيلية سريالية، أو تجريدية» كما أخذت من «الأدب الرمزي» في تقنيتها «التكتيك» ما يسمى «بتراسل الحواس».. وهذه الظواهر الجديدة التي دخلت على القصة، أو الرواية أعطت البطل مفهومات جديدة بحيث ألغى بعضها «البطل البشري» فتحول إلى «حالة نفسية».. أو «لحظة عابرة».. أو في صورة «حيوان».. أو «عقدة».. أو «طائر».. أو «شجرة».. أو حلم من «أحلام اليقظة».. أصبح البطل مجرد «رمز» دون زمان، أو مكان!!
ولكي نربط حديثنا هذا بالقصة، والرواية في المملكة نقول دون مبالغة، أو تحيز إقليمي إن البطل الذي تحدثنا عنه بواقعه البشري العام وبرموزه الواسعة الدلات يسكن نسيجها بجدارة متجاوزاً الحدود الإقليمية في الشكل، والمضمون.. باستثناء «الروايات البوليسية» التي تعد (أجاثا كريستي) من أبرز رموز كتابها في العالم لافتقار مساحة رجل البوليس (البطل) في حياتنا الاجتماعية، وكذلك القصص العلمية بأبطالها الخياليين.. ولضيق المساحة لا نستطيع ضرب الأمثلة.. تاركين ذلك للمشاركين القادمين في هذه القضية.. مع الأمل بعدم زج «المدلول اللغوي» في هذه القضية التي ينبغي أن تقوم على «المدلول الاصطلاحي الفني»!!
الماجد... والصافي
غاب عنا الصديق (عبدالله الماجد)، فغابت زاويته الجميلة «وعشت.. في حياتهم» التي يرصد من خلالها مرحلة من حياتنا الأدبية.. وكنا نخشى أن يطول «الغياب»، فاذا به يعود بالحيوية التي عُرف بها.. وبأسلوبه الرصين الذي يبحر به في أعماق وحياة الشخصية التي يتناولها برؤيته الذاتية التي تجعلنا نعيش ونتعايش ليس مع الشخصية التي يكتب عنها فحسب، بل نرتحل في نسيج جيل من الأدباء، والشعراء، والصحافيين.. جيل متجانس الرؤى.. متناغم الأصوات على اختلاف توجه كل شخصية، وطبعها، وطبيعتها.. جيل استطاع أن يصنع من «اللاشيء» حركة أدبية فاعلة، رغم ضعف امكاناتهم المادية، بحيث ان الكتاب، أو الديوان، أو الرواية، أو المجموعة القصصية الواحدة يتداولونها من شخص إلى آخر، كأنهم أسرة واحدة.. ولهذا، ليسمح لنا الصديق (الماجد) أن نطلق على جيله مصطلح «جيل الأسرة الأدبية» كمفهوم للمرحلة، تعبيراً عن روح الود والاحترام، والتآلف العقلي، والتقارب الروحي.. هذه الصفات الجميلة التي كانت تربط بينهم برباط الوعي المبكر، فقد كانوا جميعهم يومها في شرخ شبابهم.. إذا افترقوا «مناطقياً».. فقد اجتمعوا «فكرياً».. كما يقول الشاعر مع التعديل «وصداقة الأدباء نعم المقتنى».
وما كتبه صديقنا (الماجد) عن صديقنا (علوي طه الصافي.. المعاند في سبيل الحقيقة والصدق) يعكس لنا صورة (بانورامية) لكل ألوان الطيف الباهرة/ المبهرة التي كانت تحيل حياتهم الصحراوية الجافة إلى ربيع دائم الاخضرار المزدان «بخزامى نجد».. و«فل جازان».. و«بساتين عنيزة».
كما يعكس روح «العصامية» التي كانوا يتحلون بها.. فوظائفهم الرسمية لم تحل دون أن يثقِّفوا أنفسهم تثقيفاً ذاتياً سواء بوساطة الكتاب.. أو من خلال الحوارات المتبادلة بينهم.. كما أنها أي الوظائف لم تمنعهم من رفع أصواتهم على صفحات الصحف والمجلات.. وطرح آرائهم، وقضاياهم بجرأة في وقت كان يعد فيه «الشعر الحر» نوعاً من الزندقة والمروق!!
فخاخ الرائحة
كان للدراسة السريعة التي كتبها الأخ (تركي بن إبراهيم الماضي) عن رواية الأخ (يوسف المحيميد) بعنوان «فخاخ الرائحة» مبادرة طيبة للاهتمام بعطاءات المبدعين، الذين يكتبون وهم يصرخون.. لكن لا أصداء لصراخهم.. لأن النقاد عندنا همهم الوحيد في هذه المرحلة عمليات «التنظير».. فكأن المبدعين الذين لا صدى لأصواتهم يكتبون في فراغ أو أنهم «يؤذنون من مالطة» كما يقول المثل.. ونخشى ما نخشاه أن يسبِّب موقف النقاد السلبي شيئاً من «الاحباط».. إن لم يكن «الاحباط» بكل أبعاده!!
ولأننا لم نقرأ رواية «فخاخ الرائحة» إلا أننا نجد انسجاماً بين الرواية، وبين ما كتبه عنها الأخ (الماضي) الذي نختلف معه في الفقرة الأخيرة حين تمنى على الروائي لوطالت وتجاوزت صفحاتها حاجز المائة صفحة إلى مئات أخرى.. ياساتر!!
إن العمل الابداعي لا يقاس بحجة، وعدد صفحاته، بقدر ما يقاس بمستواه العام.. ولو كتبت الرواية في مئات الصفحات، لما استطاع أن يقرأها الأخ (الماضي)، ناهيك عن الكتابة عنها التي قد تضيق بها مساحة النشر في المجلة!!
ثم ان القارئ في هذا العصر المزحوم بالقنوات الفضائية.. والإنترنت.. والصحف والمجلات، وما عداها من مشاغل الحياة، والأسرة.. كيف يستطيع أن يتفرغ لقراءة مئات الصفحات.. ومتى ينتهي منها؟
ويبدو لنا أن الأخ (المحيميد) بروايته الأولى (لغط موتى)، وبهذه الرواية كان يدرك ما قلناه.. كما انه يؤكد أنه يدرك أيضا كل الأدراك ماهية الرواية.. ماذا يكتب.. وماذا يدع... فهل يطالب بأن يكون عكس هذا الادراك الجيد.. بل نطالبه بالاستمرار على هذا الخط الذي يتفق مع روح العصر.. والقارئ؟
الصوت.. والصدى
أما الأخ (حمد العسعوس) في موضوعه «الصوت».. و«الصدى» فهو يحاول أن يقنعنا بوجود نصين لشاعر، وشاعرة.. وأخذ يسهب في طرح رؤاه الذاتية من حيث الصور الشعرية.. ومفردات النصين اللغوية.. وأطلق على نص الشاعرة (الصوت).. وعلى نص الشاعر (الصدى) ليستمد منهما موضوعاً متخيلاً لظاهرتي «الحب العذري».. و«الحب الافلاطوني» في عصر «الجينز».. و«الميكرو جيب» «الميكرويف».. وما خفي كان أعظم، وأكثر مدعاة للخجل، والعفاف، والحشمة!!
ونود أن نقول للأخ (العسعوس) ان موضوعك لن ينطلي علينا، ولأنك «الصوت».. و«الصدى».. و«المترجم» للأحاسيس.. ونحن لسنا أمام نصين، بل جمل شعرية قصيرة جميلة.. وموضوع «مختلق» يؤكد على قدرتك على «التخفي».. و«باق لك الامان» كما يقول المثل.. والله المستعان.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved