الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th October,2003 العدد : 32

الأثنين 17 ,شعبان 1424

أتحدث عن بكر الشدي
سالم بن سلمان الغامدي

عندما عزت أمري لأكتب بعض الأسطر عن شخص صديقي بكر الشدي.. وجدتني أقف كثيراً بين الكلمات أحمل القلم بين أناملي تارة وألقي به تارة أخرى.. لكثرة الأفكار في ذهني حول ذلك الانسان..
كيف لي أن أتحدث عن انسان بحجم بكر الشدي من أين أبدأ مقالي عنه هل لكونه ذلك الفنان المجيد لفنه الحامل لرسالته السامية بعيداً عن الاسفاف وبهرجة الفن المعاصر؟؟
أم أتحدث عن ذلك الانسان الذي لم تزده شهرته في مجال فنه بين الناس إلا تواضعاً ودماثة خلق؟! أم تكون البداية مع حديث أشرح فيه كيف تعرفت عليه للوهلة الأولى وكيف تحول من نظري الشخصي كفنان ليكون صديقاً يعرف معنى الصداقة فيقدرها ويبادلك شعورها وأحاسيسها؟؟ هكذا وجدت نفسي تائهاً بين الكتابة عن بكر الشدي والكتابة لبكر الشدي؟!
وبعد تأمل وجدت أن الحديث عن بكر الشدي كفنان أن الجميع يعرفه ولن أستطيع أن أضيف شيئاً ذا بال لمن يقرأ كلماتي.
وإن تحدثت عنه كانسان فكثير ممن قابلوا بكر الشدي وجدوا فيه الانسانية التي لا تعرف لحدود التعامل حدوداً أو مقاييس.
والأمر لا يختلف كثيراً عن سابقيه إن تحدثت عن صديقي بكر الشدي فالكلمات لا توفي بكر الشدي حقه في الصداقة. إنك تحتار كيف تكتب عن ذلك الفنان والإنسان والصديق بكر الشدي وهكذا هم العظماء من الناس يعجز الناس عن الكتابة عنهم لأنهم كالبحر من أي مكان أتيته وجدته يبدأ بشاطئ وفي وسطه اللؤلؤ والمرجان وخيراته لا تحصى على غيره.
وكالبحّار الذي يعود من رحلته البحرية يحمل في ذاكرته كثيراً من الذكريات الجميلة والمحزنة خلال وجوده في البحر ولكن مع بكر تجد نفسك تذكر بكر الشدي بما تحمله من ذكريات جميلة ومرحة كل المرح، إن بكر الشدي في نظري فاق البحر لكون ذكرياتك معه تحمل الجمال والجلال لشخصه بينما ذاكرة البحار مع البحر لا تنسى أن تعلق بها ذكريات من الخوف والوجل وكثير من صراع مع الموت في عرض البحر.
ولازلت أذكر أول لقاء جمعني ببكر الشدي عندما حضر عرضاً مسرحياً ببيت الشباب بالرياض وكنت آنذاك أحد المشاركين في العرض المسرحي كممثل في دور بسيط، حضر مبكراً للعرض المسرحي كما هي عادته في حضور العروض المسرحية رأيته من بعيد يتجه نحونا نحن الممثلين الجالسين على خشبة المسرح نستعد لبدء العرض المسرحي وكان بجواره صديقنا الفنان عبدالعزيز الفريحي الذي راح يعرف به على الشباب المشاركين في العرض وعندما وصل الدور للسلام عليّ قال له عبدالعزيز الفريحي: هذا سالم الغامدي فبسرعة رد عليه بكر الشدي بقوله: آه سالم ولد أم سالم ضحكنا جميعاً ولا أخفيكم أنني شعرت بالرهبة للقاء نجم بحجم بكر الشدي في أول عرض مسرحي أشارك فيه ولكن بساطة ذلك الفنان ولصدقه في رسالته الفنية كان من اليسير أن تشعر بقربه لنفسك بل تشعر أنك تعرفه منذ زمن طويل. هكذا كان بكر الشدي نجماً عظيماً وانساناً بسيطاً يجمع هم الناس في أعماله ليقدمها لهم ليروها من خلاله، يكتم كل آلامه وجراحه في نفسه ولا يطلع أحداً من أصدقائه عليها كان ذا فلسفة في التعامل، صاحب ابتسامة دائمة على شفاهه تحسبه من الأحزان بعيداً وهو يصنع البسمة من وسط رماد الحزن.. ذلك بكر الشدي الفنان والإنسان والصديق..
حرمك الله ياصديقي ..وأجزل لك المثوبة ولأهلك الصبر والسلوان..
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved