الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th October,2003 العدد : 32

الأثنين 17 ,شعبان 1424

تحولات مفهوم الالتزام في الأدب العربي الحديث

إشراف: محمد برادة.
دمشق: دار الفكر، 2003م.
غائية الأدب، ما الأدب؟ لماذا نكتب؟ ما الكتابة؟ الأدب الشامل، والأدب الصميمي.. أسئلة طرحها الكاتب المغربي د. محمد برادة في كتابه تحولات مفهوم الالتزام في الأدب العربي الحديث وشارك فيه ثلاثة عشر كاتباً وأديباً من الوطن العربي.
تحولات الالتزام: يستند هذا الكتاب في بحوثه على مقولات قديمة أدبية فكرية أثيرت في ستينيات القرن الماضي ونوقشت كثيراً وعلى مدار عقدين من الزمن وبصورة متواترة وكثيفة، وربما انتهت إلى لا شيء دون خواتيم أو قرار.. ليس لأن صاحب هذه المقولة قد تحول من الأدب إلى السياسة «وهو جان بول سارتر» بل لأنه ختم حياته بموقف هو أقرب إلى الإلزام من الالتزام، فتبددت مقولة الحرية التي كان يتمسك بها منذ إطلاق أول رصاصة في الحرب العالمية الثانية وحتى انتهاء زيارته إلى الكيان الصهيوني وخلطه ما بين القاتل والضحية فتبدد مفهوم الحق لديه وتبخرت مقولة العدالة ولحق بها هذا الالتزام الذي حمله سارتر طيلة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات بحماسة ونشاط منقطعي النظير.
ويحاول د. برادة في كتابه هذا استعادة فعالية هذا المصطلح مجدداً وتحديثه بقليل من الإعدادات الجديدة وهيكلته على أسس تجمع ما بين المفهوم السارتري للالتزام في الأدب وبنيات ودوافع جديدة تتلاءم مع ظروفنا الراهنة التي تغاير الظروف القديمة التي طرح فيها سارتر مصطلحه أو مقولته.
وترتكز محاولة د. برادة على دور النقد التاريخي والتأويلي، كما رسم سارتر أطر مشروعه النقدي في كتابه «ما الأدب».. وحاول أن يبدأ «برادة» من المنطلق السارتري نفسه «ما الكتابة/ لماذا الكتابة؟ ولمن نكتب؟» وما دور الأدب اليوم؟ الخ.. على الأرضية الوجودية السارترية: أنا موجود فأنا حر...
عرض الكاتب إلى تأثير كتابات سارتر على الأدب العربي في الستينيات، ومناهضيه وقد أورد نماذج من تلك المقالات التي تصدت لمقولة سارتر، وأخرى التي رحبت بها.. عبر نماذج لآراء كتاب وأدباء عرب حول مفهوم الالتزام السارتري في الأدب العربي الراهن.. معتبراً أن قضايا الأمة العربية التي عبر عنها الأدب في الخمسينيات والستينيات لم تزل جارية دون تبدل عليها «الاستقلال والتحرر من الاحتلال الاستيطاني، الديموقراطية، العدالة الاجتماعية، السلم بين الشعوب»، وهي قضايا تهم الخاصة والعامة على حد سواء.
إن الالتزام «الأدبي» ها هنا لا يخرج عن الإيدويولوجيا التي تقف خلف هذه الدعوة لبعض الكتاب، دون أدنى شك، وهي تتفاوت في التزامها هذا بين أن تكون نتاج وعي من الكاتب وعلى أساس حرية الأدب واستقلاليته، وبين أن تكون امتثالية خالصة ورغم أن الكاتب يعترف بتراجع الالتزام السارتري داخل الحقل الأدبي العربي، فإنه يلح على عدم إهمال عوامل ذاتية من داخل الحقل نفسه وبسبب التطورات والتغيرات في المجتمعات العربية ويلخصها بما يلي:
1 حركية الإبداع العربية التي كسرت التقنيات النقدية للأجناس والأشكال وطرائق التعبير وانفتحت على النماذج الجديدة في التراث الكلاسيكي والأدب الشعبي «السيرة والحكايا التاريخية والألف ليلية والزجل..» ثم الذخيرة الصوفية من تأمل وتجربة ذاتية، وإبداع لغوي ومستويات التعبير..
2 الابتعاد عن الإيديولوجيا السائدة ولاسيما عقب نكسة حزيران، مما جعل بوادر استقلال بعض النصوص تظهر، وقد استفادت من الوجودية والالتزام السارتريين اللذين مهدا الطريق لها..
3 ظهور سمات أدبية أساسية في الجامعات العربية مغايرة للمثاقفة، وتنفتح على مناهج نقدية جديدة من الألسنية والبنيوية والسيميائية والتحليل النفسي والسوسيولوجي للأدب.. بما ينطوي على علمية الأدب وعلمية النقد على حد رأي د. براءة.
يقع الكتاب في «328» صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved