يا قلب أين صباحك الريّان |
أين الليالي الزّهر أين نجومها |
أين (العجيّان) الظريف و(صالح) |
أين (اليمامي) أين لذعة فكره |
أم أين (نصار) وأين (محمد) |
أين (السديري) أين (منصور) وقد |
أين (الحميدين) الحبيب و(راشد) |
أين (الجداول) ثرّةً بخريرها |
أين (العفيصان) الدّؤوب يروقه |
أين (الأحبّة) في (اليمامة) وأختها |
يا قلب عج بي نحو مسرح وثبتي |
أين (الرئيس أبوزياد) و(ناصر) |
أين (الشباب) وقد تحفَّز للعلا |
أين السكرتير (المنيف) و(مصطفى) |
أم أين (آل الشيخ) و(الخلَف) الذي |
أين (البُلَيهي) و(العَبَادي) مخبرا |
وإذا نسيت فلست أنسى إخوة |
منهم (سليمان) ومنهم (خالد) |
و(ابن الشّهيل) و(غيره) ممن لهم |
وتهيج بي ذكرى الصحاب فأنثني |
أين (الجبيلي) و(العمير) و(عسكر) |
فتجيب أضواء (النيون) بومضة |
هم ههنا يا سائلاً عن صحبه |
لكنني أرتدّ في يأس إلى |
دار توزع خيرها ونماءها |
دار يحوط عيالها بحنانه |
شيخ الجزيرة عالماً ومؤرخاً |
فإذا أرحت هواجسي من بعدما |
لاحت رسوم أحبة في خاطري |
فأطير أين (الفهد) أين (رفاقه) |
فإذا دنوت مسلما وهممت أن |
أبصرت (طيار) المدينة واقفا |
والذكريات المحرقات تشدني |
وهبوا الحياة الغرّ من أفكارهم |
في كل حقل للصحافة أنبتوا |
لا: لن أسمّيهم فيكفي أنهم |
يتداولون الرأي فيما بينهم |
وهنا اقتصاد، أو هناك رياضة |
يا كل أصحابي وكل أحبتي |
يا كُلَّ أصحابي وكل أحبتي |
أنا ما نسيت ولا سلوت عهودكم |
أني أعيش العمر في يأسي وفي |
لا الحبر يملأ بالسواد أصابعي |
(اللونتيب) نسيته وبنوطه |
لله أكناف (الصحافة) إنها |
فلقد ضربت بكل أرض باحثاً |
فوجدتها لما خطاي تعثرت |
فنهلت من صهبائها ومحضتها |
فلتذكروني في أويقات الصّفا |
لولا التآلف ما صفت أيامنا |
لولا التقارب كانت الدنيا كما |
وخذوا التحية من أخ متودد |
يا قلب أين تفرّق الخلان ؟ |
أين الرياض تزينها الأغصان ؟ |
أم أين (طه) أين و(الهوشان)؟ |
أين (العليوي) أين و(العمران)؟ |
و(الباحسين) و(ماجد) (عثمان)؟ |
غدت الفنون بفنه تزدان ؟ |
أم أين (إسماعيل) و(السلطان)؟ |
و(مسافر) تاقت له الشطآن؟ |
رسم (المكيت)؟، كذلك الفنّان |
أعني (الرياض) فكلّهم إخوان ؟ |
(للدعوة) الغرّا فتلك حصان؟ |
أين (السفارينيّ) و (السّمّان)؟ |
يحدوه شهم أرضه (شهران)؟ |
من في الخطوط تروقه الألوان؟ |
سلك الدروب وملؤه الإيمان؟ |
و(بقية) أبقاهم الرحمن؟ |
خدموا (الجزيرة) فاعتلى البنيان ؟ |
و(السّالم) المشهور و(الحمدان) ؟ |
في القلب حبّ راسخ، ومكان |
نحو (البلاد) كما انثنى الظمآن |
و(ابن العسيري) أين و(الشملان) ؟ |
حمراء أو خضراء لها لمعان ؟ |
ضل المكانَ الراحلُ الحيرانُ ؟ |
دار (اليمامة) حيث ينمو البان؟ |
كتبا يعيش بظلها الإنسان |
قطب له في كل درب شان |
أو باحثاً ما بزّه الاقران |
عانيت تجوالا، وبان حِرَان |
(بعكاظ) تهتف إننا سيّان |
أم أين (عبد الله) و(الأعوان)؟ |
ألقي الرحال، وساد في اطمئنان |
يرنو إليّ كأنه غضبان |
(لأحبة) هم للزمان لسان |
فانساب منظور، ورق بيان |
غرساً فأحيوا ذابلاً، وألانوا |
في الليل لم تَغْمض لهم أجفان |
أَدَبٌ هنا، وهناك الاعلان |
وهنا اجتماع، أو هنا عنوان |
شط المزار، وما سهى الوجدان |
إني إلى لقياكمُ عطشان |
كلا. ولكن قد قضى الرحمن |
صمتي المخيف كأنه الطوفان |
أبدا، ولا التوضيب والاتقان |
يشكو لها ما أفظع النسيان |
لذوي الطموح إلى العلا ميدان |
عن موطن إذ عزّت الأوطان |
وطناً تُنضِّر أُفْقهُ الأفنان |
حبي، وليس لِمُغْرَمٍ كتمان |
ولتسعدوا يا أيها الاخوان |
والحب، (أغطش ليلَها) الحرمان |
ربع عفا نعقت به الغربان |
للطيبين.. وحَقُّها الشكران |