أنا والرصيف فلو نظرت تراني |
وترى ظلال الحزن في أجفاني |
أنا والرصيف وقفت أسأل ما الذي |
يجري وهي تثني الخطوب عناني |
أرنو لأفاقي البعيدة أقتفي |
أضواء نجم لم يزل يرعاني |
وأطيل في التحديث يلسع خافقي |
نصل وليل بالأسى يغشاني |
وأعود منكسراً تلوب بمهجتي |
ذكرى وتوقظ عبرتي أشجاني |
تتحسس القدم الأليمة راحتي |
وتعي الخطا المتعثرات بناني |
أنا والرصيف بشقوتي عزف الأسى |
لحن الضياع بمعزف أبكاني |
ساهيم رغم تمزقي كالطيف في |
سبحات حلم للسرى استهواني |
فالبحر من حولي حكيم مبدع |
ومحدّث لبق بغير لسان |
وعلى امتداد الأفق جال بخاطري |
ما فيه من در زهى وجمان |
وأخذت أصنع زورقي من زفرتي |
وأصوغ مجدافي من الحرمان |
وجدلت من حرق السنين شراعه |
ومن الدموع أريكة الربان |
ووقفت وحدي والرصيف وزورقي |
والبحر.. والتراحل ملء كياني |
وركبت بحر الهول بعد تردد |
وكأن من حولي شهود عيان |
بحر يخيف بكل ما في الخوف من |
معنى وما في الهول من غليان |
بحر يفوق بعمقه وهديره |
بحر الحياة الصاخب الفوران |
بحران من ماءٍ ومن ماءٍ وفي |
جوفيهما وجهان مختلفان |