الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th November,2006 العدد : 176

الأثنين 22 ,شوال 1427

زورق وشاعر
شعر علي النعمي
من خلال الصمتِ ناجى هاتفٌ
خاطر الشاعر في الليل البهيمْ
يمتطي البحر، وفي أضلاعه
خفقة حرى، وشوق وجحيمْ
أعمل المجداف في الموج لكي
يبلغ الزورق للشط سليمْ
أيها الماخر في زورقه
لجة البحر .. وفي البحر خطورة
حاذر الأمواج إن هاجت فما
تهتدي للدرب في الريح الجسورة
وامض للشط بقلبٍ ثابتٍ
عابراً ما كنت تستعصي عبورهْ
أيها الماخر كم في البحر من
عجب بادٍ يميناً وشمالا؟!
اليد الفضلى التي ما تركت
دفة المجداف مهما الدرب طالا
فامض للشط بقلبٍ ثابتٍ
تاركاً في اليم للموت الكسالى
أيها الماخر في اليم إذا
أظلم الليل على درب النجا
فدع الزورق يمضي قدماً
فبصيص النور يمتص الدجى
وامض للشط بقلبٍ ثابتٍ
تلق في قلب الصعاب الفرجا
ومضى الشاعر في زورقه
يتحدى كل ألوان الخطرْ
مرة يهوي به الموج فإن
سكن الريح تصباه السفر
وطن النفس على التجديف كي
يصل الشط، ويحظى بالوطر
ومراراً .. وصدى الهاتف في
سمعه يدعوه لا تخش السّرى
يتلقى الموج صخاباً .. وقد
بلغ الجهد به .. فانفجرا
مرحباً يا بحر بالصعاب، وهل
يتهاوى خانعاً من قدرا؟!
وعلى الشط .. وقد أرسى به
زروق الرحلة في ذات مساء
ليريح الجسم من أتعابه
ويقي زورقه كرُّ الأسى
أعلن البحر بصوت هادر
زورق الأحلام يوماً ما رسى
فدع الشط لشط آخر
مرة أخرى، وخُضْ متن العبابْ
ليس للنفس منى محدودةٌ
ضمن بابٍ، خلفه بابٌ, وبابْ
درّةٌ تكسبها أو لحظة
حلوة تلهو بها تُنسي العذابْ
وعلى اسم الله سار الزورقُ
وكسا البحر الرهيب الشفقُ
ومضى الشاعر للمجهول في
رحلة فيها تخيف الطرقُ
زاده أقلامه أوراقه
ورفيقاه الدجى، والعرقُ!
ركب البحر، وخلى الأرض من
خلفه تعرق في أحزانها
فالصراعات على بَهْرَجِها
تسلب الفرحة من أجفانها
وبحبٍّ صاح في تهويمةٍ
يا لهذي الأرض من إنسانها؟!
إن عشق الأرض لا يصرف
عن أمانيها، وعن آلامها
فهي منه، وهو في أعطافها
حلمٌ يمتدّ في أحلامِها
وإلى الشط ثنى زورقه
رغم ما في النفس من تهيامِها
والرؤى البيضاء في أعماقه
جمدت .. كالحبر في أوراقه
لم تحرك ساكناً .. وانعطفت
تطفئ الومضة في أحداقِه
جمدت، وانعطفت، أين أنا؟!
أين بحر الشوق من عشاقِه؟!
وَرَنَا للبحر حيناً، ورنا
نحو أرضٍ طوقت أحلامَه
عاش صفو البحر في زورقه
واكتست جِدّتها أنغامَه
فلماذا الأرض لم تحفل به
عاشقاً .. بل ضاعفت آلامه؟!
ومن الأرض التي يعشقها
بادل البحر أحاديث الهوى
وشكا اليأس الذي يحرقه
في نواحيها .. وما نال سوى..
كم له من نغمةٍ فيها ذوت
مثلما نبتٌ بصحراءٍ ذوى؟!
خُلق الشاعرُ من طين له
عبقٌ مختلفٌ منفردُ
ما يراه الناس في
عيشهم، فهو المعنى المجهدُ
كلما في الكون من هم، ومنْ
رغدٍ .. في قلبه محتشدُ
فوداعاً، ووداعاً، وإلى
ملتقى إن لم يحل من حائل
علّ فيه الأرض مكاناً دافئاً
لأغاريد الهزار الراحل
حيث غنى فيك ألحان الصفا
وألوفا .. ثمّ ارْتمى في الساحل
أنا يا بحر .. كما تعرفني
زورقي فيك، ومجدافي الأملْ
لا أبالي موجك الطاغي فمن
رحم الأمواج ميلاد الجبلْ
بعضنا خلّ لبعض، ولنا
رهبة الهول، وإرهاب البطلْ
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved