الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th November,2006 العدد : 176

الأثنين 22 ,شوال 1427

وأخيراً قرأت (الجنيّة)!
مضى وقت لا بأس به وأنا أحاول أن أشتري رواية (الجنيّة).. هذه الرواية التي تبدو ليست (مجنونة) الفكرة فقط بل ومبتكرة بحسب علمي.. كنت أقول في نفسي إن الوقت ضيّق أو لدي أعمال كثيرة هذا اليوم أو الوقت ليس مناسبا لأشتري مجرد رواية!.. وهكذا مع كل مرة يقفز عقلي ويتوسل إلي بأن أمضي إلى المكتبة..
مرت الأيام متسارعة بشكل غريب حتى استنفد عقلي كل محاولاته وتوسلاته المشفقة التي وصل معها إلى مرحلة صعبة جداً..! بعد شهر من كل ذلك وجدت نفسي على بضع خطوات قليلة من المكتبة.. ياااه أصبحت قريبا منها قبل أي وقت آخر، دخلت بسرعة ملفتة.. وكنت أعرف مسبقا أين أجد الركن الخاص بغازي القصيبي.. وبسرعة أكبر استعرضت الكتب ووجدته أخيرا.. آخر نسخة موجودة.. غريبة مع أني كنت أعتقد دوما أن حظي سيئ للغاية..! ذهبت إلى البائع مهرولا وأنا سعيد بما أنجزته، وهذه النقلة التي طرأت على أحوالي! وصلت إليه.. وقبل أن أسأله عن قيمة الكتاب.. كان هناك شخص يجاورني الوقوف على (كاشير) البائع ويسألني بكل برود: هل الكتاب يستحق أن يُشترى؟ سؤال يبدو أنه (غريب بعض الشيء) فكيف لي أن أعرف وأنا لم أقرأه..
(بالطبع لم أجاوب الرجل بهذا الأسلوب الفظ)، ولكني قلت له: إن غازي القصيبي يكفي اسمه لكي يكون سببا في إنجاح أي رواية يكتبها.. فتاريخه وحنكته في الكتابة يشفعان لأي ورقة يكتبها لتكتسح الأسواق فما بالك برواية.. قال لي الرجل وكأنه لم يسمع شيئا مما قلت وبنبرة أخف: ولكن مسلسله الذي كتب قصته في رمضان هذا العام يبدو مملا! يا إلهي.. ومن يظن نفسه هذا الناقد المبجل، (الحقيقة أني أيضا لم أجاوبه بهذه الكلمات التي يستحقها بدون شك)! ولكن قلت له: صحيح أن القصة لغازي ولكن السيناريو والحوار لشخص آخر.. وربما هو من أفسد القصة.. هذا على اعتبار أن المسلسل لم يحظ بما يستحقه من متابعة ونجاح كبيرين.. كما كان متوقعا عطفا على النجاح التي حصدته الرواية.. قطع حديثنا البائع وأجابني بقيمة الكتاب.. وشكرت الله على ذلك أكثر من شكري على حصولي على آخر نسخة من الرواية! ذهبت إلى منزلي وما أن وصلت حتى التهمته التهاما.. ولم يحز في نفسي ضاري ضرغام الضبيّع أو كما رمز إليه غازي القصيبي ب ض. ض. ض (بطل الرواية) بقدر ما حز في نفسي ذلك الرجل الذي ذهب إلى المكتبة ولا يزال يسأل عن جودة رواية كتبها هذا العبقري القصيبي!!.


صلاح المنصور

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved