الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th November,2006 العدد : 176

الأثنين 22 ,شوال 1427

بقعة ضوء
المسرح السعودي بين نارين
علي عبد العزيز السعيد
تظل الجهود المسرحية في المملكة محتارة في اختيار الاتجاه واللون الفني الذي تسلكه أو تقدمه من خلال عروضها المسرحية بين لونين (أحلاهما مر وأمرهما حلو)، فالعروض المسرحية ذات الطرح الاجتماعي الذي يغوص في مشكلات المجتمع وآماله وهمومه هي التي تلقى قبولاً كبيراً من المتلقي سواء كانت تلك العروض كوميدية أو تراجيدية أو تمزج بين الفنين، والعروض ذات الطرح الثقافي والفكري الجاد سواء كانت تجريبية السمة أو غير ذلك فإنها تجد قبولاً لدى المثقف النخبوي (حتى وإن كانت متابعته لها قليلة ومتعالية)، وهي في الوقت ذاته تحقق لدى المسرحيين بعضاً من طموحاتهم الفنية فهي تساعد على تطوير الأدوات الفنية لديهم سواء كانوا ممثلين أو مخرجين، أو تقنيين، وهي أيضاً طريقهم إلى التمثيل الخارجي والتواصل مع المسرح الخارجي عبر المشاركة في المهرجانات الإقليمية أو الدولية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لا يجمع المسرحيون بين الحسنيين؟! أي لماذا لا تقدم الفرق المسرحية بالمملكة ما يلبي احتياجاتها الفنية من العروض المسرحية وما يلبي احتياجات المجتمع منها؟ والإجابة عن هذا السؤال تعيدنا إلى مقال الأسبوع الماضي (تمويل المسرح)، فجمعية الثقافة والفنون وهي أكبر مؤسسة رسمية تعمل على إنتاج وتقديم المسرح في المملكة تقر في ميزانيتها لكل فرعٍ من فروعها إنتاج عمل مسرحي واحد للكبار وآخر للصغار، وعلى الرغم من تحفظاتنا على الرقم المخصص لكليهما حيث إن تقديره لم يبنَ على وعي بمدى تكلفة لإنتاج المسرحي الحقيقية يجعل الفرصة ضيقة أمام القائمين على الفرق المسرحية ويجعلهم وهم يختارون النص الذي سيعملون عليه يضعون في أعينهم بعض الاعتبارات أبرزها المواصفات المهرجانية وهل يتناسب هذا العرض والتمثيل الخارجي أم لا؟ في حين يؤجل النظر في احتياجات المتلقي المحلي إلى حين.. وهذا ما سبب الفجوة والقطيعة بين جمهور المسرح والقائمين عليه إلا من بعض الأعمال القليلة التي تُقدم على استحياء في بعض المناطق والمحافظات، فما الحل يا تُرى؟!!
لا أعتقد أني سآتي بالذيب من ذيله كما يقولون، فالأمر أكثر بساطةً مما يعتقد الكثيرون وهو أن يعمل مجلس الإدارة على أن تقوم كل فرقة بإنتاج عملين مسرحيين على الأقل يحقق كل واحد منها المواصفات الفنية المطلوبة وأن يخصص له مدة عرض كافية وأن يتجول في أكثر من مدينة (حركة زيارات عروض مسرحية بين مدن المملكة)، وهذا يتيح أيضاً الفرصة لأكبر قدرٍ من الموهوبين بدلاً من أن يملوا من انتظار الفرصة التي قد لا تأتي.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved