وميض
مسابقة السفير مرة أخرى
عبد الرحمن السليمان
|
تعد مسابقة السفير للفنون التشكيلية التي تنظمها في دورة جديدة وزارة الخارجية السعودية من أهم المسابقات الفنية المحلية، والواقع إننا لا نريدها الحياد عن هذا النهج المحلي المتمثل في توجهها للفنانين التشكيليين السعوديين، الفنان التشكيلي السعودي لم يزل بحاجة إلى المزيد من الدعم والتشجيع والمنافسة من كل الجهات الرسمية والخاصة.
الإعلان عن الدورة الثانية شابه بعض الإشكاليات من وجهة نظري الشخصية فالمسابقة بدأت باتجاه تقني إلى الموقع الخاص بها، وكأنها ترغم الكل على التعامل مع الحاسوب أو الكمبيوتر وفي هذا عدم تقدير لكثير من المعوقات التي يمكن أن تواجه فناناً رغب المشاركة في المسابقة، فهي أرادت التسجيل والصور والبيانات عن طريق الإنترنت، وهذا قد لا يستطيع عليه جميع الفنانين التشكيليين، كما أنه لا هذه المسابقة ولا غيرها تفرض شرطاً كهذا، فالواجب الأخذ بالظروف العامة وحساب الكل في موضوع كهذا، وحتى إذا أردنا أن نوجه فنانينا إلى هذه التقنية الجديدة، فإنه ليس بمثل هذه الصورة أو الإرغام، ومثل هذه القفزات التي نريدها لا يمكن أن نخدم بها الساحة بشكل عام.. إننا سنرضي وسنجلب أسماء ربما تعاملت مع تقنية المواقع والحاسوب، وبالتالي ألا يكفي أن نعين حالة تقييم بعض الأعمال عن طريق الجمهور؟؟
اعتقد أن هذا الأمر أهون من سابقه وإن كنت أرى أن الترشيح بالإنترنت أو عن طريق موقع إلكتروني للوحة غير كافٍ، وليس بمجدٍ أو أنه عن طريقه يمكن التحكيم بشكل نزيه أو صحيح، وإن وضعت بعض الضوابط المتعلقة بذلك.
هنا في هذه المسابقة الجوائز محددة في مجالات ثلاثة. السؤال: كيف تم تصنيفها أو تحديدها؟ لم أعرف معنى على سبيل المثال الكولاج..! هل يعني أن أي قطعة ملصقة على عمل فني ستوجه بموجبها العمل لتلك الفئة؟ ثم لا أعرف أيضاً مَنْ سنّ هذه الوصفة؟ وهل تم تعيينها بناء على توصية خبير وممارس للفن من هنا أو من خارج البلاد؟ ثم هل تم تشكيل لجنة تقترح وتقر العمل بهذه المواصفات التي تم الإعلان عنها والقبول بموجبها؟؟ أرى أن هناك اجتهادات شخصية غير موفقة كثيراً في اتخاذ مثل تلك الشروط، وعليه أرجو إعادة النظر في بعض الجوانب بتشكيل لجنة من فنانين تشكيليين سعوديين تحديداً، وهم المعنيون بمثل تلك الأمور وأن يتم أيضاً الإعلان عن أسماء هذه اللجنة وأعتقد أن التصنيف الذي أرجع إلى الفنان نفسه، أي الراغب في المشاركة غير دقيق، فليس من الصواب أن يصنف أي فنان نفسه وفق مدرسة أو اتجاه، فهي (المسابقة) وضعت الأعمال الواقعية وأعمال الكولاج والأعمال المعاصرة، ولا أعرف في الحقيقة كيف يتم مثل هذا التوزيع؟
ما المفهوم الواقعي عند من وضع هذه المواصفات؟ وما المفهوم المعاصر؟ وما مفهوم الكولاج؟ وهل هذه الترتيبات لا تقبل الالتقاء أو التضارب؟؟ علامات استفهام كثيرة حيال ذلك.. ثم إن الإعلانات المتداولة غير متطابقة.. ففي الموقع الخاص بالمسابقة أصغر مقاس مقبول 70 في 90 سم، وفي إعلان نشر بصحيفة اليوم 40 في 70 سم، وإذا كانت المسابقة الأولى قد تم دعم الفنانين باقتناء جميع الأعمال المقبولة، فأين اقتناء الأعمال المتقدمة أو بعضها عن مثل تلك الإعلانات.. إذا هي مقرة أساساً أو أنه قد تم تغييب حالة الاقتناء التي بموجبها يمكن إرسال أكبر قدر منها إلى السفارات السعودية في الخارج.
أعتقد أن الساحة ليست بحاجة إلى مزيد من الارتجال، فمثل هذه المسابقة مع أهميتها وفرح الساحة التشكيلية السعودية بها من بين المسابقات الأخرى، فإنه يتعين تشكيل لجنة أو لجان معروفة تقوم بإعداد تصورات مستفيضة تحقق من خلالها المسابقة الأهداف المرجوة، وأن تكون دعماً حقيقياً وفعلياً للساحة السعودية التي تشهد هذه الأيام تحولات مهمة في مسيرتها.
نأمل أن تكون هذه المسابقة أحد الروافد التي تسهم في دفع المنتسبين إليها ودعمهم مادياً ومعنوياً.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
