صدى لون
(الغذامي) في رحاب التشكيل!!
محمد الخربوش
|
جميلة هي الفكرة التي أقدمت عليها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية عندما دعت القامة الأدبية السعودية الدكتور عبدالله الغذامي، لافتتاح معرض الفن السعودي المعاصر الذي أقيم قبل فترة في ردهات مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، حدث ذلك في ليلة رمضانية اجتمع فيها ناس التشكيل وأرباب الأدب من شعراء وكتّاب وقاصين وناقدين ومسرحيين وخلافهم، والجميل في هذه الظاهرة الثقافية الرمضانية هو هذا الإقبال الكبير من الأدباء على هذا النوع من المشاهد البصرية والتي كانت وإلى فترة ليست بالبعيدة تقام وسط حضور شحيح ممن يعنيهم الأمر فقط من منظمين وفنانين تشكليين. إن دعوة الوزارة لعلم أدبي بارز مثل (الدكتور الغذامي) لهو فعلا خطوة جادة في سبيل تفاعل الكل مع المناشط الثقافية وبالأخص التشكيل الذي عانى ولا يزال من غياب المتلقي وغياب الإعلام وغياب المقتني أيضاً.
ما يميز حضور النخبة المثقفة لفعالية هي في الواقع جزء من المنظومة الثقافية الأم هو هذا الحضور الإعلامي بكافة قنواته وبالتالي تسليط الضوء على الفعالية وتسويقها إن جازت التسمية إعلاميا لأن المتلقي والمشاهد العادي ليس بالإمكان الوصول إليه ودعوته للمشاركة بالحضور إلا من خلال جهد إعلامي كبير لأنه شئنا أم أبينا أي عمل ومهما كان كبيرا وفاعلا سيظل بعيدا وغائبا حتى تتم تغطيته وتسليط الضوء عليه ولا يتم ذلك إلا من خلال الإعلام ولا غيره، وحضور مثل هذه الشريحة من الناس الفعالية سواء كانت تشكيلية أو خلافه هو محفز لهذا الإعلام للحضور وتغطية الحدث. ما يميز الحدث أيضا هو هذا التفاعل الجميل من الأدباء مع الأعمال الفنية وبالتالي استقراؤها ومعايشة العمل ومحاولة الإبحار معه وخلق الحوارات التي جاء بعضها صامتا من خلال اللوحة وعين وبصيرة الأديب وبالتالي أعطى هذا المشهد انطباعا إيجابيا كبيرا للعمق الفني والتقني الذي استطاع التشكيلي السعودي الوصول إليه وتجسيده في أعماله ومعطياته الفنية والفكرية والتقنية. كما أن المشهد الأجمل في ساحة العرض هو هذا التفاعل الجاد من خلال الحوارات الجانبية التي تحدث ما بين الأديب والفنان التشكيلي نفسه والتي جسدت أهمية مثل هذا النوع من المشاهد البصرية التي تستطيع بعفويتها وبساطتها أن تخلق مساحات حوارية وفلسفية وجمالية بعيدة كل البعد عن الحوارات الرسمية المقننة المحددة بالمكان والزمان ومن هنا جاءت هذه اللقاءات عميقة ومتجذرة بالبساطة والعفوية، وهذان العنصران كفيلان بالتنوير وترسيخ المفاهيم وفق قناعات تعتمد العقل والمنطق والحوار الصادق.
تحية كبيرة لوزارة الثقافة حيال هذا المنحى الإيجابي الذي سوف يساهم بشكل كبير في بناء منظومة ثقافية متكاملة نصل من خلالها إلى معطيات ثقافية حافلة بالإثارة والتشويق.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
