الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 13th December,2004 العدد : 87

الأثنين 1 ,ذو القعدة 1425

عزيزي جوهرجي

أحييك تحية الإسلام، والسلام، والمحبة.. وبعد:
قرأتُ ردَّك العاتب، والغاضب.. إنني مدينٌ لك بالصراحة.. وبشجاعة الموقف الذي قد أتفق معه وقد أختلف.. فالرأي متاح ومباح متى كان القصد منه الوصول إلى هدف بناء الفكرة وتلمُّس حيثياتها بصدق قوامه المشاركة الفاعلة للأثر الفكري وفق رؤية اجتهادية مسالمة.
أخذتَ عليَّ في عتب شديد بعض ما تناولتُه عن ديوانك (نبض الضفائر).. وما زلت حتى هذه اللحظة أبحث عن ذلك النبض الذي تمسكت به.. فالضفائر تميل وتتحرك.. ولكنها لا تنبض.. النبض مصدره القلب.. والأحاسيس الشاعرة.. أما الشجن يا صديقي كما هو معروف فإنه أداة استشعار بالحزن والألم.. أما وله النفس فشوق مبرح أقرب إلى الإيحاء من الشجن.. ومع هذا فقد أتفق معك في محصلة لغوية أكثر شمولية واتساعاً.
ولأن المعنى في بطن الشاعر.. فلا فرق يخلق مشكلة بين مفردتَيْ (عن) و(من) في بيتك القائل:
فأنستُ بالصداع
عن لغوه المشاع
والصداع يا عزيزي أيا جاءت المبررات اللغوية والدلالية لا يؤنس.. التلذُّذ بالألم ضرب من المعانات القهرية العشرية.. (الشاعر المسمار) أو (شاعر المسمار) لا تغير شيئاً في الأمر.. الخلاف على التوصيف.. مسمار! وشاعر..! لا يتفقان توظيفاً.. قد يكون الشاعر صلب المشاعر.. قوي الإرادة والطرْح.. إلا أنه لا يكون مسماراً.. وإلا أمكن تجاوزه إلى مفردات أخرى كتلك التي خلتها تهكماً (سخرية).. وما هي بالتهكم ولا بالسخرية.. فهذا ليس من طبعي يا عزيزي الشاعر.
مفردة التأمل لن تحوج أبا حنيفة كي يمدَّ رجليه.. لنأخذها قضية مسلمة وندع أبا حنيفة في قبره.. فالأمر في منتهى البساطة.. وعن الدنيا التي قلت عنها إنها لا تسير ما زلتُ عند اعتقادي أن الأرض تدور وتتحرك حول نفسها في محور فلكي لا تتجاوزه.. وهناك فرق بين السير والدوران لن يحوجنا إلى علم الفلك.. وعلوم الفضاء.
أما التقريرية التي قلتها عن ديوانك الجميل.. وشعرك الأصيل فهو انطباع بريء خرجتُ به من دائرة المتوجس إلى دائرة الإفصاح.. والتقريرية مشاعة لا يكاد يخلو منها شاعر في شعره مهما كبر قدره.. العبرة بالمضامين قبل السرد اللفظي.
يا عزيزي.. ما طرحتُه.. وما أطرحه.. وما سأطرحه نحو غيرك مجرد رؤية اجتهادية مخلصة وخالصة.. أعرضها ولا أفرضها.. لستُ معصوماً من الزلل.. كما أن غيري أيضاً يشاركني نفس الزلل.. الذين لا يخطئون هم الذين لا يعملون.. كلانا يا صديقي نعبر حياة الفكر من أولى درجاتها.. لا أنا أملك العصمة من أمري.. ولا أنت شاعر تملك الكمال.. الكمال لله وحده.
أخيراً.. أُكبر فيك روحك، وطموحك، وثباتك على موقفك الذي تعبر عنه ما دام عن قناعة ويقين.. وثق أنني ما حاولتُ مرة أن أهزأ بأحد.. ولا أسخر من أحد.. المفردات الغريبة هي التي تطرح نفس التساؤل.. ونفس البدائل كما هي في حالة (المسمار) الجارح لكل منا.. ولقد برأنا من جرحه بتحية سلام وإسلام ومودة.


أخوك
سعد البواردي
الرياض ص.ب: 231185 الرمز: 11321

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved