الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 13th December,2004 العدد : 87

الأثنين 1 ,ذو القعدة 1425

إصدارات عربية
صبا نجد
شعرية الحنين في النسيب العربي الكلاسيكي

تأليف: ياروسلاف ستيتكيفيتش
ترجمة وتعليق: حسن البنا عزالدين
الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية 2004م
***
إن استيعاب القصيدة العربية ذلك التناقض الكامل بين الغنائية والشكلانية وهما صفتان لا تزالان تنسبان بقوة في نظرية النوع الأدبي الغربية إلى ميراث الرومانسية، كما أنهما لا تنسجمان معا في محيط ذلك الميراث ظلّ أمراً مربكاً لمعايير الإستطيقا والحساسية الغربية.
ولمواجهة هذا التحدي الذي تطرحه القصيدة العربية يتخذ الكتاب الحالي من النسيب موضوعاً له. والنسيب هو القسم الافتتاحي الغنائي الرثائي في القصيدة، وهو كذلك أكثر أقسام القصيدة الذي يعرض التبلور الشكلي الخالص فيها. ولهذا تتجه الدراسة عن عمد لأن تكون قطبيّة واستيعابية. ذلك أنها عندما تقترب من الشعر العربي الكلاسيكي من منظورات أدبية غربية فانها تفعل ذلك لتحقيق هدفين: يتمثل الأول في استعراض حقيقة ان التقليد الشكلي الصارم للقصيدة العربية القديمة، بغض النظر عن ان ينتج التكلف والتصنع اللذين توقعهما القراء الغربيون، ووجدوهما فيه عملياً، كان تقليداً قادراً على توليد حالة غنائية رقيقة ونابضة بالحياة. ويتمثل الهدف الآخر في استيعاب الغنائية العربية الكلاسيكية في فهم أكبر للشعر الغنائي في مدخل مقارن بوصفه نوعاً أدبياً، وبوصفه نوعاً تجريبياً. وقبل اختيار أي منظور غربي أو ما يمكن ان نسميه (حديثاً) ، فإنه ليس ثمة توفير لجهد أو ضنّ بأي مستوى للخبرة الذاتية من أجل إعطاء النص الشعري بما هو نصّ شعري عربي أوليّة كاملة. وبالمثل، أيضا، أخذت ملحوظات النقاد العرب القدماء في الحسبان، وإن كان هذا بصورة ضمنية أكثر منه على نحو صريح. وفي المستوى الضمني تم كذلك الإصغاء إلى أصوات الشعراء وهي تقدم تفسيراتها وقراءاتها (الضمنية على نحو متنوع) للرسالة الشعرية التي يحملها تقليدهم الأدبي، الأمر الذي سمح بوجود الحلقة الجوهرية للأشياء المدركة ذاتياً من الناحية الثقافية والتاريخية.
وهكذا فان صبا نجد لا يخاطب المختصين في الأدب العربي فحسب، بل يخاطب بالقدر نفسه القراء في حقول الأدب الأوروبي، والأدب المقارن، والنظرية الأدبية.
ولما كان النسيب هو غاية الكتاب الأساسية، فان فصوله الخمسة تقود القارئ بطريقة منهجية غبر مباشرة، ولكن على نحو متصاعد تصاعداً لولبياً، من مسائل البنية الكلية (القصيدة) إلى متابعة لتاريخية الثابت الغنائي (النسيب)، ومن ثم إلى المقابل العربي لفكرة سيلان celan عن الغنائية في ديوانه وردة لا أحد Niemandsrose ، أي الطلل الذي يتأبّى على الزمن، أو يسكن خارجه.
يقدِّم الفصل الأول، (الغنائية العربية وبنيتها: النسيب داخل القصيدة)، ثلاث نظريات عن بنية القصيدة الثلاثية: وهي النظرية البلاغية، والنموذجية، والأنثروبولوجية الأسطورية الشعرية، وذلك على نحو يجعله صالحاً لأن يكون مقدمة للكتاب ككل.
أما الفصل الثاني: (النسيب: من الدموع العتيقة إلى الحج الروحي)، فيوضح كيف تطورت الرثائيات الشعرية العربية الجاهلية على الرسوم الخيالية تاريخياً حتى أصبحت تعبيراً عن الحنين الروحي في الشعر العربي الصوفي.
ويتناول الفصل الثالث، (الأسماء، الأماكن المميزة، القصائد الرعوية)، الاستخدامات الرثائية لأسماء الأماكن الرعوية، وعلى هذا الأساس يقارن بين هضاب نجد في الشعر العربي ونظريتها أركاديا Arcadia في التقليد الأدبي الأوروبي.
وفي الفصل الرابع، (مروج في السماء)، مع الاعتراف بالعنصر الرعوي في القصيدة الغنائية العربية، يتم تأسيس خلفية مشتركة للمقارنة بين القصيدة العربية والقصيدة الرعوية الأوروبية. ثم يمضي الفصل إلى تناول موتيف (رعي النجوم) الأكثر التصاقاً بالشعر العربي.
أما الفصل الخامس والأخير، (في البحث عن الجنة) فيُعنى بوضع النمط الأصلي الرعوي الفردوسي في محلّ أكثر وضوحاً، وذلك من خلال الرجوع أولاً إلى النثر العربي في القرون الوسطى، مثل رسالة الغفران للمعري، ورسالة التوابع والزوابع لابن شهيد، وهما زيارتان أدبيتان إلى الجنة والجحيم، وكتاب ألف ليلة وليلة، ومن ثمّ إلى صورة النسيب الرثائية الشعرية عن الرسوم الخيالية في الصحراء العربية الجاهلية، وفي النهاية إلى أطلال قصر مدينة الزهراء في الأندلس. وبهذا تصل أطروحة الكتاب، والتي هي بقاء المنظور العربي الرمزي في حياة النسيب، إلى اكتمالها النظري.
يقع الكتاب في (446) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved