الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th March,2005 العدد : 97

الأثنين 4 ,صفر 1426

قصيدة
حينما تبكي المنون...!!! في البكاء.. والبحث عن الرحيل..!
مشوح بن عبدالله المشوحالقصيم بريدة
بكيتُ إلى أنْ براني الأنينْ
وأذبلَ زهرةَ عمريْ الحزينْ
وأشعَلَ في القلبِ آلامَهُ
وأحْرقَهُ بالأسى والشُّجُونْ
بكيتُ.. وما كنتُ أهوى البكا..
ولكنَّ دهريْ سقانيْ الجنونْ..
يسوقُ إليَّ جفافَ الزمان..
وهمَّ الحياةِ.. لئلا أكونْ..!
وحين أفرُّ.. تخونُ اللياليْ
وتفتحُ أنيابَها ليْ السنونْ..!
سئمتُ حياتيْ.. وملَّتْ جُفُونيْ
دموعاً كمثلِ السَّحابِ الهتونْ
تسحُّ.. وأشعُرُ إذ تَتَهامَى
بأنَّ حياتيَ منِّيْ تَبينْ..
وأنيْ إلى القبر أخطو سريعاً
كما خطواتِ الجواد الرصينْ
وأنيَ أغرقُ في زورقِ
كسيرٍ.. وأخبو مع الغارقينْ
وأهديْ إلى الموت روحيَ طوعاً
بلا جَزَعٍ أو أسى أو أنينْ
أقدِّمها منْ فؤادٍ محبّ
كما يتهادى الهوى العاشقونْ
بكيتُ.. وكمْ منْ فؤادٍ بكى؟!
ولكنَّ ما بيَ يبكيْ المنونْ..!
أحسُّ بأنَّ المدى يتلظَّى..
ليحرقَ ما كان بيْ منْ فتونْ
وأن الظلامَ يهيِّجُ همِّيْ
لينهَشَ أضلاعَ حلميْ الدفينْ
وأن الدروبَ تضيقُ أماميْ
لتخنقَ تغريدَ قلبيْ السجينْ
وأن الحروفَ تفرُّ بعيداً
إذا أبصرتْ ركب شعري الحزينْ!
وأن الأسى يستفزُّ ضلوعيْ
كما تستفزُّ الغيورَ الظُّنُوْنْ
أحسُّ بأني.. وأني.. وأني..
كأني ولدتُ لهذي الشجونْ..!
يحاصرنيْ الهمُّ منْ كلِّ وجهٍ
وتغلقُ بابَ الأمانيْ المنونْ
وتعصفُ بيْ ذكرياتُ الهوى..
فتحبسُ أنفاسَ عمريْ الثمين
وتطلقُ آهات صدري المعنَّى
وتُسبْلُ دمْعَ فؤاديْ السَّخينْ
وأبسمُ حيناً وكالطير أشدو...
فيغتالُ فرحةَ شدويْ الحنينْ..!
ورغمَ الأسى لم أزلْ ثابتاً
أواجه وحديْ رياحَ السنينْ
وألثمُ وجهَ الصباحِ النديِّ
وألطمُ كفَّ الظلامِ الخؤونْ
لئلاً أرى في الورى مطرقاً..
كئيباً.. فيشمِتُ بيْ الشامتونْ
وإنِّيْ لأظهرُ أني سعيدٌ
ولي في الحشا من جراح طنينْ
ويحطمني البؤس.. في داخلي
وعزميْ كما الطودِ لا يستكينْ
ولو كانَ غيريَ ماتَ نواحاً..
ولكنَّ ليْ همةً لا تلينْ..
تُهوِّن كل عظيمٍ.. وتأبى
إذا حاولوا غبنَها أنْ تهونْ..
وها أنذا قد خبرت حياتي
وأبصرت ما خلفها من فتونْ..
وأدركت أني بها سوف أفنى
وأني إلى الله يوماً أكونْ..
هناك العقاب.. وثم الحساب..
الذي لا يورِّث إلا الشجونْ
فإما نعيمٌ.. وإما جحيمٌ
يذوب لحر لظاها الجبينْ
إلهيْ.. سئمتُ حياتْي.. إلهيْ
فكلُّ عزيزٍ لديها مَهِينْ
وكلُّ جميلٍ بها سوف يبلى
وكل خليلٍ بها سيَبِينْ
ولولا التزامي بشرعك ربي
وهدي نبيي الحبيب الأمينْ
لقطعت جسمي وريداً وريداً..
وأهديت ما في الحشا للمنونْ
وأقبلتُ نحوك مولايَ أعدو..
وَقَدْ قَطَّعَ الشَّوقُ قلبيْ الحزينْ..
بنفسيْ سموٌّ إليكَ إلهي
ومن لي سواك وأنت المعينْ؟!
فكفر ذنوبي.. ولملم شتاتي..
وَطَهِّرْ فؤاديْ بماءِ اليقينْ
وكن لي معيناً إذا ما رماني
زماني بسهم غدورٍ خؤونْ..
إذا المرء كان له الله عوناً
فأسهل ما يعتريه المنونْ..!!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved