وميض توثيق البدايات *عبد الرحمن السليمان
|
يواجه موثق الحركة التشكيلية في المملكة الكثير من المشكلات (التفصيلية) لعدم وجود الوثائق المعينة على ذلك خاصة المطبوعات أو الصور أو حتى المعلومة الواضحة، ومع أن عمر الحركة قصير ولا يستوجب فرضاً كل هذا الإشكال إلا أن الأنشطة السابقة لم تكن تحظى بالتسجيل والطباعة التي تبين بوضوح شكل النتاج والصورة الابتدائية التي كانت عليها التي قد تكون في بساطتها مدعاة للتهرب أو الخجل.
واجهتني عندما هممت بالعمل على كتاب (مسيرة الفن التشكيلي السعودي) مشكلة توفر المراجع المعينة على رصد المعلومات المتعلقة ببعض الأنشطة والمعارض والفنانين الذين غابوا عن الوسط التشكيلي، ومع ذلك كان حرصي شديداً حتى بالمبتعدين أو المتباعدين عن الوسط مع مساحة البلاد الكبيرة، كما أنه لا يوجد سوى المطبوعات التي قدمتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون على شكل أدلة لمعارضهما وتعتبر حديثة جداً إذ إنها تتمثل منذ النصف الثاني من السبعينات الميلادية، أو تلك التي قدمها الفنانون عن أنفسهم أو الإصدارات الأحدث، والواقع أن كل معلومة مهما كانت بسيطة ومحدودة ذات أهمية، هذا الإشكال في توافر المعلومة عن مسيرة الفن التشكيلي في المملكة أكده سهيل الحربي عندما أراد تقديم مؤلفه (التصوير التشكيلي في المملكة العربية السعودية) وصدر عن مؤسسة الفن النقي. الصورة التشكيلية التي يتحدث عنها على سبيل المثال الفنان عبد الحليم رضوي تعيد إلينا النشاط المبكر الذي يتعلق بمسيرته وعلاقاته ودوره على الخصوص، أما الراحل محمد السليم فكان قليل الحديث في هذا الجانب متوخياً الحذر غالباً، بالمثل صفية بن زقر، وعندما أذكر هؤلاء فلأن تواجدهم ونشاطهم كان الأسبق وان لمثل عبد الجبار اليحيا دوراً في الساحة منذ الستينات. هناك عبد العزيز الحماد وجميل ميرزا وأحمد عائش دشاش ورفقاء آخرون لرضوي كمحمد عبد الحميد محبت وعبد الرشيد سلطان ومشعل السديري ومحمد الصقعبي وغيرهم.
كانت الأنشطة السابقة تتم عن طريق الأندية الرياضية أو في المدارس أو في مراكز اجتماعية أو صيفية ومثل هذه الجهات ومع الوقت لا تحتفظ بأية وثائق باعتبار ان الفن لا يمثل سوى نشاطا عابرا ليست له حينها صفة توثيقية هذا ما كان واضحاً حتى فترات قريبة فالإمكانات المتاحة لم تكن متكاملة بحيث يمكن حفظ الحدث بتفاصيله، أتذكر أن نادي الاتفاق بالدمام أقام في العام 1971 مرسماً كنت والفنان علي الدوسري نمارس فيه الرسم إلى ان انتهى بمعرض مشترك لأربعة من الشباب الذين لم يزالوا حينها على مقاعد الدراسة، هذا المعرض (النشاط) لا يوجد حوله أية وثيقة في النادي وهذا واحد من أمثلة كثيرة وقريبة، الأندية الأخرى لا شك كان فيها من النشاط ما يمكن توثيقه وحفظه وسنرى بالمقابل ان فناناً مثل محمد السليم أقام معرضه الأول عام 1967 في نادي النصر بالرياض وأقام الفنان سعد العبيد معرضه الأول عام 1971 في نادي الشباب بالرياض، ومن هنا بقيت الاجتهادات الخاصة بناء على ذاكرة الراوي وموقعه في المناسبة، لكننا مع فنان سبق ما اصطلح عليه بالرواد نجد اشكالية حقيقية في التعرف عليه ولولا ما نشرته صحيفة عكاظ في عددها المؤرخ بـ(15 ديسمبر 1995) لم يمكن التعرف على هذا الفنان الذي يمثل اسبقية غير معلومة أو ظاهرة لأسماء الرعيل الأول مع اشارة فيها معرفة ولو محدودة من الفنان عبد الحليم رضوي عندما سألته ذات مرة عنه، الفنان هو (محمد راسم) الذي درس الفن اربعة أعوام في اسطنبول وأقام معرضاً لأعماله برعاية أحد البنوك في جدة. ولم يعرف تاريخ وفاته لكنه كتب انه كان في الثامنة من عمره بعد الحرب العالمية الأولى وأنه ولد في الطائف وكان يرسم الكاريكاتير في صحف صدرت في المنطقة الغربية.
aalsoliman@hotmail
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|