الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th April,2003 العدد : 7

الأثنين 12 ,صفر 1424

انصهار
خالد أحمد اليوسف

حينما تبرز الموهبة وتكبر القدرات وتتبلور الشخصية، فلابد حينئذ أن يسير هذا الكيان الى المسار المحدد والمخطط له مسبقا!، خاصة إذا كانت العزيمة والاصرار مجاورة لهذه الصفات.
الأدب وعلمي المكتبات والمعلومات نسجت في انسان واحد، والرغبة الأولى هي للأدب الذي كان المنبع والتكوين والمتابعة والقراءة.. وقد جاءت الرغبة الثانية لعلمي المكتبات والمعلومات كعلم عمل وذائقة مؤكدة في خدمة الأدب والحياة، لذا كانت أول خطوات التكشيف والاستخلاص والببليوجرافيا لكل فنون الأدب..، ثم أتت الفرصة للتخصص الأدق وقد كانت القصة هي الأقرب للتكوين والكيان من فنون الأدب كلها، وحينما علمت شخصية رائدة في خدمة الثقافة الوطنية بهذه الامكانات المجتمعة في شخصية واحدة فضلت الاستفادة منها في تحويل ملف صغير لا تتجاوز صفحاته العشرين الى بناء شامخ، ورغبت هذه الشخصية دخول التحدي لتحويل الحلم الى واقع.. فكنت مع التحدي والأستاذ محمد أحمد الشدي.. ونادي القصة السعودي، نعم هي تجربة امتدت خمسة عشر عاما أشعر بعد خروجي منها بأهمية بسطها على هذه الصفحات للمشاركة الثقافية في كيفية بناء الصروح الهامة ثقافيا، سلَّم الملف لي مع خطاب التكليف أوائل شهر رجب عام 1408هـ ولم يمض شهر واحد إلا وقد قدمت الى سعادة رئيس مجلس الادارة ملفا يحتوي على اللائحة التنظيمية للنادي وهي المطالب التي يرغبها كتاب القصة وباختصار هي: ايجاد مقر، دورية ثابتة، اصدار الأعمال الابداعية والدراسية حول القصة، مسابقة سنوية، نشاط منبري مجدول ومستمر، منح العضوية لمستحقيها، تحديد ميزانية ثابتة، وغيرها مما أرى ضرورة البدء فيها.
علمت فيما بعد ان النادي يتبع في ميزانيته اللجنة الثقافية وهي تتحمل أعباء كثيرة، لذا سوف يمنح النادي ما تستطيع الادارة من امكانات تسير عمله وطموحاته، وشعرت في المرحلة الثانية أني أمام اختبار يجب اجتيازه فبدأت في الغاء الذاتية من عملي في النادي الى النظرة الشمولية العامة خدمة لهذا النادي، وكان أولها مركز المعلومات القصصي الذي يجمع نتاج كل كتاب القصة في المملكة المطبوع والمنشور وقد كانت هذه الفترة مرهقة جدا بل ومتواصلة العناء لأنها لا تنقطع لاستمرارية الانتاج وتزايده وشتات المواد بين صحافة يومية أو أسبوعية أو شهرية ومجموعات قد سهل الحصول على بعضها وصعب في الأكثر ثم مجيء المسؤولية من انشائه ومعرفة الآخرين بوجوده وخاصة طلاب الدراسات العليا والباحثين، لذا أمددتهم بما هو موجود وأكملت متطلباتهم من مكتبتي الخاصة باسم مكتبة النادي، وقد كانت النتيجة مشرفة ومفرحة لي وهي انطلاقة قوية ومكانة بارزة للنادي في الأوساط الأدبية والأكاديمية والمحصلة من ذلك معرفة الكثيرين بالقصة السعودية نصا ودراسة، فوقف الأستاذ محمد الشدي بجواري كثيرا ودعم هذه المحاولات بما يستطيع ومنها تحويل أذرع الواحات المشمسة الى ملف يختص بالقصة نصا ودراسة.. تحت عنوان الواحات المشمسة، وتكريم بعض الرواد، ورفع جوائز المسابقة الى مبلغ يتناسب معها، ثم الخطوة الخارجية التعاون مع أكثر من جهة لاصدار ملفات عن القصة السعودية وقد كانت ناجحة للغاية، بل تنظيم مسابقات خاصة بالقصة من جهات أخرى غير مسابقة النادي وقد نجحت ونجح النادي في هذه الخطوة، ثم المشاركة في معارض متخصصة ومناسبات كذلك لها خصوصيتها عن المرأة الأديبة والقاصة وقد طلبت الأعمال التي طبعها النادي للقاصات ولأنها قليلة أكملت الأكثر منها من مكتبتي الخاصة باسم مكتبة النادي وهي خطوة تزيد في رصيده الكثير، هنا بدأت حركة جديدة لكتاب القصة ونقادها استطيع تسميتها مرحلة الأصدقاء ومحبي النادي الذين بدأوا بزيارته والتوافد عليه بشكل متواصل بعدما شعروا بأهميته وأهمية التعاون معه ورغب الكثير منهم التفاعل مع هذه النجاحات واهداءأعمالهم للنادي بل وأصبح النادي ملتقى لتبادل الاصدارات والاهداء ثم المبادرة الأجمل هي توزيع أعمالهم الخاصة الى كثير من النقاد والباحثين داخليا وخارجيا تعاونا مني لوصول القصة السعودية بأي طريقة كانت، كل هذه اللقاءات حفزتني الى الوثبة المنبرية والحوارية من خلال المنتدى الأسبوعي الذي ضحيت من أجله بالكثير لكي يبقى ناجحا وعلامة مميزة لنشاطات النادي والحمد لله صار له ذلك بتكاتف الكثير من الأصدقاء وطرح فيه قراءات جديدة ومناقشات لأعمال متفوقة ابداعية ونقدية واحتفل بعدد من الأسماء ولأهم الوجوه والمواهب التي زفت للساحة السردية بل ترسيخ لمبدأ الحوار والنقاش الحضاري المفيد والتمازج الفكري بين كل المستويات.
وصلت مشاعري الى الاندماج والانصهار والذوبان في ابراز هذا النادي على كل المنابر والصروح حتى لو كانت على حساب وقتي وامكانياتي حبا وعشقا لغاية وطنية هي ان يكون ناديا متخصصا يتفوق على كل الأندية المشابهة عربيا، لذا جهزت ملفا كاملا ككتاب أو دليل عن المنجز وحينما فاتت الفرصة لطباعته، حولته دليلا الكترونيا كموقع على الشبكة العالمية: الإنترنت ليعرف القاصي والداني هذا النادي ويتابع أعماله ونشاطاته ولم يقصر الأصدقاء في ذلك، فزاد وفاء الأستاذ محمد الشدي للنادي فمنحه موقعا خاصا جميلا يضم مكاتبه ونشاطاته، فدفعني هذا الوفاء الى العطاء أكثر وازداد انتاجا وشمولية في النشاط، فكان الداخل للمبنى يشعر بهذه الخصوصية من الجداريات والأغلفة وصور الأخبار والأمسيات والجديد في النشر.
إلا ان النجاح والتفوق لابد له من أعداء ووشاة وحاقدين يتسللون بين الاخوة والأحبة لافساد ما بني خلال سنوات طويلة وهدم الصروح الجميلة وفصل العناصر الممتزجة ببعضها مخالفة: كالتجديد، الدماء الشابة، التحيز الى فئة دون أخرى.. وغيرها من الأعذار التي يسعى بها لزحزحة من لا يتفق مع ميولها، والأخرى ترى ان كل ما تم لهذا النادي إنما هو باسم سكرتيره وكأنه الوحيد الآمر الناهي لذا يجب مضايقته لكي يخرج بسلام!!؟؟، وفي المحن والضائقات يعرف الصديق من العدو ولهذا أحمد الله ان خروجي من نادي القصة السعودي جاء وهو في ذروته الناجحة والمتفوقة، وأنه من أكثر اللجان في أروقة الجمعية نشاطا وحيوية، بل ومحبتي له ولكل من في الجمعية وأصدقائه لا يوازيها شيء أبداً، وفخري أكثر لما حققته من أجله، ولم أحزن على شيء قدر حزني على ما لم يتحقق من طموحات وأحلام للنادي وللقصة السعودية وهي كثيرة، آمل أني لم أثر أحداً في هذه السطور لأنها جاءت تلقائية ولتجيب على أسئلة كثيرة ترددت على سمعي مباشرة أو غير مباشرة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved