الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th April,2003 العدد : 7

الأثنين 12 ,صفر 1424

في رد على المعيقل حول قضية الفصحى والعامية
الرشيد: أوقفوا هذا الهوس بالعامية ..!
يلفت نظر كثير من المتابعين للحركة الثقافية في المملكة انصراف بعض أساتذة الجامعات إلى تشجيع العامية والعناية بها، في أشكال متعددة:
فأولها أن بعضهم ممن أوتي ملكة شعرية لا يجد حرجاً في نظم الشعر العامي ونشره.
وثانيها: أن بعضهم يصرف بعض جهده للتصفيق للانتاج العامي، غير مدرك للمخاطر التي يفضي إليها ذلك التشجيع.
وثالثها وهو شرها التوفر على التنظير والدراسة والمتابعة بدعوى أن الانتاج العامي جزء من الفكر والثقافة.
ولن أتحدث عن مسألة تدريس الشعر العامي في الجامعات، لأن جامعة الملك سعود قررت بعد تجربة عدم جدوى تدريسه، لأن فحواه خلو من العمق الذي يحتمه الدرس والبحث العلمي، بل معظمه متسم بالسطحية والالفة المفرطة، وفي صرف الجهد فيه مضيعة للوقت والمال وانحدار بالذوق الفني،عوض تهذيبه وتنميته «ينظر: د. محمد السديس، الشعر العامي والجامعة، مجلة اليمامة، العدد 1558».
إن العامية انحراف ليس له حد، ولا يمكن أن ينشأ عن الانحراف استقامة، وليس وجود الشيء مسوغاً لتضخيمه وتعظيمه، فكم من آفة اجتماعية تنخر في جسد المجتمع، وكل عاقل يود اقتلاعها، ومن أجل ذلك يجب أن تنصرف الجهود إلى تثقيف المجتمع لا إلى تكريس جهله وأمتيه، والعامية مرتبطة بلا ريب بالجهل والأمية.
ومن الأمور التي أقف ازاءها حائراً ما نسب في عدد «الثقافية» الثاني «7/1/1424هـ» إلى الدكتور عبدالله المعيقل من أنه يصف الشعر العامي بأنه «ديوان العرب في العصر الحديث» وأنه يرى «ان هذه الهجمة الشعرية العامية هي واقع ثقافي صحيح»!
ومرد الحيرة كوني أعرف الدكتور المعيقل أستاذاً جامعياً مهتماً بالشعر الفصيح، وقد اشترك في إعداد موسوعة الأدب السعودي/ قسم الشعر، وله دراسات أخرى مؤسسة على الانتاج الفصيح.
فهل كانت عنايته تلك بالشعر الفصيح خوضاً فيما لا قيمة له؟ وكيف يسوغ له أن يطلق تلك الأوصاف على الشعر العامي والعهدة على الناقل في زمن تشهد فيه البلاد تنامي العناية بالفصحى رسمياً وعلى صعيد أهل الثقافة والفكر؟ وقد أشرت إلى شيء من هذه العناية المبهجة في مقالة نشرتها «الجزيرة» بعنوان «موسم الهجرة إلى الفصحى» «تنظر: جريدة الجزيرة» العدد 10272».
وهل الدكتور المعيقل غافل عن مستويات الطلاب الجامعيين المتخصصين التي تزداد تردياً؟
إن مثله لا ينبه إلى ما غرقت فيه أساليب الطلاب من انحراف وفوضى، فحسبه أن يتأمل بضع ورقات من أوراق طلابه ليستيقن صحة ادعائي، ولم يقع هذا التردي المهول في نظري إلا بسبب العناية المفرطة بالعامية.
وهل يسر الدكتور عبدالله المعيقل وفقه الله إن كان جاداً في الكلمات المنسوبة إليه أن يوصف بأنه «عامي»؟ لا أظنه يرضى إلا بأن يوصف بأنه فصيح مبين، وحسبه بهذه حجة.
إنني أرجو أن يعيد الدكتور عبدالله النظر، وأن يقول كلمة الحق، وهي أنه لا قيمة لتفكير تكون العامية المنحدرة، وعاء له.
والمرتجى من الدكتور عبدالله وأمثاله ممن تخصصوا في الأدب الفصيح أن يوقفوا هذا الهوس الجائح بالعامية، وأن يبقوا كما كانوا ذواقين للأدب الفصيح قديمه وحديثه، يشدون أزر اللغة الفصحى، ويقفون في صفها.
فإن بدا لهم أن في انتاجنا الفصيح ما لا يتفق وتطور العصر وحاجة المجتمع، فليضعوا أيديهم على مواضع الداء، وليبذلوا الدواء، لا أن يحثوا التراب في وجه الفصحى التي يعلمون علم اليقين أنها براء من ضعف أهلها.
هذا ما أردت قوله والجعبة ملأى، وقد يتسنى قول آخر، والله المستعاون
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved