Culture Magazine Monday  14/05/2007 G Issue 198
فضاءات
الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1428   العدد  198
 
(أمريكا والسعودية) للدكتور غازي القصيبي
هاجس الصوت والصورة
سهام القحطاني

 

 

الكتاب الثاني في هذا المحور هو كتاب (أمريكا والسعودية حملة إعلامية أم مواجهة سياسية) للدكتور غازي القصيبي، أول ما يلفت انتباه القارئ في غلاف الكتاب، العنوان والصورة، العنوان (أمريكا والسعودية)، فجاء اسم أمريكا قبل اسم السعودية، وهو ما قد يثير سؤالا حول تلك التراتبية في العنوان، وما تحمله من معنى ظاهرة هرمية العلاقة بين الطرفين، وباطنه صراع العلاقة بين ذات الطرفين، وهو ما يوضحه لنا بقية العنوان (حملة إعلامية أم مواجهة سياسية)، ويثبّت دلالة علاقة الصراع بين طرفي تلك العلاقة، لتدعم تلك الدلالة صورتي الكتاب صورة السيد جورج بوش الابن بملامحه المتفائلة وإشارة يده الغربية على يسار الكتاب وكأنه يعلن عن اكتشاف، تقابله صورة أسامة بن لادن بملامحه المتأملة على يمين الكتاب، وبينهما لهيب نيران، لا شك أنه إخراج درامي يوجز سبب مضمون الأزمة بين الطرفين، وإن كان أسامة بن لادن ليس دلالة تقابل السعودية، كما هو الأمر مع دلالة صورة السيد بوش التي تتقابل مع كلمة أمريكا، إنما صورة أسامة بن لادن دلالة الأزمة بين الطرفين.

والكتاب يحتوي على سبعة فصول هي (أسرار المطاعم الثلاثة، وما أدراك ما حرية الصحافة، صورة الآخر في الصحافة البريطانية، رئيس التحرير العربي المسكين، حملة إعلامية أم مواجهة سياسية، وماذا عن أصوليي أمريكا وإرهابيها، العرب: السياسة والإعلام والمستقبل).

ومن خلال عرض عناوين الكتاب، سنلاحظ أن النموذج التفسيري سيختلف عند القصيبي إلى حد ما عن مضمون النموذج التفسيري الذي اعتمد عليه الزمل في كتابه (لماذا يكرهوننا؟) لكن هذا لا يمنع أنهما يلتقيان عند بعض المداخل والمخارج، وخاصة فيما يتعلّق بالأصولية الأمريكية، فإذا كان الزمل يعتمد على البعد التاريخي في أدلجة الفكرة، فالقصيبي يعتمد على البعد الإعلامي في أدلجة تحمل بلا شك طابع يكاد يتشابه في غير تطابق مع متن الفكرة ومنهجها في غير تواز، وهنا تختلف قراءة الحقيقة في موجزها النسبي، وفي شكلها التعبيري الذي يتخذ عدة مستويات بداية من صياغة الخبر وانتهاء بصناعة الخطاب كمعلومة تعريفية لذات مخصوصة، وهو ما يوسع مدرك التأويل الذي يتيح له الخبر تلك الخاصية، ويقلل أو يكاد تنعدم فرص التأكيد والجزم، بحقيقة ذات بعد آحادي، أو توافر نية ذات مقصد واضح لحقيقة الهدف، هذه المراوغة في صياغة الحقيقة، إضافة إلى خاصية التأثير والتأثر بين المتلقي والخبر، وهو فرق أولي ومهم بين الخبر التاريخي كصياغة ماضوية لمحتوى مؤكدة السند على مستوى الحدث والوجود الكتابي، والخبر الإعلامي كصياغة معاصرة لمحتوى مفتوح وهو ما يجعل مصدر الحقيقة كمستوى نسبي قادر على تجزئة وحدتي الانطباع والحدث وفق ما يقتضيه فعل الإثارة كأهم مواصفات الخبر الإعلامي والصورة الإعلامية، وبذا فالقصيبي يقدم في هذا الكتاب درسا مهما في كيفية تحول الخبر والصورة الصحفيتين إلى خطاب، أو ما نستطيع أن نسميه (بثقافة صناعة الإعلام السياسي).

وتلك الثقافة كما يرى القصيبي تحتاج إلى مقومات لتستطيع إنجاز خطاب قادر على مواجهة هاجس الصوت والصورة في احتمال تزييفهما، بما تقتضيه من تخطيط ومنهج وأساليب وتأثير على المتلقي العالمي لقبول مضمون الرسالة، وهو ما يتوافر للإعلام السياسي الغربي المسيطر على ذهنية المتلقي العالمي والمحرك لتوجهاته وقناعاته، لكنها سيطرة لم تتحقق إلا عبر توافر أربعة مقومات أو كما يعتبرها القصيبي نتائج لتلك السيطرة (الأولى: هي أن الصحفي متشبع كلية... بكل ما تعنيه الديمقراطية الليبرالية من معان، وكل ما يتبعها من مستلزمات، والثانية: هي حرية الصحافة في الغرب مبدأ مقدس لا تستطيع الحكومات المساس به مهما عانت منه والثالثة: هي أن العلاقة بين السياسي والصحفي في الغرب هي علاقة بين ندين متكافئين، والرابعة: هي أن اقتصادات السوق التي أبادت الفكر الاشتراكي تطبع بطابعها التجاري الإعلام الغربي كله) ص25.

وما يقصده القصيبي من خلال تلك النتائج التنبيه إلى أن الإعلام هو سلطة فوق كل سلطة، تلك السلطة التي تتحول بدورها في ذهنية المتلقي العالمي إلى مورد وحيد وموثوق لصوت وصوت الآخر، وهو ما يزيد خطر مواجهة تلك السلطة، خاصة أن الإعلام العربي في المقابل والمُوكل الافتراضي للرد والدفاع والمواجهة، يفتقد امتيازات فعل حماية صوت وصورة الأنا بكل مستوياتها، لأنه يفقد التأهيل العالمي الديمقراطية والليبرالية، كما يفقد ثقة الشعوب والحكومات، وسواء دفع الإعلام العربي لهذا المستوى المتأخر من الجدية والنفعية والموضوعية والدورية، مقصود من قبل الحكومات لقطع لسان المعارضة والإصلاح، أو غير مفقود لجهل صنّاع الإعلام العربي بالقيمة السياسية والاجتماعية للإعلام ودوره في صناعة الصورة الثقافية والفكرية للشعوب سواء على مستوى تحليل المعلومة أو تحليل الخبر أو تحليل الصورة على مستوى أنها علامة، ومستوى أنها فكرة، ومستوى أنها زيّ، ومستوى أنها سلوك، ومستوى أنها تاريخ شخصي وخاص بالجماعة، ولا يغيب عن عرض تلك المستويات التعبير الدرامي والترفيهي، كونهما من متطلبات تحويل الصورة الذهنية إلى مرئية، فالنتيجة واحدة.

لقد استطاعت الثورة الإعلامية منذ اكتشافها إلى اختزال صورة التاريخ الشخصي للجماعة، في صوت وصورة، ولهذا الاختزال ضرره، إذا أفقد خاصية التنقيح أو شرعية الدفاع عن الخطأ الوارد من خلال ذلك الصوت تلك الصورة، إضافة إلى أن سرعة انتشار الصوت والصورة، بدورها تصعّب تعقّب تنقيح الخطأ المقصود الذي عادة ما يبدع صانعهما في تنسيج التآلف بين مجموع الأوهام والمزيفات الناتجة لذلك الخطأ، وهو إبداع عادة ما يصعّب اكتشاف المتلقي العالمي للحقيقة وكذب تلك الأوهام والمزيفات، وهو ما يعني أن ثمة خطورة دائمة تحيط بالتاريخ الشخصي للجماعة المنقول وفق الصوت والصورة. في كتاب أمريكا والسعودية يقدم القصيبي نموذجا لهاجس الصوت والصورة، من خلال استطلاع قامت به السفارة السعودية في لندن سنة 2000م، بهدف الوصول إلى رأي محرري الصحف البريطانية في المملكة العربية السعودية، من خلال إجراء مقابلات مطولة مع 27 صحفيا وصحفية ومع مذيعين ومذيعات في الإذاعة والتلفزيون، (وجاءت نتيجة الدراسة للأسف الشديد، مطابقة مع النتيجة التي كونتها قبل الدراسة من ملاحظاتي الشخصية، صورة المملكة في الصحافة البريطانية لا تسر صديقا ولا عدوا، باختصار كانت النتيجة كما يلي:

52% من المحررين كان انطباعهم عن المملكة سيئا، و15% منهم كان انطباعهم سيئا جدا، والباقون، 33%، لم يكن لديهم أي انطباع محدد لا سلبا ولا إيجابيا، أهم من هذه النتيجة المثيرة معرفة سببها: قال محرر في صحيفة لندنية يومية (إن العدالة الإسلامية تبدو من وجهة نظري عشوائية تحكمية) وأضاف: (وكل ما أسمعه عن معاملة النساء السعوديات يدفعني إلى تكوين انطباع سيئ عنها...).

وقال محرر في صحيفة إقليمية: (الانطباع الذي لدي هو أن السعودية دولة سلطوية تنظر نظرة عداء إلى الأجانب) وقال محرر مجلة أسبوعية (السعودية ملكية مطلقة أصولية ومجتمع تنعدم فيه المساواة، ومغلق تماما) وأسهبت صحفية تعمل في الإذاعة في شرح وجهة نظرها (باعتباري امرأة، لا أرى مكانا جذابا.. أعتقد أن الشريعة الإسلامية هي شيء منفر لكل شخص يؤمن بالليبرالية وبالديمقراطية، ومعاملة السعوديين للمرأة لا ترضي أحدا، وكذلك معاملتهم للأجانب، السعوديون عنصريون، وما نسمعه عن معاملتهم للخادمات الفلبينيات أمر مزعج جدا، حتى الضيافة البدوية التقليدية لا تستطيع جعل هذا المكان جذابا) ص51، 52.

إن تقويم الشعب السعودي من خلال تلك الرؤية الثقافية للإعلام البريطاني، لا شك أنه نتيجة تأثير الصوت والصورة المنقولين لتلك الرؤية، بدليل أنه ليس هناك ممن أطلق ذلك التقويم زار المملكة وتعامل مع شعبها وحكومتها، وهو بذا يكوّن أدوات تقويم للمجتمع السعودي من خلال صوت الخبر وصورته، اللذين يصلان للمثقف الغربي والذاكرة الشعبية عبر إعلام غربي مؤدلج له أهدافه السياسية والفكرية، وهو ما يدخلنا إلى مأزق أننا الآخر بالنسبة إلى الغرب (عدوا لا شريكا.. المخادعين المراوغين لا الأصدقاء الحقيقيين) ص54

كما يقدم لنا الدكتور القصيبي نموذجا آخر لذلك الهاجس، ولكن عبر رواية (سلمى)، لكن بطريقة درامية عبر تقنية الحافز - الراديو الذي يمثل في الرواية مصدر الصوت - الذاكرة الذي تحتمي به بطلة الرواية للمحافظة على ذاكرتها وتجديدها ومقاومة الفناء، كما أن الراديو - الصوت ليس في اعتقاد البطلة بذات المصداقية، فليس كل صوت يصدر من الراديو يعبر عن ذاكرتها صادق، فكل صوت كاذب وآخر صادق، وفق البلد المصنعة لذلك الراديو، هذه الانتقائية التي تمارسها بطلة الرواية في تحديد هوية الصوت ودرجة الصدق والكذب، وفق ما تؤمن به هي وتعتقده، بصرف النظر عن الحقيقة والواقع اللذين ترفض تصديقهما لمجرد أنهما يتعارضان مع ما تعتقده، أو يسببان لها ألما، وهو ما يدفع إلى الصراع بين الذاكرة والصوت، فيصبح حينها التزييف وسيلة هروب من مواجهة الواقع.

إذن تزيف الصوت والصورة سواء كان وسيلة هروب من الواقع، أو وهي بذا تدخل الصوت في اختبار انتقائي عندما يتحول تاريخ الجماعة من ذاكرة الكتابة إلى ذاكرة الصوت، وإن اختلفت دلالة الصوت في كلا العملين، فالصوت في كتاب أمريكا والسعودية، يأخذ دلالة الزيف بما يعني تأليف سلم موسيقيا، قد يبدو منطقيا لتسلسل ما يمثله الصوت وهرميته، وهو في سلمى دلالة حماية للذاكرة من الفناء، وليست الدلالتان بعيدتين عن بعضهما البعض في الكتاب الواحد، لكن اكتشافهما يحتاج إلى مشقة الاستنطاق والتأويل، وهو ما جعلني أدمج بين هاجس الصوت والصورة في كلا الكتابين، وهو ما يجعلنا نصل إلى كتاب (أمريكا والسياسة) عبر رواية سلمى للقصيبي.

من رواية (سلمى) هل أحضرت الراديو الذي أوصيتك عليه؟ يفتح سليم حقيبة يده ويخرج منها راديو ترانزيستور يقدمه إلى أمه.

وتسأل: ياباني؟ نعم يا أمي.

آخر موديل؟ نعم يا أمي.

يُحضر صوت العرب؟ نعم يا أمي، وهنا برلين؟ وهنا برلين.

يغادر الصالون الصغير وفي ذهنه السؤال المعتاد: لماذا تريد أمه راديو جديدا كل شهر؟

(7، 8 رواية سلمى)

تتلقى العجوز الراديو الضخم، وتسأل سليم مستغربة: لماذا جئت لي براديو لا أستطيع حمله إلا بصعوبة؟ هذا إنتاج روسي ماركة مشهورة...

تبتسم العجوز، وتقول: هل ينقل الحقائق فقط، أم يكذب علي مثلما تكذب علي أنت يا سليم؟)

المصدر السابق 23، 24

(تقرر سلمى أن الراديو الروسي هو أكذب راديو عرفته في حياتها) تتأمل العجوز الراديو الذي قدمه لها سليم، وتقول: أرجو ألا يكون ماركة روسيا، ماركة هولندية يا أمي...

وهل تظن أنه سيبث خطب جمال عبدالناصر؟

(ص40)

تأخذ العجوز الراديو الجديد من سليم، وتقول: هل الماركة ألمانية؟

نعم يا أمي.

لا أريد بعد اليوم إلا أجهزة راديو ألمانية

كما تأمرين يا أمي، بقية الماركات تكذب يا سليم (ص51)

يمثل الراديو في هذه القصة حافزا ديناميكيا مسؤولا عن تطور الأوضاع في المتن الحكائي، هذا الحافز الذي يندرج حتى اسم التحفيز التأليفي، أي كل شيء يرد في القصة له علاقة بمعنى القصة، ويستشهد توماتشفسكي بقول تشكيوف: (إذا قيل لنا في بداية قصة قصيرة إن هناك مسمارا في الجدار، فعلى البطل أن يشنق نفسه فيه) والراديو هنا يسعى من خلاله الدكتور غازي القصيبي أن يحمّله بتشفيرات الدراما التاريخية التي تأخذ منهج الفانتازيا من خلال سلمى الرمز، التي تمثل ذاكرة التاريخ من خلال الراديو

سلمى الضمير التي تمثل محاكمة الحادثة التاريخية بمستوياتها الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل، أيضا من خلال الراديو. ويأتي دور الراديو البطل الموازي لسلمى بتشفيراته المختلفة، لكن قصة سلمى تتجاوز البعد الواحد كرصد متتال لحالة شعور بالنقص أو الإساءة، لتفتح علاقة مخصوصة بين الذاكرة الإنسانية، والإعلام في مضامينه المختلفة وإن توحد الشكل من خلال الراديو التي ترتبط به الحكاية بقيمتها كالصدق، أو اللا قيمة (الكذّب) في ذهن سلمى المرأة العجوز، لكن الأمور تتعدد مستوياتها ولا تكتفي بثنائية

(الكذب - الصدق)، لأن الحكاية في الإعلام تتشابه مع الحكاية في السرد في أنهما (نوع من الاحتيال على منتجها أو ناقلها) ومثلما تفعل أشكال الكتابة المختلفة بتوافر خاصية الريبة، كذلك الأمر بالنسبة للخبر إعلامي سواء في شكله اللغوي أو في شكل الصورة، لكن عليّ التفريق أن الفارق بين حكاية السرد، وحكاية الإعلام، التركيز على الإحالة، وهو توثيق تقتضيه حكاية الخبر الإعلامي، ولا تقتضيه حكاية السرد، وهذا الأمر ينقلنا إلى فارق آخر، مفهوم الصدق في كلا الفنين، إن تمكن قناعة السارد من فكرته وولائه لها هي ما تحقق له صدقه في التجربة الأدبية، في حين أن توافر مادة التوثيق للخبر الإعلامي هو الذي يحقق له مقدار الصدق اللازم الذي يبعده عن ضده الكذب، واختلاف مصدر خلق الصدق في كلا الفنيين لا يمنع من أنهما كليهما لا بد أن يعتمدا على اللغة لحشد أكبر عدد من الجمهور، فالحكاية في السرد، تستعمل الوظائف الخمسة للغة (الشعرية والانفعالية، والإقناعية والمرجعية واللغوية الشارحة)

في حين الحكاية في الإعلام تستخدم الانفعالية والإقناعية، والبلاغة هي ما تقف مفرقة بين النوعين من الحكاية في السرد أو الإعلام، لكن النقطة الأخيرة قبل الانتقال من هذا الاتجاه، هي أن علينا أن نعي أن مادة التوثيق في حكاية الخبر الإعلامي تتعدد مصادرها، فالوثائق والقوانين والأشخاص والحكايات، والصور، جميعهم يمثلون مصادر لحكاية الخبر الإعلامي، وقد تمثل مصادر السرد، لكن طريقة التمثيل تختلف، ووسيلة الاختلاف تعود إلى طريقة الكتابة، إذ إن الكتابة الأدبية وشحن الموقف الفني بالمتعة الفنية عادة ما تكون هدف أولي في حكايات السرد، حتى تكاد تختفي رائحة الإحالة في الكتابة الأدبية، في حين أن حكاية الخبر الإعلامي، تهدف إلى شحن الموقف الإعلامي بالإثارة، بمعنى (ليس الخبر هو أن يعض الكلب رجلا، بل الخبر أن يعض الرجل كلبا!) وهو ما يتيح لها إنتاج الفعل كمستوى أعلى من نتائجها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7333» ثم أرسلها إلى الكود 82244

تنويه :نزلت الحلقة الثانية من هذه السلسلة قبل الحلقة الأولى فنعتذر للكاتبة والقراء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة