Culture Magazine Monday  14/05/2007 G Issue 198
تشكيل
الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1428   العدد  198
 
الحرف غيمة
نريد أن نشارك
مها السنان

 

 

لا يخفى علينا أن التعليم المرتبط في الفن التشكيلي محليا لا يمثله سوى أقسام التربية الفنية في كليات وجامعات المملكة للبنين والبنات، وأن الأعداد المتزايدة من خريجي وخريجات هذه الأقسام لا يجدون منافذ وظيفية سوى في تعليم التربية الفنية في مدارس التعليم العام!

هذه المخرجات التعليمية ولّدت ما يمكن أن يسمى بطالة في المجال التشكيلي بدلا من الإضافة إليه، فهناك تراكم في عدد الخريجات ممن لديهن الرغبة في المشاركة دون امتلاك للمهارة والخبرة الكافية مما يؤدي في الغالب إلى عدم قبول أعمالهن للعرض.

أتتني هذه الخاطرة بعد تلقي عدد من الرسائل الإلكترونية من قبل الأخوات حديثات التخرج حول هذا الموضوع، مما أوقعني في حيرة، فعلى جانب لديهن الحق في قلة فرص العرض، إضافة إلى صعوبة بيع الأعمال بطبيعة الحال، ولكن من وجهة نظر أخرى فإن المستثمر لن يعرض لناشئة لا تمتلك الأدوات اللازمة لتسويق العمل الفني من مهارة أدائية وخبرة في الممارسة.

ولكن هؤلاء بحاجة إلى دعم مستثمر يهتم باقتصاد البلد بشكل عام وينظر للفائدة بعيدة المدى، فالاستثمار في الموهبة الفنية من خلال توفير فرص تدريب واحتكاك يساهم في تنمية الحراك التشكيلي بشكل عام وبالتالي مبيعات الأعمال المحلية بدلاً من استيراد أعمال فنانين أجانب إن صح لي التعبير وذلك لتزيين قاعات الفنادق والصالات والمكاتب التجارية الفخمة!

ولكن من جهة أخرى فإن الاعتماد على الذات واجب لمن يطمح في الوصول إلى تحقيق أهدافه، فلو اعتبر كل ناشئ أن ممارسته الفنية عبارة عن استثمار، يجب أن يتبناه برأس مال حتى ينهض بهذا المشروع، وأقصد هنا برأس المال تكاليف الدراسة التخصصية وتكاليف الخامات والأدوات في أعمال فنية ما هي إلا تجارب غير قابلة للبيع، إضافة إلى الوقت الذي ينقضي في الممارسة المستمرة وليست المتقطعة، فالفنان لا يصبح فناناً إلا إذا شرب وتنفس مع ممارسة العمل الفني.

هنا بعد استثمار المال والوقت لا بد أن تنضج الخبرة الفنية، ويحين وقت العرض والبيع، ومع تنامي الخبرة والرؤية والممارسة يتنامى معها المستوى الفني وبالتالي قيمة العمل، ويبدأ المشروع في كسب الأرباح (من خلال زيادة الطلب على اقتناء أعماله).

لذا أتوجه بهمسة لكل مبتدئ في هذا المجال، إذا لم تجد من يدعمك، فاستثمر فنك بنفسك، وهنا لن يكون لأحد فضل بعد الله سوى طموحك لما تصل إليه.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

MSENAN@YAHOO.COM


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة