تكوين محمد الدبيسي حمد بن صنيتان
|
في مسألة (النخب) ما يرمز الى طبقيتها..؟
(طبقية) يصنفها الإطار التشريفي في ثنائية (المعالي، والتعالي).. والوصف
الأخير.. يرتفع بموضعها الى درجة الهيمنة.. ومن ثم انفصالها عن بقية الطبقات الأخرى.. أو يحصرها في دائرة الرفاهية المطلقة..!
و(النخب الوظيفية) تحديداً مسيجة برهبة التكنوقراط وان تزيا مظهرها العام
بالممارسة الخصوصية للأعمال، والمهام الوظيفية العليا.. في واقع القوى الاجتماعية الأخرى.. والمشهد الوطني العام..!
** و (اللواء الدكتور) محمد بن صنيتان، اذ يوقع
الطبعة الأولى من كتابه (النخب السعودية دراسة في التحولات والاخفاقات)* الصادر حديثاً عن مركز دراسات الوحدة العربية، يستوعب واقعاً بحثياً لقراءة مرجعيات وتمثلات ومخرجات هذه النخب، منطلقا من أسٍ قرائي بحت، وإجراء تحليلي دقيق، لذلك الواقع، ومثالات نخبويته الوظيفية والمشايخية والبيروقراطية والفكرية (الأنتلجنسيا..)..
عندما يشرحها وفقاً لمداخل تكونها وأطياف نسيجها الفكري ومستوياتها الاقليمية، وتماسها مع ميكانيزمات القرار وتفرع سلالات بنيتها وإفرازاتها على المشهد الوطني المعاصر..!
وأسباب تقلص فاعليتها.. ومعوقات أدائها لوظائفها الريادية.. التي يفترض أن تقوم بها وتتمثلها..!
** و(ابن صنيتان) في تجاوزه او تغييبه قراءة الوجدان العام الذي يكوّن هذه النخب، والذي ينحت قواقعها، المنفصلة عن مفاعيل الحراك الاجتماعي العام والخارجة تعاليا عن محدداته، بتلك الخصوصية والاحتكارية المنغلقة كون ذلك (الوجدان) فاعلاً في تجذير تداولها لمواقعها، ودأبها على حصر المفاعيل النخبوية في دائرة جهوية غاب عنها بدورها (اتساع الوطن في القلب وفي الذاكرة) والغاية العظمى، المصالح والمشتركات الوطنية..؟
إنما، يخلص لنهجه المأخوذ بهمِّ تشريخ بنى تلك النخب، وتشريحها، ولا سيما واحصاءاته العلمية الدقيقة تصدم ذلك الوجدان بمفرداتها ونتائجها..!
بمثل تلك القراءة المكاشفة، التي تعيد تأمل منتج التراكمات التنموية واكتنافها الزمن كناجز لم تحسن استصحابه في فهم حقيقة المتغير..؟
ذلك المتغير، المنبثق بحسب (ابن صنيتان) من (النفط والإرادة السياسية)...!
** وقد اجاد الباحث في ضبط مصطلحاته واسترفاد معاييرها العلمية في المعالجة البحثية واستخلاص مفاهيم اعتبارية لاحصاءاته..!
وهو ينظر للوعي التغييري على نحو لا يؤمن كثيراً بالعموميات، ويرفض الارتهان للواقع..؟
وإنما كفاعل يدعو للتعددية والاستيعاب واشتراط الكفاءة والمقدرة وإرادة المساهمة بصدق في المنجز الوطني..!
** ونخب المجتمع السعودي التي ظلت لوقت طويل، تتذوق شهد مواقعها وتستحلب ريع تلك المواقع وتكوينات جغرافيتها الضيقة.. بات تغير معالمها أشبه بالمستحيل.. بحكم اختزالها لعقلية الاقليم، ومن ثم استلابها للمقدرات التي ربما أسهمت وبفعالية في التنويع في التجارب ومن ثم وجاهة النتائج وأهميتها،
** و(محمد بن صنيتان) الذي يأخذ شرف المبادرة في تفكيك مدامك الحراك الاجتماعي وتفاصيل نخبويته الوظيفية وتوصيف معضلاته.. إنما يمارس وبنهج الباحث تحديد مدخلات تلك المعضلات وأسبابها.. ونقل جاهزية مستوياتها، ومظاهرها.. الى مسرح الدرس والاسئلة وفك الجاهزيات التنموية من أسر تعاليها.. لتنفض مفرداتها عبر استنتاجات نص عليها في بحثه المهم.. والذي جاء اصداراً في غمرة المتغيرات وتحدياتها.. كمصادفة مزعجة.. لم يتوقعها
** والباحث المتخصص في (علم الاجتماع السياسي) إنما يتوخى في معالجته الاسنادات الفعلية الراهنة، لواقع النخب في مجتمعنا السعودي، مستبصراً أفق تمثلها (لما ينبغي) أو للمفترض..
في ظل واقع (المتكون) الراهن..؟
وبين الراهن والمفترض.. تبدو قراءته اشبه بالصدمة، للمتلقي الذي دأب على
التعامل مع المنجز النخبوي ومظاهره.. بيقين اعتباطي، لا يقوى على تفكيك العناصر.. واعادة تأمل المتكونات في خطوطها الأولى.. ونهاية مآلها كنتائج ومخرجات..!
** والباحث في اختطاطه الاحصاء ودلالاته كمنهج إجرائي، إنما يحتوي اشكالية الواقع الإداري والسياسي، وأنساقه النخبوية وتفرعاته في هياكل المؤسسات وعقليات القائمين عليه ومختزناته في الفكر العام..!
إنما يستوعب الهم الوطني بعملية تستوعب ثقل الواقع، واحتقان حساسيته وخطورة استدامته وفقاً للاشكالات التي حددها الكتاب.. والتي تؤول الى ما يأمله الصادقون مع أنفسهم والصادقون مع الوطن..!
** إن هذا البحث الرصين يضع صاحبه في مصاف الباحثين الجادين التزاماً واقتداراً.. ليستأنف موقعاً لائقاً في سياق الدراسات الجادة.. والمهمة بافتراقها مع الطروحات العمومية والاجترارية التعبيرية المنطوية على العناوين والمقدمات دونما فحص وتحرير علمي ومعالجة راقية تستوحي الوطنية استحقاقاً وهوية ووعياً..
* د. محمد بن صنيتان، النخب السعودية دراسة في التحولات والاخفاقات.. مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت لبنان.
الطبعة الأولى 2004م.
md1413@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|