هوى الجنوب الذي ينساب أنسانا |
هوى القلوب التي تشتب نيرانا |
يا روضة الحسن والأشواق صادقة |
هل تعلمين سقاك الغيث هتانا |
ان القلوب التي ما بين أضلعنا |
أسرى لديك فشدي قيد أسرانا |
وكيف تنفك من أسر تملكنا |
وقد شربنا بكأس الحب ملآنا |
فكري يحاول أن يبدي تصبره |
وخافقي لم يجد في البعد سلوانا |
وكيف ينسى فتى مثلي مودته |
أو يتناسى مع الأيام خلانا |
والوُدُّ مازال رغم البعد مُتصلاً |
ولا يزال الهوى العذري كما كانا |
يا روضة الحسن والأشواق صادقة |
عدنا إليك برغم الشيب شبانا |
عدنا الى ذكريات السفح ثانية |
أيام كنا صغار السن غلمانا |
أيام كان على الغدران موعدنا |
صُبحاً وكان مع الخلان ممسانا |
والوقت نمضيه في لهو وفي مرح |
وما حسبنا لباقي الوقت حسبانا |
ياللجنوب الذي تبدو محاسنه |
لكل عين حباها الله إنسانا |
جبالها الشم تسمو في تطاولها |
كأنها تبتغي في الجو أوطانا |
وماؤها حين يجري في جداوله |
يجلو عن القلب آلاماً وأحزانا |
والطير يبدو سعيداً في تنقله |
فوق الغصون زرافاتٍ ووحدانا |
أهذه جنة العمر التي وصفت |
أم روعة الشوق تجري في حنايانا |
لكل أرضٍ حللناها مكانتها |
بين الضلوع تضاريساً وشطآنا |
وللجنوب هوى بات يُنازعني |
فيه الرياض فماذا أصنع الآنا |