الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 14th August,2006 العدد : 166

الأثنين 20 ,رجب 1427

وميض ..عبد الرحمن السليمان
التشكيل ومصادر المعرفة

تمثل المكتبات مصادر للمعرفة وللثقافة، والفن التشكيلي بجانب اعتماده على مشاهدة النتاجات الفنية الأصلية ودراستها إلا أن القراءة تمثل أهمية مكملة لرفد النتاج الفني وتعزيزه، وتاريخنا المعرفي في جانب الفن التشكيلي كان محدوداً في بداياتنا ولم نكن نعرف سوى كتب التربية الفنية (القليلة) التي كانت تلامس المناهج المدرسية وكان رائدها الفنان والباحث المصري الراحل محمود بسيوني الذي عمل في مكة المكرمة وفي دولة قطر لأعوام والحقيقة لم تكن تلك الكتب المحدودة لهذا الباحث ذات فائدة في الاستزادة في مجال الفن التشكيلي ولم تكن هناك من الكتب ما يساهم في معرفة ما، إلا أن البعض كان يعتمد على ما يأتي به من الخارج مما يساعد على زيادة المعارف والثقافة الفنية والحقيقة أن معظم تلك الكتب أو الإصدارات (الفنية) قد أكل عليها الدهر وشرب إلا أنها كانت مطلوبة في وقت كان الكتاب شحيحاً والحصول عليه صعباً وأتذكر أن الكتب المتوفرة في القلة من المكتبات كانت تُعنى بالخط العربي أو تاريخ الفنون الإسلامية، إلا أن انفتاحنا على الخارج ساعد على جلب أو الحصول على بعض ما نريد مما يمكن أن نتعلم أو نتثقف منه، والواقع أن الفن لا يمكن تعلمه من الصورة ومعظم الكتب القديمة كانت تطبع بطريقة بعيدة عن ألوان العمل الأصلي وبنسبة كبيرة من الرداءة إلا أن كثيرين مع ذلك كانوا يدفعون قيمة عالية أمام كتاب مملوء بالصور الفنية للوحات الفنانين المعروفين الذين رسموا تاريخ الفن.
في هذا الوقت وعلى نحو متسارع انفتحنا على الدنيا مثلما انفتحت الدنيا على بعضها فالوسائل الإعلامية لم تُبقَ لأحد عذراً في التعرف على غيره من الشعوب وفي مختلف المجالات فالمطبوعات ازدادت ولم يعد الحصول عليها صعباً والمجلات المتخصصة أخذت في الزيادة، والاهتمام بها يقابل هذه الزيادة بل إن تنافساً يظهر بين المطبوعات العالمية التي تصل إليك بسهولة لتعرف آخر الأعمال الفنية المرسومة في الولايات المتحدة الأمريكية أو إيطاليا أو فرنسا أو اليابان أو غيرها من دول العالم كما أضافت الأدلة والإصدارات المتعلقة بالبيناليات والمعارض الكبيرة مجالاً للتعرف على ما ينتجه فنانو العالم (الآن)، ولعبت الشبكة العنكبوتية دوراً كبيراً في هذا التواصل بين فناني العالم فمن المواقع الفنية الكبرى للمتاحف والأكاديميات والكليات المتخصصة إلى مواقع الفنانين الشخصية ولم يعد لنا عذر في التخلف عن الركب العالمي.
أصبح للفنان التشكيلي السعودي موقعه الذي أوصل العالم إليه أو وصل به إلى العالم، وكم كانت المواقع مجالاً لتبادل المعرفة بين الفنانين والمثقفين والشعوب عامة، والواقع أن كل ذلك المتاح لم يواكبه ما يعرف أو ينشر ثقافة فنية تشكيلية لعدد كبير من الفنانين التشكيليين وللعامة ولم يزل الفن الحديث صعب التلقي عند كثيرين وإذا كانت هناك بعض الإهداءات الشخصية فيما بين الفنانين إلا أنه لم يزل السوق خالياً من الأعمال المنسوخة على الأقرص المضغوطة (السيديات) أو الكتب ذات النقاء الطباعي للأعمال الفنية الجديدة، التي أتمنى أن تجد تفعيلاً على مستوى مؤسساتنا الثقافية في عهدها الجديد فالأندية الأدبية من الضرورة أن تتضمن مكتباتها ما يطلع الأديب والمثقف عامة على الفن التشكيلي وثقافته بل يسهم في مزيد من الصلة بالفنان التشكيلي وهو أيضاً ما نود أن تأخذ به جمعيات الفنون التشكيلية التي عليها أن تكثف من جهدها للتعرف على العالم من خلال المطبوعة ومعطيات الحاسوب وما يمكن أن يسهل وصول المعرفة للفنانين وقبلهم الموهوبون والهواة والناشئون، وأرى أن هذا الدور التثقيفي ضروري في إيجاد أجيال تتسلح بالثقافة ولا تعتمد فقط على الممارسة التي قد تواجهها مصاعب المعرفة، كما أتمنى قيام المؤسسات الفنية بدور أكبر في طباعة وترجمة ما يصدر حديثاً في مجالات الفنون لنكون أقرب إلى ثقافة تؤهلنا وتساعدنا على التواصل مع العالم بكافة أطيافه خاصة في مجال الفنون البصرية.


solimanart@gmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved