| حابل الشعر.. ونابل الرواية
|
* الثقافية - عبدالحفيظ الشمري:
حينما قدم ادوار الخراط لرواية (البدد) لنعمة خالد خلط عن قصد وتعمد بين فني الرواية والشعر إذ نراه يحاول أن يجعل من الرواية امتداداً للشعر وهذا فيه خلط قد لا يستسيغه المتلقي، فذكر الخراط لهذا الملمح لا يبرر المقولة التي تزعم (أن الرواية تتغذى من الشعر) فالقضية قد تكون أبعد من ذلك فالشعر لن يكون هو المحرك لوحده إنما قضايا الأمة هي التي تصنع هذا الألم وهذه الهواجيس التي يحياها المبدع منذ قرون عديدة فقضية فلسطين تدخل إلى رواية (البدد) لتخنق من الرواية تجسيد قوي للمعاناة التي تتغذى منها تجربة الكاتبة نعمة خالد.
فالرواية دائماً لا تلجأ للشعر كما يعرف الروائي الخراط إنما تستمد توهجه من الحكاية التي تختزنها الذاكرة الشعرية فلا مشاحة ان تتشبع الفكرة بمقولة الشعر لكنها لا تكون في الغالب مجسدة لبناء حقيقي تدرج فيه الصور بين الشعر والرواية.
فهمومنا اليومية وأحزاننا الوطنية هي التي تجسد للمبدع رؤيته الخاصة تلك التي يستسقيها من منابع الحكاية المتمادية في ذاكرة التلقي حتى وان كان الخطاب العربي معتمدا على الشعر سيظل محافظا على كينونة الشعر وتفرد فن الرواية فهو الأسلم حينما نقارن بين فني الشعر والرواية من حيث السياق المعرفي والدلالي للفنين كل على حدى.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
