الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 15th March,2004 العدد : 50

الأثنين 24 ,محرم 1425

قدَّمتُ الأُخوَّة والصداقة ليشفعا لانتقادي
حفلة لتلميع الذات..!

الأخ الصديق الأستاذ: إبراهيم التركي
سلام ينبت صبحاً وأملاً وشعراً في زمن تكدَّست فيه أمامنا غمامات من رماد بين خفقات أحرف وإخفاقات أقلام. أمَّا بعد:
فقد قدَّمتُ أمام اسمك بالأخوة والصداقة لعلهما تشفعان لي فيما سأعرضه عليك من قراءة لاحتفاليتكم بمرور عام على مجلتنا (الثقافية) في عدد كامل يحمل زينات ومصابيح تليق بعُرس، وهي كلمات محبّ مخلص وجد في صفحات الاحتفال شيئاً من جنوح، وبعضا منً تفاؤل، وأكثر الحفل كان كما هي مُتعة العرب اليوم مدائحاً كادت أن تكون شعراً إن لم تكن!
سيدي الفاضل وأنت مَن مارس وجايل الأحداث الثقافية في الجزيرة الوطن والصحيفة منذ أكثر من عقد، وقدر مَرَرْنَا في تلك السنين بصحوات وأسبتنا كثيراً، ترى وفَّقك الله لكل هدى أنَّا لا زلنا نعاني من تتويج للمشهد الثقافي بكتابة تليق بتلك الأحداث هنا وهناك، والأسماء التي تتناثر بينهما بعضها رفعه اسمه وإن تناهت خطواته سفلى، وآخرون رفعوا أسماءهم بما أحدثوا وقدَّموا، لكن المُحصِّلة النهائية ظلَّت فراغات من الارتباك، وأصبحنا نلجأ كثيراً لاستعادة ما مضى من أمجاد، أو تحقير أضداد، أو كما تفعلون أنتم في البحث عن احتفال، حتى لكأنَّا نبحث عن شيء وإن لم يكن ذا قيمة لنحتفل به بعد أن يَئِسْنَا أن نحتفل برُقيّ يوازي بريق الأسماء وصوت صهيل المطابع!
سيدي، لا أشكُّ في جمال ومشقة ما أنتجتم من عمل في سنة مضت، لكني تمنيت أن نسعد بعمل تتقاطر فيه حبات العرق شعراً وقصةً ونقداً وفناً وفلسفةً يستحقُّها مديح كان بإمكانكم أن تختصروه في ملف صغير، وسيحمل بلا شكّ كبير أحلامكم وأمنياتكم وتصفيق مَن يحلمون مثلي بغدٍ أجمل، أو عتب ونقد مَن يؤملون فيكم الأرقى والأكثر رجعاً للصدى وتحليقاً في المدى؛ ليأتي كله موفقاً لإطراءٍ بدأه الخويطر والقصيبي، وردًّا على إلغاء مارسه الدميني والزيد مثلاً، ومحواً لرأي غريب عن (حداثية) الثقافية أتى به محمد سعيد طيب.
أخي الحبيب، لا أعرف لِمَ أُسمِّيه زمن الحلم، وأشتاق لجمال يمثل شهقتنا بفرح يكتمل في عيون الوطن ثقافةً وأدباً وحدثاً إبداعياً، ولا ينتهي في احتفال حَسَدْتُكم على تمدُّده في عدد كامل من المجلة، ربما باركه لكم غيري، مؤملاً وأنا المُقصِّر والمنقطع عن سَبْر أغوار الكتابة والنشر أن أبدأ من هنا مرة أخرى وأُحقِّق ومعي حالمون كثير شيئاً من بهجة الحلم، وأُولِّد من جديد حرفاً يتعلَّم كيف يبذر حبَّات القمح، ويرفع راحتين إلى سماء حب يستسقيها أملاً ومطراً، ويتخيل في غيمةٍ كيف ستتراقص السنابل في فرح آخر بعد عام، لكنه سيكون أقل مديحاً وحبراً من غرور تاركاً للأعمال الصحفية والنصوص الأدبية أن تتحدَّث عن نفسها دون إطراء!.
لا أُريد أنا أنافقك في الأخير، فأشرح لك كم هي مُبهجة تلك المجلة، فلا يكدرك منِّي رأيٌ صريحٌ عن وقفةٍ لكم أرَدْتُموها بحثاً عن الأجمل، ورأيْتُها حفلةً لتلميع الذات!.
دُمْتَ أخي إبراهيم مِشعلاً يحرص أن يضيء من بعيد، لكنه يبدو أجمل وأجمل، معتذراً عن قسوة رأيٍ حملَتْها أسطري تلك، متمنِّياً لك ولكل فريق (الثقافية) التوفيق والسداد والإبداع.


إبراهيم الشمراني
ss999@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved