الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 15th March,2004 العدد : 50

الأثنين 24 ,محرم 1425

سطور
فوزية محمد الجلال
يندر أن يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ نقداً أو تحليلاً لظاهرة الانصراف العربي عن القراءة مما يوحي بأنها القراءة كانت عادة عربية..! وباستعراض بعض الكتابات التي تناولت التاريخ الإسلامي في مختلف عصوره، وردت بعض الإشارات التي تؤكد ذلك.
إلا أن هناك كتّاباً ومؤرخين من يؤكد على أن القراءة لن تكون يوماً عادة عربية، وأنها كانت ومازالت تقليداً من تقاليد النخبة..!!
ففي كتابه(تاريخ القراءة العربية) يشير الناقد السوري (يوسف اليوسف) إلى ان كتب التاريخ تحدثنا عن مكتبات ضخمة في بغداد والقاهرة ودمشق وقرطبة وسواها.. وبداهة فإن وجود تلك المكتبات في تلك الأزمنة هو دليل حاسم على أن القراءة كانت من تقاليد الفئات الاجتماعية العليا. وأظن أنها مازالت كذلك..
قد يخالف البعض ما ذهب إليه (اليوسف) انطلاقاً من تراث توسدناه واكتفينا بترديد: (إننا أمة اقرأ) وأن أوائلنا ارتبطوا بالكتاب والقراءة ارتباطاً وثيقاً، تبدى في الكثير من الآثار وما تواتر عن مكانة الكاتب والكتاب. وقد يتفق معه البعض الآخر، وبين هذين الحدين هنالك الكثير مما يقال. فالواقع يدفعنا إلى الاعتراف بأن الفئة القارئة في الوطن العربي قد تقلصت كثيراً قياساً بفترة الستينيات التي توهج فيها الكتاب نوراً وحضوراً، ونال حظوة نادرة لدى النخبة والعامة على حد سواء.. فما الذي حجب بهاءه اليوم..؟ لذلك أسباب يتعذر تناولها في هذه المساحة وهي تمس جملة التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة العربية في أوائل الثمانينيات والتي أثرت سلباً على أطراف صناعة الكتاب (المؤلف، الناشر، القارئ).
وحول ذلك يقول اليوسف: ثمة عامل لا يجوز إغفاله، إنه (الابتذال) الذي أصاب الكتابة نفسها، إذ لم يبق (أميّ) إلا ويريد ان ينشر (قمامته) بين الناس ثم يطلب منهم ان يشتروا نسخاً من ذلك الهراء أو الخواء..! إن دور النشر قد أسهمت أيما إسهام في تشويه الكتاب، الأمر الذي أدى بدوره إلى تنفير الناس من القراءة، فما رأي الكاتب؟.. يقول الشاعر سهيل إبراهيم: نكتب لمن وسط هذا النهار المقبل بعكازين من زجاج، في طرق موغلة في المجهول، وطقوس موغلة في الزيف ولغات موغلة في العقم.
ترى مَنْ ضحيةُ مَنْ..؟ سؤال يقود إلى عشرات الأسئلة. وبعيداً عن مشارع الإحباط والخيبة لا بأس من إضاءة تقول: إن الكتاب (الجيد) لن يطول به المقام على رفوف الانتظار وكما قال اليوسف في ختام طرحه: من شيم النخبة أنها تنحي النغيل وتستبقي الأصيل.


Fjallal@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
منابر
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved