| في الشعر.. يحضر التراث دائماً
|
* الثقافية - ع.ش:
توظيف التراث ظل سمة بارزة في المشروع الشعري العربي منذ تأسيسه الأول وحتى الآن، فالذائقة العربية منذ تعاطيها الأول مع الشعر ترى في نكهة التراث حالة من المواءمة بين النص الشعري ودلالاته الممكنة حينما ينهل من معين التراث المكتنز عادة بأحداث جسام، وقصص تثير في الذات شجنها العفي.
وبما ان التراث السائر في ركب الشعر دائما هو المعول للبوح الشعري عبر مدارس وأجيال عديدة فإن القارئ لا يجد أي صعوبة في استقصاء مراحل التراث في ثنايا أي قصيدة قديمة أو حديثة.
يلفت الانتباه حقيقة تراسل القيم التراثية في صياغة المشروع الشعري الحديث جداً على نحو ما نجده مثلاً في تجربة الشاعر السوري أدونيس، فهو وان كان شاعرا حداثيا في الشكل إلا انه تراثي، ينهل من معين التراث على نحو ديوانه الشهير (الكتاب.. أو أمس المكان الآن) فهو رغم نزعته الحداثية في رسم تفاصيل القصيدة الحديثة إلا ان (الكتاب) بجزئيه الفخمين والضخمين يستدعي حكاية التاريخ منذ حرب الردة مروراً بحقب ما قبل ظاهرة المتنبي واثنائها حتى موته على أيدي الخصوم.
فمثال الشاعر ادونيس الحديث نجد ان في تجربتنا ايضا شعراء ابدعوا في رسم تفاصيل القصيدة الحديثة إلا ان التراث ظل هو المعين العذب لشاعر مبدع مثل محمد جبر الحربي، أخذ على عاتق قصيدته الحديثة استحضار صورة التراث الذي يعد ملهماً حقيقياً لتجربة الحربي ومجايليه من أمثال الشعراء عبدالله الصيخان، وخديجة الحربي، وعلي الدميني، وعبدالله الزيد وحسين العروي وآخرين.. ففي شعر هؤلاء يأتي التراث دائماً حتى وان تعصرن شكل القصيدة.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
