الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 15th May,2006 العدد : 153

الأثنين 17 ,ربيع الثاني 1427

إعلاميون رواد رحلوا

*د. عبدالرحمن الشبيلي:
كنت قبل أن أتلقّى الدعوة الكريمة من راعي (ندوة الوفاء) الأستاذ أحمد باجنيد، تلقيت اتصالاً من أحد الأصدقاء، يذكّرني بأحد الإعلاميين الرواد الذين لم يخلد تاريخهم، فآليت على نفسي أن أخصص الحديث في ندوة الوفاء، ليكون تسديداً لبعض حقوق هؤلاء السلف الذين مهّدوا لنا الطريق، وأضاءوا لنا الدرب، وقدموا للمهنة من الصبر والمعاناة الشيء الكثير، حتى وصل الإعلام الوطني بكل فروعه، المقروءة والمسموعة والمرئية، المحلية منها والمهاجرة، إلى ما هو عليه اليوم من مكانة وانتشار.
وأعني بالريادة في هذه المشاركة الدور البارز، وربما غير المسبوق، والعمل الذي بقي تأثيره، على النحو الذي ستوضح هذه المحاضرة مكمنه عند كل شخصية يرد ذكرها.
وطبيعي أن تواجه من يتصدى لبحث جديد في فكرته - كهذا الموضوع - إشكالية تحديد الإطارين الزمني والموضوعي لبحثه، فرأيت أن ينحصر الحديث - زمنياً - في جزئه الأول هذا، في مجموعة الأوائل من الإعلاميين الذين عُرفوا وتُوفوا قبل تحويل مديرية الإذاعة والصحافة والنشر في عام 1382هـ (1962م) إلى وزارة، مؤملاً أن أتمكن من إكمال الجزء الثاني في محاضرة قادمة بإذن الله، وهو ما يعني أن كل جزء سيغطي أربعة عقود تقريباً.
إن من المعروف أن البداية الفعلية للإعلام السعودي تؤرخ مع دخول إقليم الحجاز في الدولة السعودية الحاضرة (1343هـ - 1924م) حينما صدرت الجريدة الرسمية (أم القرى)، غير أن جذور هذه البداية تمتد إلى مطلع القرن الهجري الرابع عشر (1300هـ - 1883م) بجلب أول مطبعة إلى الحجاز، وبالتالي فإن العنوان والموضوع يقتضيان أن نشمل نماذج من أسماء الرواد الذين مارسوا المهنة منذ تلك الحقبة، بمن فيهم أولئك الذين احترفوا النشر والطباعة والصحافة خارج حدود هذا الوطن.
أما بالنسبة للإطار الموضوعي الذي وجدت نفسي معه أمام قوائم طويلة من الرواد، فقد آثرت أن أنتقي منهم من لهم - في تقديري - دور متميز في مفهوم الريادة، خاصة وأن من الصعب الإحاطة في مثل هذا الحيّز بكل الأسماء.
وسيلاحظ المطلع على منهج هذه المحاضرة، أن الالتزام بهذين الإطارين، الزمني والموضوعي، قد أخرج مجموعة من أبرز رواد الإعلام الذين يتوقع ذكرهم من أن يشملهم الذكر في هذا الجزء الأول، ذلك أن أسماء مثل محمد صالح نصيف أو حمزة غوث أو عثمان حافظ أو عبدالقدوس الأنصاري قد عُمّروا،- رحمهم الله-، حتى ما بعد تأسيس وزارة الإعلام، وبالتالي فقد أصبحوا محسوبين على الجزء الثاني بإذن الله، وبالإضافة إلى ذلك، يصعب الادعاء بالإحاطة بكل الرواد مهما بلغت قدرة المحاضر وشمولية المحاضرة ودقتها.
ولقد توقفت عند كيفية استعراض تراجم هؤلاء الإعلام، فهل يكون مجملاً أم مفصلاً؟، وهل يكون وفق التسلسل الزمني لتلك الحقبة، أم وفق الموضوع؟ فاخترت، مراعاة للإيجاز أن يأتي الحديث مجملاً، مع تقسيم مجموعات هؤلاء الرواد الراحلين وفق كل بند وموضوع من مباحث هذه المحاضرة التي أتت في ثمانية عناوين هي:
1- رواد الإعلام المهاجر (خارج الحدود).
2- رواد فنون الطباعة المبكرة.
3- رواد المكتبات والنشر.
4- رواد الصحافة العثمانية والهاشمية في الحجاز.
5- رواد مراقبة المطبوعات (قلم المطبوعات).
6- رواد الصحافة السعودية (الرسمية والأفراد).
7- رواد الإعلام الخارجي.
8- رواد الإذاعة السعودية.
1- رواد الإعلام المهاجر
(خارج الحدود):
عرف التاريخ المبكر لإعلام هذه البلاد مجموعة من رواد الصحافة والطباعة والنشر الذين هاجروا مطلع القرن الماضي، إلى مصر وبلاد الشام والعراق وتركيا والهند.
ويأتي في مقدمة هذه القائمة: الصحفي النجدي الشهير سليمان بن صالح الدّخيل، وأربعة من أسرة الزهير، وعبداللطيف ثنيان وخالد الفرج ومحمد حسن نمر، كما يمكن احتساب رائد الصحافة الكويتية عبدالعزيز الرشيد (ذي الأصول السعودية) من هؤلاء.
أما الدخيل، فقد عدّه الشيخ حمد الجاسر الأسبق في هذا المجال، وكان أول من لفت الأنظار إليه في مجلة الجامعة (1379هـ - 1960م)، ثم صدر عن سيرته أكثر من كتاب ومقال.
وكان قد هاجر من بريدة إلى بغداد، وأسس فيها مطبعة الرياض، وأصدر جريدة (الرياض) التي تزامن صدورها مع ظهور الصحافة التركية في الحجاز (1326هـ - 1908م). ثم اشترك مع آخرين في إصدار صحيفتي الحياة وجزيرة العرب.
وأما بالنسبة للصحفيين من أسرة الزهير، فقد اخترت منهم اثنين هما أحمد (باشا) الزهير، الذي تولى تحرير الطبعة العربية من جريدة (الدستور) التركية في اسطنبول بتاريخ 9-9-1326هـ (4-10- 1908م)، فهو بهذا التاريخ يكون - مع احترامي لرأي الشيخ حمد الجاسر - قد سبق الدخيل في ريادة الصحافة النجدية الصادرة خارج الوطن.
أما الثاني وهو عبدالله الزهير، فقد أصدر الطبعة العربية من جريدة (الدستور) البصرية (2-2- 1330هـ - 22-1-1912م)، وقد قامت هذه الصحيفة في ذي القعدة 1331هـ (أكتوبر 1913م) بإجراء - ما أظن - أنها أول مقابلة مع السلطان (الملك) عبد العزيز بعيد دخول الأحساء.
وأما عبداللطيف ثنيان الذي يؤكد خيرالدين الزركلي (في كتابه الإعلام) نجديته، ويذكر بعض أفراد أسرته المقيمة حالياً في المنطقة الشرقية أنهم في الأساس من الدرعية، فقد أصدر بتاريخ 6-1- 1327هـ (28-1-1909م) جريدة (الرقيب) البغدادية، وهو بهذا يأتي زمنياً بعد الزهير وقبل الدخيل أيضا في تاريخ إصدار مطبوعته.
وينظر مؤرخو الصحافة العراقية إليه وإلى صحيفته بأهمية بالغة، وذلك لما اتصفت به من جرأة ومصداقية، وكان قد توفي ببغداد بتاريخ 14-2-1944م، بعد حياة حافلة بالمؤلفات التراثية، والتقلّب بالعديد من الأعمال الرسمية.
أما الشخصية الخامسة التي اخترت الحديث عنها في هذه القائمة فإنه الشاعر خالد الفرج الذي ولد في الكويت وعاش سنوات في البحرين والهند ثم استقر به المقام في الأحساء ثم القطيف، وقد توفي مستشفيا في لبنان سنة 1374هـ (1955م) عن عمر يناهز الثامنة والخمسين.
وتكمن ريادة الفرج - إعلامياً - في أنه أسس في أثناء إقامته في الهند (المطبعة العمومية) التي طبع فيها مجموعة من الكتب ذات الصلة بتراث هذه البلاد، كما أسس قبيل وفاته (منتصف السبعينيات الهجرية - الخمسينيات الميلادية) مطبعة، تعد مع مطبعة شركة (الخط) أول مطبعتين في الدمام، هذا عدا إسهامات إذاعية وفكرية أخرى.
أما الأخير، وهو محمد حسن نمر (المتوفى أواخر السبعينيات الهجرية - الخمسينيات الميلادية) فإنه من مواليد بلدة العوامية قرب القطيف وأصدر صحيفة أو أكثر في العراق.
أما بالنسبة لعبدالعزيز الرشيد وهو صاحب أول مطبوعة صدرت في الكويت، وكان موالياً للمملكة، فقد تحدثت عنه أيضا في المبحث السابع (رواد الإعلام الخارجي) لكونه هاجر إلى إندونيسيا لمساندة جهود الإعلام الخارجي لهذه البلاد، كما تذكر له معاضدته لجهود نخبة من مثقفي الحجاز بقيادة محمد صالح نصيف لاستصدار ترخيص أول صحيفة أهلية سعودية (صوت الحجاز 1350هـ - 1931م).
..................................................يتبع
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved