الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 15th May,2006 العدد : 153

الأثنين 17 ,ربيع الثاني 1427

لوحات في الحراج

*عبد الرحمن السليمان:
يحدثني الفنان والناقد المصري عز الدين نجيب عن قصة مثيرة لإحدى لوحاته المبكرة والتي رسمها أثناء أو بعد انهائه الدراسة الاكاديمية الفنية مباشرة، هذه اللوحة التي عرف من احد أصدقائه أنها في محل لبيع الاثاث المستخدم والتحف، وذهب وهو الذي فقدها ولا يعرف لها مكانا بين مصدق ومكذب، ومع تظاهره بالسؤال عن بعض القطع الاخرى مبعدا البائع عن اللوحة حتى لا يتحكم في قيمتها كان السؤال إلى ان اقترب من اللوحة ليتعرف بشكل جلي عليها وليسأل البائع عن سعرها، يقول نجيب على لسان البائع ان اللوحة لفنان كبير وانها لوحة لا يوجد لها مثيل، كل ذلك من اجل الترغيب لشرائها ودفع قيمة كبيرة مقابلها وبالمقابل كان الفنان صاحب اللوحة يقلل منها من أجل الحصول عليها بأقل ما يمكن وفي النهاية استطاع شراءها.
هذه اللوحة وقع نظر احد المقتنين عليها وارادها لمتحفه بأي ثمن وكانت حالتها حينها في سوء لأسباب التخزين وعدم الاهتمام واللامبالاة والعمل يمثل احدى المحطات والمراحل الهامة في مسيرة عزالدين نجيب كما يقول.
هذه الحكاية تقترب من حكايات تمر علينا من الفنانين التشكيليين الذين يروون أحيانا قصصا مثيرة وطريفة، وفي مجتمعات لا تنظر للفن النظرة الكافية فإن ما يمكن سماعه قد لا يكون مستغربا. من آخر هذه الحكايات قصة التشكيلي السعودي الذي اشتُريت لوحته بخمسين ريالا من سوق شعبي (سوق حراج) يقع في مدينة الرياض.
وربما هناك من الأعمال المثيلة ما هو موجود في هذا المحل وغيره يضاف إلى مثل ذلك القول: إن اكثراللوحات الأخرى في حالة سيئة. والأهم أن خلف بعض الأعمال اسم جهة ذات علاقة بالفن وكانها من مقتنياتها.
في الدمام ومنذ أعوام زرت مدرسة ابتدائية من المباني الحكومية وكان مدير المدرسة مهتما بشكل كبير بجمال مدرسته وكان من بين المعروضات لوحات واضحة لفنانين ولفنانات من المنطقة الشرقية في فناء المدرسة الداخلي وتوجهت مباشرة إلى مدير المدرسة لأسأله عن مصدرها فحكى لى قصة لا تخلو من الطرافة وهي أنه تحصَّل على اللوحات من أحد صناديق القمامة الكبيرة الموجودة امام احد الملاعب الرياضية التي سيجرى صيانتها وشحنها في صندوق سيارته وكلف معلم التربية الفنية بتثبيتها على حوائط المدرسة.
لا أعلم ما إذا كانت هذه الأعمال باقية حتى الآن لكني قدرت في مدير المدرسة هذا الذوق والاهتمام بالأعمال الفنية.
حكاية أخرى يذكرها بعض الزملاء التشكيليين عندما اخبرهم احد اصحاب قاعات العرض بوجود مجموعة من الأعمال التي اشتراها من مزاد وبثمن بسيط بعد ان لم تجد هذه الأعمال من يسأل عنها، وبقاؤها لفترة طويلة في مخازن الجهة التي باعتها.
الحكايات قد تتنوع وربما لكل فنان حكاية إلا أن وجود أعمال ذات أهمية تاريخية قد يحدث لها أن تباع ضمن أثاث منزل أو غيره ولكن على نحو نادر ومحدود، وحكايات اللا اهتمام التي نلمسها في بعض قصصنا معروفة الاسباب فأنظمة الاقتناء في بعض المعارض قد تكون من باب التشجيع أو تنفيذ النظام نفسه، ومع الأعوام الكثيرة التي تجنى فيها الأعمال تصاب الجهة المقتنية بشيء من التخمة والتكدس المتمثل في الأعمال الفنية ذات المستويات المختلفة والتي يكون الكثير منها متواضعا لسبب قبول أي شيء وهو مبدأ قلّ بدرجة واضحة في الأعوام الأخيرة وآمل أن يقنن في الأنشطة والمعارض القادمة خاصة مع إشراف وزارة الثقافة والإعلام.
ننتظر أن نستفيد مما وقعنا فيه سابقا، وعليه فإن الاقتناء يفترض أن يحدد بما يستحق وفي هذا تشجيع على تقديم ماهو افضل وبقيمة يستحقها العمل بدلا من ان نصنف الأعمال ضمن مستويات ألف وباء وجيم ودال والأخيرة قد لا يتعدى مقدارها 250 ريالا، ومن هنا نتعرف على أسباب مثل ما وقعت فيه بعض تلك الأعمال.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved