الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th August,2005 العدد : 118

الأثنين 10 ,رجب 1426

أهمية بناء الشخصية الثقافية للجيل المبدع
عبد الله بن حمد الحقيل

الشباب في أي أمة من الأمم هم رواد الأصالة والطموح والتجديد وتلعب الثقافة دوراً مهماً في بناء شخصيته وتحقيق تكاملها، كما أن الطفولة عاطفة متوهجة بالحب وشعور متدفق بالابتهاج ومرحلة حاسمة في تشكيل الشخصية وهي الفترة الأكثر خصوبة وأهمية، وإن أطفالنا هم فلذات أكبادنا وهم فوق ذلك رجال الغد المشرق وأمل المستقبل وحملة مشعل الحضارة والمدنية والتقدم والازدهار ومن هنا وجبت العناية بهم والاهتمام بتنشئتهم تنشئة صالحة، ولا مراء في أن التوجيه السليم للطفل يساعده على النمو المتكامل لنواحي شخصيته المتعددة واكتساب المزيد من الخبرات والمهارات وتقوية ميله للتجديد والابتكار والاتصال بتيار الثقافة المتجددة.. وتربية الطفل من الأمور الحيوية المهمة لتحقيق الذات الإنسانية وفن اكتساب الثقافة والمعرفة وتنمية القدرة على تذوق الجمال والتثقيف الذاتي والنمو الشخصي المتعدد الجوانب.. فالاهتمام به ومعرفة خصائصه ورغباته وقدراته لما يسهم إسهاماً فعالاً في حسن توجيه وتربيته.. ولكم تحدث الكثيرون عن أهمية أدب الطفل وانه لم يحتل المكانة المنشودة في بلادنا وفي العالم العربي قاطبة.. فلا زال المتخصصون في الكتابة له قليلين وعطاؤهم في هذا المجال ضئيل وقليل.. والواقع أن الكتابة للطفل ليست بالأمر السهل كما قد يتصور البعض فالموضوع يحتاج إلى خبرة ووعي وإدراك بكيفية مخاطبة الطفل ومعرفة ميوله ومهاراته وأحاسيسه وتطلعاته وخيالاته واستعداداته الفكرية.
لتزويده بالمعرفة لتنمية وعيه وثقافته وصقل مواهبه مع الاهتمام بالتوجيه السليم الذي يفيده ويزيد وعيه وينمي قدراته الذهنية والعقلية.. كما يحتاج الأطفال إلى عناية الأدباء والكتاب بهم وتقديم القصص والحكايات الأدبية المفيدة التي تهم الطفل للرقي بمداركه مع الاهتمام بالموضوعات التي تتضمن القصص والموضوعات النافعة وتركز على القيم الرفيعة والمثل العالية والاخلاق الكريمة والسير المجيدة التي ترسخ المعاني الخلقية والمبادئ الإسلامية في نفوس الأطفال وترشيد إلى السلوك المستقيم والطريق القويم والمفاهيم الصحيحة للحياة والبعد عن المساوئ والعادات الذميمة والأخلاق السيئة.. ولقد قيل أن الثقافة تبدأ بالطفل بحيث تضع له خطواته عن طريق المعرفة ولذا ينبغي تزويده بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضواً عاملاً في المجتمع وتنمية مهارات القراءة وعادة المطالعة سعياً وراء زيادة المعارف.
فالكتابة للطفل رسالة متعددة الجوانب وتتطلب خبرة ومهارة وموهبة بحيث تلفت انتباه الطفل وتوسع خياله وتثري آفاقه ولغته ومعرفته بقضايا عصره وطموحاته وهمومه وهو بمثابة لبنة صلبة في بناء ثقافة الطفل وفنه وأدبه وتوجهه نحو عصره.. المليء بالمعارف عن طريق الحاسب الآلي وشبكات الانترنت.
وبعد.. فيا أخي القارئ إن الطفل أمانة بين ايدينا فلنتعهده بالرعاية وأن نغرس في نفسه عادة القراءة والمهارات الأدبية وأن نكون قدوة طيبة له في التحلي بمكارم الأخلاق وفي النصحية وانكار الذات والارتباط بالتراث والتاريخ والمثل الإسلامية.. وأن نحرص على اكتشاف الموهوبين ورعايتهم واتاحة الامكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في اطار البرامج العامة ولوضع برامج خاصة لهم. إن الطفل في حاجة إلى من يجيد الكتابة له ويدرك دور الكتاب في حياة الطفل وينطلق نحو العناية به وتقديم المجالات التي تغني تجربته وطموحه وتطلعاته وترتبط ارتباطا مباشرا بتوجهاته واثارة انتباهه وملاطفته ومخاطبته بأسلوب يرفع من مستواه الفكري والعلمي والثقافي والتربوي.. مما يدفعه إلى الابداع والتفكير العلمي واستخدامه في حل المشاكل التي تواجهه في مراحل حياته المختلفة.
فالأسرة والمجتمع عليهما واجب ومسؤولية ومن سماتهم وسلوكهم تأخذ الناشئة طابعها وسلوكها فمن شب على شيء شب عليه.. ولقد قيل:
قد ينفع الأدب الأولاد في صغر
وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت
ولا تلين إذا كانت من الخشب
ويقول أحد الشعراء في تصوير جميل يبرز الحنان والشاعرية:
يتزاحمون على مجالستي
والقرب مني حينما انقلبوا
في كل ركن منهم أثر
بكل زاوية لهم صخب
إني أراهم حينما اتجهت
عيني كأسراب القطا سربوا
ومن أجل ذلك تركز التربية الحديثة على مرحلة الطفولة لبناء شخصيات الأطفال بناء سليما والنظرة إلى الطفل تتلون بحسب عمق المحبة وشفافية الرؤية، فعلينا أن نهتم بالطفل وأدبه وتربيته تربية قويمة ونلبي حاجاته العلمية والفكرية وفق منهج سليم وأدب عال رفيع حتى يشعر بشخصيته وتنمو في روحه ونفسه معاني المحبة والإخاء والمسؤولية والفضائل الخلقية والمكارم الذاتية والآداب الاجتماعية ولاسيما في فترة نموه المعرفي وتفجير الطاقات المبدعة لديه ويعتمد بعد الله على جهوده الذاتية في تربية نفسه وتطوير شخصيته من جميع جوانبها المختلفة والقيام بواجباته والاعتماد بعد الله على عقله وضميره وعلى قدراته في العمل والابداع والابتكار ليتألق ويبدع ويتوفق في حياته الدراسية والعملية بشكل مثالي وأسلوب متميز.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved