الغربال أ.د. عبدالله بن محمد أبو داهش
|
قال الشاعر:
منًى إن تكن حقاً تكن أحسنَ المنى
وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداً
وأقول: لمه؟ هذا الحزن والتحسر؟ والشاعر يقول:
(وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداً)
يدرك الإنسان في حياته كثيراً من فرص الحياة الماتعة، فيسعد لها ويطرب حتى إذا اندفعت وتحول حالها أصابه الغم، وقلب له الواقع ظهر المجن، وعندئذ يجب أن يحقق هذا الرائي التوازن العاطفي فلا يحزن، فالدنيا شكول، ويوم لك ويوم عليك.
لم يفت صاحب هذا البيت ذلك النهج، وإنما صدر عن هذه الرؤية الإيمانية الواثقة، أدرك هذا البخس المتوقع، ولم يهمل رؤيته الحكيمة المستفادة، بل وجه في صدر بيته بقبول هذه العارضة، واغتنام الفرصة، فهي حقاً بادرة مفيدة تستحق الوقوف والاستمتاع إذ هي مواتية، وإلا فقد وجد في زمانه من قبل مثلها أو تزيد.
نعم لقد صدر في عجز بيته عن نظرة متوازنة: هذا العمر بسنينه، وشهوره، وأيامه قد حفل بكثير من فرص السعادة والحبور، ولا ضير عنده يومئذ أن تند بعض فرصه، فالأيام شكول، والعوادي كثيرة، وما أكثر نعم الله سبحانه على الإنسان في بصره، وسمعه، ولسانه، وحياته بعامة، فلمه هذا الجحود وهذا التغافل، والله سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (11) سورة الضحى،
والشاعر يقول:
(وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداً).
* جامعة الملك خالد أبها
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|