الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th August,2005 العدد : 118

الأثنين 10 ,رجب 1426

الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي :
الشعر هو الفن الوحيد القادر على تغيير العالم

* القاهرة عتمان أنور:
انحاز الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي لمقولة زمن الشعر، مؤكداً أنه أي الشعر هو الفن الوحيد الذي نستطيع أن نقول إنه معرفة كلية فأحياناً عبارة شاعرية واحدة تختصر مجلدات لأنها قفزة هائلة من قفزات الروح أو الخيال يصل بها الشاعر إلى ما وصل بروميثوس فيقتبس نار الحضارة وهذا ما لا يستطيعه أحد آخر.
وأضاف حجازي في معرض حديثه عن جدوى الشعر على هامش مشاركته في الأمسية الشعرية التي نظمها نادي الأدب بالأسكندرية مؤخراً أن الشاعر يستخدم دائماً لغة جديدة ويبتكر الأدوات التي يصطاد بها أفكاره وأحلامه لذا نحن محتاجون الآن إلى الشعر أكثر من أي وقت مضى ليس لأن الشعر يقبل عليه الناس أكثر ولكن لأننا نفتقد الشعر مع شدة الاحتياج إليه.
وتأسف حجازي لحال اللغة العربية قائلاً إنها تحولت إلى لغتين، لغة للكتابة، ولغة للثقافة، لغة للتفكير وأخرى للحديث اليومي والحياة، ثم إن اللغتين معاً: الفصحى والعامية تتعرضان للفساد، ففي الوقت الذي تفشل فيه مؤسساتنا التعليمية في المحافظة على الفصحى وتطويرها وتجديدها وتزويدها بما تحتاج إليه حتى تحافظ على فصاحتها وتساير مطالب العصر الحديث، نجد أن العامية أيضاً تتعرض للفساد، فالعامية التي نسمعها الآن عامية فاسدة منحطة بالقياس إلى عامية بيرم التونسي وصلاح جاهين وفؤاد حداد، وحتى عامية رجل الشارع البسيط، ولذلك نشعر جميعاً بأننا مغتربون في اللغة، فلا لغة لنا، لأننا فقدنا لغتنا القديمة، وتحولنا عنها إلى لغة الغزاة الفاتحين، التي لم نكد نسيطر عليها حتى هربت منا وتركتنا غير متحققين، لأن الإنسان لا يتحقق إلا في اللغة، لأن الإنسان ليس إلا عقلاً أو حيواناً ناطقاً، فإذا كانت لنا لغة ميتة ولغة فاسدة ونحن محتارون بينهما، فنحن إذن غير متحققين وكينونتنا بلا مأوى.
وأضاف أن العربية لغة شاعرة فاتنة، وفتنتها تكمن في بعدها عن الحياة اليومية، وهذا هو معنى القداسة في نظري، نعم، أن قداسة اللغة مصدرها وجود نص مقدس هو القرآن الكريم.
وحول فشل العرب في إقامة علاقة ما بين الفصحى والعامية، في حين نجح الإسرائيليون في إحياء لغة كانت قد ماتت منذ ألف عام قال إذا كان الإسرائيليون قد نجحوا في إحياء لغة كانت قد ماتت منذ ألف عام، واستطاعوا أن يجعلوها ليس فقط لغة كلام، بل لغة كلام وكتابة، لغة إبداع وتفكير علمي، بحيث يجب على أي باحث في الطبيعة النووية أن يعود إلى ما كتبه العلماء الإسرائيليون القدماء باللغة العبرية، فقد كان أولى بنا نحن أن نحقق هذا النجاح، لكننا نتجاهل القضية لأننا نتجاهل قضية الوجود عموماً، فنحن لا نسأل أنفسنا من نحن؟! والأغرب من هذا أننا نغير اسمنا كل فترة أو مرحلة، فقبل قرن من الزمان كنا عثمانيين ثم أصبحنا مصريين، ثم أصبحنا عرباً، والحديث الآن لا يكون عن الأمة المصرية بل عن الأمة الإسلامية التي نحن جزء منها، ولا نسأل أنفسنا: ما هي لغة هذه الأمة الإسلامية؟!
هل هي اللغة العربية الفصحى أم التركية أم الفارسية أم السنغالية أم السودانية أم الأفغانية؟! هل هي العامية المصرية أم العامية السعودية أم العامية المغربية.
وقال حجازي إن اللغة قضية مهمة من قضايا الناس، أو ينبغي أن تكون كذلك، ونحن قد لا نكون منتبهين الآن لأهمية اللغة في حياتنا، ولكن عدم الانتباه ليس معناه أن اللغة غير مهمة، أو أنها قضية هامشية، إنما يعني ذلك أن وعينا ناقص.
وقضية اللغة في حياتنا نحن المصريين مهمة جداً، لأننا من الأمم القليلة التي تركت لغتها القديمة، وانصرفت عنها إلى لغة أخرى، جاء بعدها الغزاة الفاتحون، وهو ما حرمنا من المساهمة في تقديم أي إبداع أدبي عظيم في العصور الوسطى، وحتى في العصور القديمة فيما بين القرن الخامس قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الثامن عشر، مما يبرهن على أن مشكلة اللغة عندنا سبقت الفتح العربي، وبدأت منذ فقدنا استقلالنا على أيدي الفرس في القرن السادس قبل الميلاد، لأن الغزاة الفرس وبعدهم اليونانيون ثم العرب فرضوا على المصريين لغتهم، وحرموهم من استعمال لغتهم القومية.
وفي الوقت الذي كانت فيه اللغة المصرية تموت لم يكن المصريون قادرين على تمثل اللغات الوافدة والسيطرة عليها إلى درجة الإبداع بها، وهكذا نستطيع أن نقول إن الروح المصرية ظلت مغتربة عن نفسها أكثر من ألفي عام، لم يظهر فيها أي عمل أدبي عظيم يمكن أن نفخر به كما نفخر بأناشيد اخناتون وكتاب الموتى، كما نستطيع بعد ذلك أن نفخر بأشعار شوقي وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل، والعقاد، وطه حسين، والحكيم، ونجيب محفوظ؛ وغيرهم,
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved