صدى لون
المتحف التشكيلي مطلب الجميع!!!
محمد الخربوش
|
تطالب الفنانة التشكيلية نجلاء محمد السليم، الجهات ذات العلاقة بإقامة متحف فني لأعمال والدها الفنان التشكيلي الراحل محمد السليم (رحمه الله) هكذا قرأت هذه المطالبة كما وردت في هذه الصفحة بمتابعة من المشرف على صفحات الفنون التشكيلية الأستاذ محمد المنيف، أجدني متعاطفاً وبشدة مع هذه الدعوة التي جاءت من أقرب الناس للفنان وهي الفنانة التشكيلية المعروفة على الساحة.
فالفنان السليم كما نعلم جميعاً رائد كبير من رواد الحركة التشكيلية السعودية ويكاد يكون هو وزميله الفنان الدكتور عبد الحليم رضوي أساتذة الريادة في هذا المجال والفنان محمد السليم (رحمه الله) بدأ في هذا المجال عندما كانت الأوضاع والظروف لا تتقبل مثل هذا (العبث) الذي يطلق عليه السليم وعدد قليل ممن تولدت لديهم هذه الموهبة (الرسم) وواجه رحمه الله في عصر البدايات العديد من الصعوبات والمعوقات التي كانت تحد من طموحه وحماسه منها ما هو عدم تقبل الناس والمجتمع لهذا النوع من النشاط ومنها قلة الإمكانات المادية وعدم توفر الخامات والأدوات اللازمة والتي تعين الفنان على العطاء والإبداع.. إلا أن الفنان السليم وبحماسه الكبير وطموحه الأكبر واصل الركض في هذا المجال وتحمل الصعاب ومبدأ عدم القبول والرضاء على ما يقوم به من أعمال تحت ستار الفن والرسم.
وظل رحمه الله يكافح ويواجه المعوقات حتى استطاع أن يقيم معرضه الشخصي الأول مروراً بابتعاثه إلى إيطاليا لدراسة هذا العالم الجديد في وقته وتواصله مع الفن التشكيلي والمعارض هنا وهناك حتى استطاع أن يكون مع زميله الدكتور رضوي، ثنائي البدايات الحقيقية للحركة التشكيلية السعودية إلى أن ساهم أيضاً في خدمة هذا الفن بإنشاء صالة خاصة بالعرض وتأمين الخامات والأدوات الفنية وتسويقها على الفنانين بأسعار مخفضة جداً دعماً وتشجيعاً منه رحمه الله لهؤلاء الفنانين لمواصلة تنمية مواهبهم وحضورهم في هذا المجال.
ومن خلال هذا المشوار الطويل مع التشكيل سواء في الداخل أو في الخارج أصبح لدى السليم رصيد كبير من الأعمال الفنية التي توزعت هنا وهناك في البنوك والمؤسسات الخاصة ولدى الأفراد وبعض الجهات الحكومية وسفارات المملكة وبعض الجهات الأخرى وأصبحت أعمال السليم متناثرة إلا النزر القليل منها الذي يوجد لدى أسرته وبعض أصدقائه الخلص رحمه الله. ومن هنا فإن النداء الذي وجهته ابنته الفنانة نجلاء جاء نيابة عن أسرة الفنان جميعها والتي من المؤكد تتألم وتعاني لضياع هذه الثروة الفنية لوالدهم رحمه الله والتي تعتبر أكثر الناس معرفةً وإدراكاً لمدى الجهد الذي بذله رحمه الله في هذا الجانب حتى وصل إلى ما وصل إليه من حضور قوي في كافة المحافل والأصعدة المحلية والدولية وأصبح نتاج كل ذلك علماً تشكيلياً يشار إليه بالبنان.
ان من واجب الجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي بمراحله المتقدمة جداً أن تبادر إلى إنشاء متحف فني كبير لكافة مبدعي الوطن التشكيليين وليس للسليم وحده أو الرضوي أو خلافهما من الإعلام التشكيليين الكبار. وقد قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إبان إشرافها على الحركة التشكيلية بتنفيذ مسابقة لأعمال المتحف الذي كان أحد أهداف النشاطات الثقافية بالرئاسة قبل انتقالها إلى وزارة الثقافة والإعلام بل إن الأرشيف الفني لدى الرئاسة بما يحتويه من أعمال تشكيلية رائعة لمعظم الفنانين التشكيليين السعوديين والتي بالإمكان أن يتم انتقاء أعمالٍ منها لتكون نواة لمتحف تشكيلي كبير يوثق مراحل مسيرة الحركة التشكيلية السعودية منذ بداياتها وحتى عصرنا الحاضر.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
