|
المسرح يصفق ويغني بلا جمهور
|
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
نحن أمة مغزوة، ومدحورة، وهزائمنا تتوالى واحدة أعظم من سابقتها.. هذا لسان حال المسرح في عالمنا.. فكاتب النص المسرحي تثيره هرطقات أدبنا منذ كليلة ودمنة، وما جاء بعدها من مسخ للحكاية، وتذويب للنقد.. لكنه يحاول بناء علاقة نقدية من خلال النص لكنه يصدم بأن الأمية الثقافية تقف وتتجسد بممثل لا يألف أن يَتثقف أو يُثقف، وغياب المخرج المتمكن من رسالته، وخشبته تاه راعيها وغاب حتى احتطبت من جملة أخشاب أضحت قوتاً للنار في مواقد معدّة سلفاً.
هب أن الأستاذ المسرحي محمد العثيم كتب نصاً مسرحياً متميزاً كعادته.. كيف ستكون رحلة هذا النص ومسيرته..؟
دعه يبحث عن ممثل أو ممثلين.. ستعييه السبل قبل أن يجد لأن الأستاذ محمد العثيم يريد للعمل أن يكون شعورياً وذاتياً لا أن يكون تلقينياً صورياً يتجرد من معانيه الفائقة، سيجد الكاتب ممثلين لكنهم بحاجة إلى تدريب من ألف الفن المسرحي إلى زائه وليس إلى يائه لأن شسعة بيد الثقافة لا تمنح هذا الممثل المبتدئ فرصة أن يتعلم في زمن لم يعد للثقافة فيه أي دور..
لكن محاولة العثيم تثمر دائماً، منذ أن كان عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود بالرياض وحتى الآن إلا أن اليأس في قلب هذا الرجل بات عاجزاً لأنه لا يزال يقاوم وعثاء مسيرة الفن المسرحي الذي تتراجع أعمال أهله بشكل ملحوظ، وتخفت صوت المنادي بأهميته ودوره إلى أبعد نقطة في الخفوت وأخطر ما في الأمر وأشقاه أن هناك مسرحاً مسخاً مشوهاً يستطيع أن يصفق ويغني ويرقص أمام الجمهور لكن بلا عقل أو قلب أو فكر..
المسرحي العثيم واحدٌ من جماعة نابهة تعشق الفن المسرحي عشقها للحياة، إلا أن هذا الفن العظيم بات ضحية للتجريب والمحاولات حتى منح التجريب جوائز عديدة من اليونسكو وغيرها، وظللنا ندهش بالتجريب وهو في الأصل مرحلة يجب أن ينطلق المسرحي إلى حقل آخر بدلاً من هذا الدوران الرتيب حول فكرة التجريب.. فمنذ حاز سعد الله ونوس قبل موته بأعوام جائزة يوم المسرح العالمي ظل الأمل وليداً يحتاج إلى مزيدٍ من الرعاية والاهتمام ليصبح محملاً بآمال كبيرة، وأحاسيس صادقة، فلعل العثيم لا يزال يحمل هذا الثراء من الأمل لكي يصبح للمسرح لغة جديدة لنتخلص من العقدة التي تشير دائماً وبازدراء إلى اننا أمة مغزوة ومدحورة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
