الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th December,2003 العدد : 39

الأثنين 21 ,شوال 1424

التكريم المستحق
هناك شخصيات في المجتمع تتميز بصفات متعددة تجعل من يتحدث عنها يحتار في اختيار الجانب الذي يعتقد أنه يهم القارئ ليكون مدخلاً للحديث، وتكبر المشكلة عندما تكون الكتابة عن إنسان لا يميل إلى الحديث عن نفسه ولا يطربه كثيراً ثناء الآخرين عليه، ويفضل أن يسمع منهم الدعاء له بالعون والتوفيق بدل الثناء، لانه يرجو من المولى أن يلمس للدعاء اثراً على حياته اكثر اهمية من الثناء الذي يبقى اثره محدوداً بزمانه ثم ينتهي.
ومع هذا فليسمح لنا شيخنا الفاضل محمد بن ناصر العبودي أن نثني عليه في هذه الاسطر ليس من باب إيقاظ نزعة الاعجاب في نفسه ولكن ليتذكر نعمة الله عليه الذي وفقه في حياته، وحباه بصفات متميزة انعكست على سلوكه وعمله وكان لها اثر إيجابي في سنوات عمره.
لعل من أبرز هذه الصفات جلده في طلب العلم صغيراً، ومواصلة البحث والاطلاع في كبره ومازال يستمتع به ويواصل إنتاجه الفكري في مجالات متعددة إلى يومنا الحالي وكأنه في عز شبابه. وهذه نعمة كبيرة أن يمتع الله الإنسان بالصحة والعافية والقدرة على مواصلة العطاء.
والجانب الآخر هو مواصلة العمل الإسلامي والذي بدأ فيه قبل ما يزيد على اربعة واربعين عاماً عندما صدر قرار بتعيينه اميناً عاماً للجامعة الإسلامية وبعد ذلك اميناً للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ثم مساعداً للامين العام لرابطة العالم الإسلامي وفي كل هذه المواقع كان حريصاً على تأدية دوره بأمانة وبعيداً عن الضجيج الإعلامي.
ثم تحمله مشقة السفر والترحال بين قارات العالم من اجل التعرف على احوال المسلمين حتى انه في احدى رحلاته، الطويلة في مداها والقصيرة في وقتها، زار قارات العالم الخمس وعندما وصل إلى المحطة الاخيرة في الرحلة وهي القارة الاسترالية كتب عن هذه الرحلة يقول «ناهيك برحلة يكون الوصول فيها إلى مدينة سدني الاسترالية بشيراً بالاوبة إلى الوطن».
إن جميع القراء يتفقون معي على خطورة هذه المرحلة التاريخية من حياة المسلمين نتيجة الهوة التي احدثتها تصرفات بعض الجهلاء من ابنائه تجاه الآخرين، حيث اصبح ينظر إلى العمل الإسلامي بكثير من الريبة والحذر، ويصل الامر احياناً إلى حد الرفض لهذه الأنشطة، ولقد كان الشيخ العبودي الذي تشرف بخدمة الدعوة الإسلامية مبكرا ونجح في إقامة علاقات طيبة بين قادة العمل الإسلامي والمسئولين في المملكة، وكان وسيط خير يحمل الرأي السديد والدعم المادي من هذا البلد الكريم، واهتم كثيرا بإقامة علاقات طيبة مع الجميع، وهذا اتاح له مساحة واسعة للحركة تمكن من خلالها من نقل الدعم للكثير من المؤسسات الإسلامية في ارجاء العالم وكان محل الترحيب من الجميع ليس بسبب ما يحمله من دعم مادي ولكن بسبب سماحته التي اكتسبها من سعة علمه الشرعي وشمولية ثقافته.
وإذا كانت ظروف العمل الإسلامي اليوم قد تغيرت كثيراً فإننا بحاجة إلى جيل جديد من الدعاة الذي ينهجون نفس منهجه في التعامل مع الآخرين لكسب ودهم واحترامهم، ومواصلة التعريف برسالة الإسلام السمحة التي تتعرض للكثير من التهم الباطلة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved