الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th December,2003 العدد : 39

الأثنين 21 ,شوال 1424

نعم المربي
قالت العرب «كل فتاة بأبيها معجبة» ولكن إعجابي بوالدي ليس من هذا المنطلق فحسب بل لأن والدي متميز وفريد، استطاع أن يوفق بين عمله وهواياته ورعاية أسرته، وأبدع في كل منها.
فعلى الرغم من مشاغله وأسفاره كان قريباً منا يلاعبنا ويداعبنا ويقص علينا القصص وينادينا بأحب الاسماء إلينا عندما كنا صغاراً ويصحبنا للنزهة معظم أيام الاسبوع.
ومازال أمد الله في عمره لمزيد من العمل الصالح يداعب أبناءنا ويقص عليهم القصص، ومازال يرفض أن يبدأ في الأكل قبل أن نجتمع على المائدة منذ أن كنا صغاراً وحتى الآن في اجتماعات العائلة الاسبوعية فيسأل عن كل فرد باسمه حتى يتأكد من حضور الجميع.
وعلى الرغم من مداعبة والدي لنا إلا أنه لم يكن يدللنا بما يفسدنا بل كان مربياً حازماً ذا هيبة تكفينا النظرة منه لنتراجع عن خطئنا ولم يكن يتهاون ابداً في حق الجار او احترام الكبير.
ومن أساليبه في التربية تعويدنا على الاستقلال بالرأي، فلا يقبل منا رأياً محايداً عندما يخيرنا بين امرين، وعندما عرض علي الكتابة في الصحافة أيد ذلك بقوله «هي فرصة سانحة لتبدي رأيك فلا تفوتيها».
كان حفظه الله يوجهنا من خلال القدوة الصالحة في الصدق والأمانة ومراقبة الله وشكر النعم وبره بوالدته رحمها الله ورعايته لاخوته وصلة رحمه. وهو إنسان منظم مبادر يحسن استثمار الوقت فلا تراه الا قارئاً او كاتباً او مجالساً لأسرته او لضيوفه فهو مضياف كريم، كما انه متابع جيد للاخبار يتأثر بقضايا امته حتى يمرض او يكاد.
غرس فينا والدي حب العلم من خلال تشجيعنا على القراءة ومن خلال حثنا على التفوق وسعادته به، فمكتبة المنزل عامرة وهدايا النجاح غالباً ما تكون قصصاً وكتباً، وكثيراً ما كان يردد «من استطاع منكم ان يكمل دراسته العليا فلا يتردد «ولا أنسى سعادته الغامرة بعودة اختي الكبرى شريفة لإكمال دراستها العليا في الادب الانجليزي بعد أن كبر اولادها كذلك سعادته بدراسة ابنتي في كلية طب الأسنان حتى انه يناديها دكتورة إيمان في حين نحن والديها لا نفعل وكانت كلماته دافعاً لها على الاستمرار في الكلية رغم صعوبتها. وبالنسبة لي فقد كان حصولي على الدكتوراه حلماً حرصت على تحقيقه بعد ان غرسه في والدي منذ الطفولة، وكانت أجمل عبارة هنأني بها عندما انجبت ابنتي الصغرى قوله «جعلها الله فخراً لوالديها كما أنت فخر لوالديك».
حفظ الله والدي وجزاه عنا خير الجزاء فهو نعم المربي وحفظ الله والدتي نبع الحنان الذي لا ينضب وفيض العطاء الذي لا ينتظر مقابلاً، المشرفة المباشرة على تربيتنا والتي عايشت بمشاعرها جميع مراحل دراستنا وكانت نعم العون لوالدي فلولا ثقته بأننا في أيد امينة لما ارتاح باله ولما استطاع إنجاز ما أنجزه في خدمة الإسلام والمسلمين.


د.فاطمة بنت محمد العبودي

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved