طرائف الكتب القديمة ونوادرها
محمد بن عبدالله الحمدان
|
عشت مع الكتب والجرائد والمجلات والدوريات القديمة ردحاً من الزمن، عدة عقود قد تبلغ أربعة، وكان عمري في آخر العقد الثاني «وعليكم الحساب»، ومرت علي طرائف ونوادر وغرائب وعجائب، غلطتي أنني لم أسجل معظمها فمسحت من الذاكرة، والذي سجلت «وهو قليل» جعلته في وريقات لألقيه في محاضرة أو أمسية أو بحث، وحتى الآن لم يتيسر ذلك ربما لانشغالي، أو لانطوائي، أو لأني من الشخصيات البازرة عفواً أقصد البارزة التي تتلقفها النوادي والمؤسسات الثقافية، أستثني نادي الرياض الأدبي في عهده الجديد، وحيث أبدى الدكتور محمد الربيع رغبة في مشاركتي بأمسية أو محاضرة عن هذا الموضوع أو عن صحفنا القديمة منذ نشأتها عام 1343هـ أي قبل 80 عاماً حتى انتهاء عهد صحافة الأفراد آخر عام 1383هـ أي قبل 40 عاماً لمعايشتي لها واهتمامي بها، أو عن قصصي مع جمع الكتب والجرائد القديمة وبمناسبة العقد والعقود، هنا لغز لعل أحداً من القراء يتوصل لحله، وكنت عرضته على الشيخ حمد الجاسر رحمه الله .د. عبدالله الوهيبي، ويظهر أنهما أجابا بما لم يجزما به ولم أحتفظ به، واللغز هو ما جاء في آخر كتاب الثعالبي «يتيمة الدهر» الذي طبع في عهد السلطان عبدالحميد خان بن السلطان عبدالمجيد خان، في أربعة مجلدات، وجاء في آخره «كان الفراغ من طبعه في أواسط العقد الثاني من العقد التاسع من العقد الثالث من العقد الأول من العقد الرابع من العقد الثاني من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام».
أيها الإخوة أكتب هذه «السواليف» وأنا في صالة انتظار أحد المستشفيات عافاني الله وإياكم وجميع المسلمين والمسلمات، ومعي كتاب قديم، ساقط أوله وآخره، وجدته في مكتبتي أو في مكتبة قيس، وكتب عليه «كتاب قيم ومفيد جداً» لأرجع إليه إذا وضعت الحرب أوزارها أي إذا انتهيت من إعادة فهرسة المكتبة «العروس» وزفها للعريس.
وهأنذا بعد أن انتهى القسم الأول أتصفحه، وقد ألفيته فعلاً مفيداً ويتكلم عن الأعداد من واحد إلى عشرة، ويورد في كل رقم ما «أو بعض ما» ورد فيه من القرآن الكريم، والحديث الشريف، والشعر وغير ذلك، ثم فصل فيما زاد على العشرة، وفصل في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجاته، ثم موضوعات عدة، وفصل الإنصاف «بكسر الهمزة» بذكر شيء من الأنصاف «بفتحها» من القرآن والحديث وغير الحديث والشعر، كل شيء من ذلك وردت فيه كلمة «نصف».
ثم الوداع أبيات للمؤلف «غير المعروف لسقوط غلاف الكتاب» وأخيراً.. يورد المؤلف أبياتاً من بحور متنوعة في نظم «السلام عليكم» لكمال الدين الأدهمي 22 بيتاً.. مثل:
| نحييك مولانا الكريم فحيّنا | | وقل لسماح منك ينزل بحيّنا | | «سلام عليكم» سنة نبوية | | لميتنا فيها الثواب وحيّنا |
| وهذا يشبه كتاب «السطعة للسبعة» الذي تحدثت عنه في عدد ماضٍ من الجزيرة والذي طبع عام 1289 أي قبل مائة وخمسة وعشرين عاماً ولم يذكر فيه اسم مؤلفه. |
| | مكتبة قيس الرياض |
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
