الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th February,2004 العدد : 46

الأثنين 25 ,ذو الحجة 1424

ركود في الطلب وتراكض في الجدل
المكرم الأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافيةفي نظرة غير متأنية للمشهد الثقافي المتزامن مع حركة العولمة ومناحي الحداثة.. نلحظ ركوداً هادئاً في نوعية الطلب وتراكضاً لا رادة له في نوعية الجدل.. غير اجترار القديم في شكل جديد وانحسار المفهوم عن فكر ومدى تفاعله واستخدامه، وعن مضمون ومدى ارتباطه بالشخوص والحضور.فعلى سبيل المثال مصطلح (السيميائية) السيميولوجية أو بما يعرف بوصف النص الأدبي أو مدلول ذلك النص بإشارة أو تحديد وله في كتب التراث معنى آخر يناسب وقتذاك بما يحمل من تعميم وتخصيص، ويندرج في ضميمة ذلك معنى التفاعل النصي وهو ما يعرف (بالتناصية) وما يلحق بها من معانٍ تابعة لها كالميتانص والآرشمينص والهايبرنص.. إلخ بقسميها الكلي والجزئي.. وهي في الأعم الأغلب تعني كل ما يتعلق بالنص مع تفاعل صريح بأي وجه من الوجوه (الأوجه) المذكورة مع نصوص أخرى مع الحفاظ على شعرية النص وأهدافه ولعمري.. ان هذا موجود بلباس آخر يتسع ويضيق حسب عقلية المبدع أو المفكر وقتها كالنسخ والتضمين واختلاف الرأي حول نص واحد. وتمرير البلاغة بما لها من وجود على أي مفهوم قائم بذاته.. ومن اللافت في هذا الأمر اننا نأخذ هذه المسميات بما يناسب الذهنية الأكاديمية أو الذوقية الكتابية المتعصرنة أو المزج العام المتحضرن دونما معرفة بالمعطيات النهائية أو بما يسمى بالنتيجة الحتمية لأي من المفاهيم أو الآراء.. غير شحذ الهمة واستقبال الجديد وتخزين المعلومات وانتشرت هذه الأيام ظاهرة الثقافة الجدلية أو الاشكالات اللحظية دون الوصول إلى شيء مقنع يتم اثباته مجرد رؤية او تنظير حتى بما يوافق الاسم فانك تلحظ الحيرة و(الربمائية) في تعريف أو تعريب أي مصطلح كالاتجاهات اللسانية (الألسنية) (التشريحية، التفكيكية، البنيوية) حتى في مفهوم العولمة ذاتها وما تأخذها من أنماط ومسارات.. فهي وبتفاعلها مع ما تدل عليه لا نكاد نلمسه إلا في جانب النقد الذي يصر على تجريد النص وتحديث المعنى وترجيح الحدث.. ولم نشهد في محاور النقد الأدبي أينما اتخذت من الحروب الفكرية القديمة دوراً ممنهجاً تتمحور حوله تقييمات إبداعية تضمن نتيجة الخلاف وحصرها لتكون هناك نقطة ارتكاز تقوم على الدراسة والصبر والسبر نعبر منها إلى هذا الفناء الرحب المليء بالمشكلات والايديولوجيات تخدم وتصقل العقل وتزيد في مرانه النظري وتطلبه التطبيقي.. ومن العجيب الذي لا مفر منه ان الجدليات المستمرة تقع في النص ودلائله وكان الحال في صراع لمادة النص كصورة ودليل ومفهومه كمعنى يذهب إلى الكثير من الاتجاهات حسب ذوق من يريد المساس به.. يذكرنا بالحركة السريالية في كونها فوق الواقع وفوق الشعورية ينصب عليها خيال الراسم بما يحمل من سمات وما ترمز إليه اللوحة من مواءمة وتقريب لما هو محسوس في الحقيقة ويقع التجديد في ثقافة المسميات والوقائع وكل تبنى له ثقافة وأدباً.. وبين الفينة والأخرى تزخر الساحة الأدبية أو الأمزجة الثقافية بأطروحة جديدة وبتطلع مأمول يسهم في دفع عجلة التفكير إلى شيء مفيد.ولنا مع هذه المجلة العزيزة على النفس وقفة (ميتانصية) مثمرة في انها لم تعمد على اجلاء الغموض والخلاف الذي يقع بين المبدعين في معتركهم الثقافي والأدبي في زمانٍ مضى، كما حصل من رأي ورأي آخر بين طه حسين والعقاد أو مندور والأخير على مستوى محلي بين عبدالقدوس الأنصاري وحمد الجاسر أو المجال النقدي بين الشاعرين محمد حسن عواد وحمزة شحاتة لنفهم بالواسطة ما تعلمناه من هذه المجلة المثلى، كما نطالبها بإعادة الصفحة الغائبة وهي قراءة في العدد الماضي أو الفائت، تحت مسمى مداخلات، كما نرجو توحيد الصالونات الثقافية والأندية الأدبية وان اختلفت في الأزمنة والأمكنة فيكون هناك رأي متبنى ومعني من قبل تلك الدور العلمية والمناشط الثقافية.. والسلام.
+++++++++++++++++++++++
واصل عبدالله البوخضر الأحساءالجاسر
+++++++++++++++++++++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
وراقيات
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved