الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th February,2004 العدد : 46

الأثنين 25 ,ذو الحجة 1424

في كتابه الجديد ( حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية)
الغذامي: حاولت أن أسجل القصص والوقائع ولست موضوعياً في الموجة الثالثة...!

* الثقافية علي سعد القحطاني:
عن المركز الثقافي العربي صدر مؤخراً كتاب (حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية) للناقد المعروف الدكتور عبدالله بن حمد الغذامي وفيه سجل حكاية الحداثة التي رأى أنها لابد أن تكون حكاية غير عادية في مجتمع محافظ ويأتي هذا الكتاب لرصد قصة المواجهة بين الحداثة والمحافظة ، ولقد تتبع المؤلف تلك القصص والحكايات التي تحمل دلالات أكثر رمزية لمحاولة اكتشاف حركة النسق الثقافي.
التقت (المجلة الثقافية) بالدكتور الغذامي كشاهد عاش حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية) وراصد ومؤثر فيها وقال:
الكتاب هو محاولة لرصد قصة المواجهة بين الحداثة والمحافظة في مسيرة بلدنا منذ بداية التأسيس والوحدة ، ولقد تتبعت القصص والحكايات التي رأيت أنها ذات دلالة رمزية، بمعنى أنني أغفلت قصصاً كثيرة من التي ليست سوى أحداث تاريخية أخذت في المقابل ما يمكن أن يصبح دالاً رمزياً وهذا يعني أننا قد نجد حدثا كبيراً في شكله ، وفي ظاهر أمره ، ونجد في مقابله حكاية صغيرة ، ثم نكتشف أن الحكاية الصغيرة أكثر رمزية وأقوى دلالة من الحدث الذي بدأ كبيراً من حيث الظاهر وهذه مهمة ليست سهلة لأنك هنا تسعى إلى استكشاف حركة النسق الثقافي، ولقد وصلت إلى تقسيم مبدئي يقسم الحداثة في تاريخنا الثقافي إلى ثلاث مراحل هي:
1 الموجة الأولى: ورأيت أن رمزية تأسيس (الهجر) هي علامة ثقافية في التحول من القبيلة إلى الدولة ، ومن الخيمة إلى المدينة ، ويقابلها على الوجه الآخر كتاب (خواطر مصرحة) للعواد ؛ حيث كان خطابا في التجديد والإصلاح.
2 الموجة الثانية: وهي التي تمثلت في مجموعة من الشعراء المبدعين الذين حاولوا تغيير النسق الشعري، وبما أن الشعر ديوان العرب وهو مخزونهم الثقافي، فإن التغير في أنساقه سيكون تغيرا في الذهنية الثقافية عبر أهم علامتها وهو الشعر.
3 الموجة الثالثة: وهي موجة ( النظرية النقدية) وهي التي أحدثت تغيراً نوعياً حيث صار الوعي النظري والنقدي بوصفه خطابا فكريا ورؤية منهجية.
هذه المراحل الثلاث يجمع بينها في مسألة (حكاية الحداثة) أن ردود فعل كبيرة وقوية واجهتها فمواجهة العواد كانت عنيفة جداً ثم مواجهة شعراء الموجة الثانية كانت قوية ، وحدث مع الموجة الثالثة انفجار هائل ضد هذا الوعي الجديد في المنهجية النقدية حتى أن كتاب (الخطيئة والتفكير) قد واجه سيلاً من المعارضات بلغت إحصائياً مائتي مقالة ودراسة معه وضده ، إضافة إلى أربعة كتب كُتِبَت ضده إضافة إلى خطب وأشرطة وحملات.
القانون الثقافي هنا يشير إلى أن شدة المعارضة تعني وتكشف أن الطارئ قوي في تحديه للنسق واستفزازه له ، وكلما اشتدت المعارضة صار ذلك علامةً على قوة المحفز وشدة مفعوليته، لذا فإن الحكايات في هذا الكتاب ركزت على (ردود الأفعال) بوصفها علامات على تصرف الذهنية المحافظة من جهة، وبوصفها كاشفا عن مفعولية الحداثة.
لقد حاولت إذن أن أسجل القصص والوقائع كما صارت ؛ لأنها تمثل ذاكرة مهمة في تاريخ ثقافتنا، وان كنت في موقف الباحث الموضوعي حول الموجتين الأولى والثانية إلا أنني لا يمكن أن أكون موضوعيا في الموجة الثالثة ، وقد ذكرت ذلك في الكتاب لأنني طرف وشاهد وفاعل وفي الوقت ذاته ضحية لأحداث الموجة الثالثة ، خاصة الفترة ما بين 1405 هـ إلى 1410 هـ أي منذ سنة ظهور (النظرية النقدية) مع كتاب (الخطيئة والتفكير) والسنوات الخمس التي أعقبت.
طبعا هذا لا يعني أننا لم نصل إلى موجة رابعة، بل إنني قد أكدت في آخر الكتاب على أننا نشهد موجة رابعة أسمِّيها (موجة ما بعد الحداثة) ومن علامتها النقد الثقافي والحوارية والسردية ولغة البيانات وخطاب الإنترنت وهذه كلها علامات ثقافية مهمة لاشك أنها تحتاج إلى كتاب ثان يروي حكايتها أيضا.


«طالع ص 7ـ 9»

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
وراقيات
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved