الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th February,2004 العدد : 46

الأثنين 25 ,ذو الحجة 1424

خواطر مرسلة
من قديم أوراق الأديب الراحل عبدالله بن إبراهيم الجلهم رحمه الله
أعدها للنشر أ.د. عبدالكريم الأسعد
الرسالة الإعلامية

باسم الله وبفضله العظيم، نبارك بعض وسائل الاعلام ومواطن التوجيه والارشاد؛ تلك التي تصافح أبصارنا وتلامس مشاعرنا وأسماعنا كل عشية وضحاها وهي كما يجب أرحب صدى وأندى لساناً وأوفر صدقا وايماناً لتواكب بخطوها الحثيث مسيرة النمو الفردي والاجتماعي والعقلي والفكري، ولتسمع ذوي الألباب والبصائر أينما حلوا وكانوا رسالة المصلحين والدعاة الى الخير والنماء والاصلاح العام في شتى المواقع والرحاب.وهي كما يُرجى ويراد أن تلتزم به الصحافة الأمينة والنزيهة لاسيما الجانب الأخلاقي والاجتماعي منها أمانة محمولة ورسالة شاقة شريفة، ونبراس مضيئ للحياة العامة والخاصة، وهي برسالتها ترجمة للعواطف والخواطر، وصوت رفيع للفطن والرغائب الواعية..والرسالة الاعلامية كما يفترض فيها يجب أن تعبر وأن تُعنى بجوانب مهمة من جوانب الحياة التربوية والاجتماعية والاقتصادية وسواها من شؤون الأمة ومصالحها ليصل نداؤها وولاؤها الى كل منزل وشارع والى كل مرفق ومسؤول لأن الاعلام الصادق والصالح له دور ودخل في كل ما يمس الحياة والانسانية ويصلحها ويؤدي حقوقها كما أن له دوراً قيادياً في تأهيل الطاقات البشرية المهملة والمقعدة هنا وهناك تنتظر من يوجهها ويسد نقصها ويهديها سواء السبيل. والإعلام المشروع والمسموع .. يجب عليه ليصلح ويُفلح أن يقوم باشراك ذوي الفكر والدعوة والاصلاح في مسيرته الوعرة والشاقة فيقدم للمتطلعين والمهتمين «البائسين» انتاج الباحثين وآراء المفكرين والمصلحين التي ترسلها خواطرهم وأذهانهم وتسجلها أقلامهم ومواهبهم إسهاماً مخلصاً منهم لأمتهم ووفاء ونماء لآمالها وتطلعاتها الحياتية.. لأنه لم يكن هناك من وسيلة مؤثرة ومباشرة تنجذب اليها البصائر والأبصار مثلما تفعل منابر الاعلام ووسائل التوجيه والارشاد المعاصرة ولكن إذا توفر فيها ولها الصدق والأمانة والمنهج الاصلاحي المستقيم.. لذلك كان من الجدير بها والمحقق لرسالتها.. ومن حق الأمة عليها وهي تتقلب بين تيارات عارمة من الدعاية الزائفة والزائغة ومن الأقوال السامة والأباطيل الضالة أن تنير لها الطريق وأن تجلو لها الغمة، وأن تقدم لها الدواء الواقي لصد ما يحيط بها من أوبئة وأوهام وتضليل؛ لتصبح بعناية الله في مأمن من الفتن والانحرافات ومهاوي الزّلل والهوان..وغير بعيد ولا عزيز؛ أن تعيد الأمةُ البائسةُ الآن التاريخ لنفسها بعد أن أسهمت قروناً طويلة في صناعة حضارته بعدالة ونزاهة واخلاص فتمسك من جديد بيد قوية من الصلاح والاصلاح والعطاء وبمشعل هاد من البذل والإخاء.. وذلك بواسطة إعلامها الصادق الأمين لتدفع بالقافلة البشرية اللاهثة الى شاطئ الأمان ومرسى السلام والاستقرار فلن ينفع هذه الأمة ذات الأمجاد السالفة ماضٍ تتغنى فيه ولا ذكر وذكريات تجترها حناجرها؛ إذا لم يحصل منها منطلقاً الى الخير الواسع والايثار الشامل والعطاء الجزيل. وشريعة هذه الأمة بما تحمله من صفاء ونقاء ومن توجيه وإعلام تريد أن يكون مجتمعها المنتمي اليها خير المجتمعات وأسعدها، يمنح الخيرات والاصلاحات للبشر أجمعين، ويقدم العطاء والبر للمحتاجين، ويبلُّ الصدى لمن استبدّ به الظمأ وخابت عنه ملامحُ الساقين والمرشدين.. وهي الشريعة المصلحة المختارة من لدن حكيم خبير؛ لتوجه الناس بسماحتها وهداها كيف يعيشون مع أنفسهم ومع عباد الله الآخرين.. وليكوِّنوا مجتمعاً مترابطاً متكافلاً معافى في فكره وجسمه وسلوكه يحمل ميزانا وقسطاساً مستقيماً ينظِّمون به شؤون الحياة كلها بالصدق والمحبة ونقاء الضمير والتدبير.. ولتستشعر وسائل الإعلام رسالتها وقيمها وبصدقٍ وأمانةٍ لا خشية ولا مجاملة فيها لتصبح محلاً للتقدير وموئِلاً للتكريم والقبول
+++++++++++++++++++++++
.عبدالله ابراهيم الجلهمالرياض عنيزة 3/3/1377ه
+++++++++++++++++++++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
وراقيات
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved