الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th May,2005 العدد : 106

الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1426

بعد أن
بعد أن رفلت الرواية ببهجتها
عبد الحفيظ الشمري

الرواية قامت على أنقاض وحطام الشعر.. هكذا تأتي المقولات، وتعود محملة بوافر التشكيك في المرحلة، وخذلان المقولة لمَن يريد أن يبني عليها واقعاً فعلياً، ويؤسس رأياً تنويرياً يخدم المرحلة الحالية لمشروع الرواية، ويمد في أمد نضجها، وروعة نشوتها، وانطلاقها نحو آفاق أرحب.
فبعد أن أضحت الرواية فن الممكن الآن، واستوقفت القارئ عند نقاط متميزة في صلب العلاقة بينهما رغم محاولات النقد تغييب الصورة الحقيقية للفن السردي، ليس لأنه يمتلك القدرة على التأثير، إنما هي محاولة للاسترخاء والتظاهر بعدم الاهتمام بما حققت الرواية لدينا، نجدها الآن وقد أضحت مجرد فرضيات على نحو ما يقوله الروائي الدكتور تركي الحمد حينما يضع نصب عينيه فرضية عدم المبالاة من قِبل النقد والنقاد؛ إذ يجمع آخرون حول المبدع (الحمد) على أن هذه الرؤية سليمة، وبها من الموضوعية ما يجعلنا بحاجة إلى تمحيص وبحث يستقصي أسبابها، فعدم الاهتمام بالرواية جعل الأمر محيراً، بل ويشكك في قدرات نقاد من أمثال د. جابر عصفور، ويمني العيد، وعز الدين إسماعيل، وعالي القرشي، وعبد العزيز السبيل.
الرواية كما يبدو لكتَّابها تسير في الاتجاه الصحيح رغم صمت النقد، ولكتَّابها مشاربهم واتجاهاتهم، فهي مزيج من الحكاية واللغة والأحداث الاجتماعية التي تحتاج إلى جرأة أكثر وثقة أكبر لتحدث لنفسها مناخاً رحباً تستطيع أن تنمو فيه تجارب أخرى.
فمنذ تجارب الرعيل الروائي الأول، مروراً بمنعطف التحديث الروائي على يدي الدكتور غازي القصيبي وتركي الحمد ورجاء عالم، وصولاً إلى تجارب الجيل الجديد من كتَّابها تظل الرؤية بحاجة إلى دعم؛ لأن ما يقدِّمه الروائيون الآن هو فرصة مناسبة لتقديم ما هو أفضل.
فبعد أن سارت الرواية إلى مجدها المأمول، واستشعر كتَّابها حقيقة أن يقوموا بأدوارهم كاملة غير منقوصة، ها هي تتجاوز كل محاولات النيل منها والتقليل من شأنها على نحو ما نسمعه دائماً من جدل حول: أهي سيرة أم رواية؟! أو أهي حكاية شخصية أو عامة؟! وما إلى ذلك من نقاش لا يقدِّم أو يؤخِّر في هذا الجانب.
الرواية إن تجاهلت هذه المعوقات وتغلبت عليها ستكون نقلة حضارية نوعية يُشار إليها بالإعجاب من قِبل القارئ الذي لا يفضِّل غالباً ألاعيب النقاد ومراوغات المدَّعين للمسؤولية عما يُكتب، فمجد الرواية الآن سيكون أكثر شموخاً إن هي ارتكزت على الحقيقة، واحترمت ذوق القارئ.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved