الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th May,2005 العدد : 106

الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1426

السريع: المسرح حقق الكثير في تصديه لقضايا المجتمع ومشكلاته
* الثقافية عمان عبدالله القاق:
قال امين عام مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري عبدالعزيز محمد السريع ان المسرح حقق الكثير في تصديه لقضايا المجتمع ومقاربته مختلف المشكلات.
وقد عالج ذلك بجرأة وشجاعة لانه اتصال مباشر بين المبدع والمتلقي مضيفا خلال محاضرته التي القاها مساء امس في منتدى عبدالحميد شومان (يكشف المسرح للناس عيوبهم وينبههم لاخطائهم ويضحكهم على انفسهم، ويصدمهم في كثير من الاحيان عندما يعرض لهم بعضا من مواضع زهوهم ويظهر لهم كم هي سخيفة ومضحكة ولا تملك منطقا سليما).
وبين السريع ان (كتاب المسرح الكبار رصدوا حياة مجتمعاتهم ونظروا فيها واستلهموها وقدموا فوائد رفعتهم الى القمة ومتعت اجيالا من مرتادي دور العرض المسرحي).
مضيفا ان (الكشف عما يعتمل في النفس البشرية حين وضعها على المحك في مواجهة المحن والمواقف الصعبة وفي مواجهة الذات والعجز والقهر والتسلط.. بل في مواجهة الضعف البشري والقسوة والحب والحقد او كل ما يمكن لك ان تتخيله من مشاهد تراها ولا تراها تعيشها ولا تعينها، انك وانت تشاهد العرض المسرحي تلاقي احيانا انك قد مررت بهذا الظرف او ذاك، وان هذا المشهد قد لمس شغاف قلبك، لان لك خبرة مماثلة.. انه المسرح العظيم.. المسرح الحي.. مسرح الحياة.. وحياة المسرح).
ويشير السريع الى قول د. احمد النادي عن الكاتب الايرلندي العظيم شون اوكيسي.. (يهتم اوكيسي بالحياة كما يراها من حوله، كان يمزج الكوميديا بالتراجيديا، وقد يعترض بعض النقاد على ذلك، لكن اوكيسي يرى ان الدراما ان هي الا انعكاس لما يجري في الحياة، ويجب الا تركز على عاطفة واحدة منعزلة عن غيرها، يجب ان تقدم للعين والاذن ذلك التوازن وذلك التوتر بين الأمزجة والعواطف المتنازعة المتصارعة.. ومسرحيات اوكيسي تقوم على مبدأ ان عالم المسرح عالم قائم بذاته، ويجب الا تقتصر الدراما على ما يمكن عرضه فقط، فإن ما لا يمكن عرضه هو الآخر حقيقي، وعلى الدراما ان تستغل كل امكانات المسرح وخيال الكاتب المسرحي لتساعد المتفرج على ان يفهم في المسرح ما يهمله او لا يستطيع رؤيته في الشارع).
مبينا ان اوكيسي لم يؤمن بعبادة البطولة ولا بالوطنية المتشدقة وكان يشعر بأن سفك الدماء لم يكن له ما يبرره حتى من اجل قضية كبرى مثل الاستقلال.
لقد بلغ بأوكيسي الحد الى ان يتساءل عما اذا كانت التضحية من اجل القضية امرا مقبولا وما اذا كان البؤس الذي تعانيه الأم لا يجعل هذه القضية جوفاء وبشعة ونضرب مثلا من جونو والطاوس فحين قتل القناصة ابن المسزتانكرد..تقول لها جارتها:
انها رحلة حزينة.. ولكن الله كريم ولن يخذل الجمهوريين..فتجيبها الأم الثكلى: ما فائدة ذلك لي الآن سواء انتصروا او انهزموا؟ فهذا لن يعيد ابني من القبر. ويشير السريع الى ان المسرح المتقدم والجريء والقوي يشارك بشكل فعال في التقدم الاجتماعي وفي صيانة الحريات وانه يواجه اعداء التقدم اولئك الذين يخنقون المجتمع ويصادرون الحرية باسم التقاليد والعادات وباسم الفهم الرديء للنصوص التراثية.. يضاف الى ذلك مقولات الاسلاف وكأنها مقدسات غير قابلة للنقاش.. يقول محمود امين العالم:
(ازدهار المجتمع هو تعبير عن حيوية حركة التاريخ في المجتمع، عن حيوية اللقاء الانساني فيه.. ان المسرحية بمختلف اشكالها انتقاد خلاق للحياة.. وتجاوز متصل لوقائعها المتشبثة بالاستقرار المميت والتوازن الجبان والتكيف الخائر.. وعندما نتحدث عن ازدهار المسرح.. فإنما نعني ازدهار هذا اللقاء الانساني.. لقاء الوعي واليقظة والمحاكمة والمحاسبة والانتقاد والتنوير والاهابة بالفعل الخلاق الجسور)، موضحا ان (المسرح وليد المجتمع يأخذ منه ليعطيه.. وقد خدم المسرح مجتمعه وناقش قضاياه على اختلافها، وقدم له المتعة والتسلية ونبهه الى كثير مما يخفى عليه في خضم انشغالات الناس بهموم الحياة ومتعها الصغيرة.. ان سلسلة من الكتاب العظام والمخرجين والممثلين وصناع المسرح، قد شاركوا السياسيين والثوار دعم التقدم الاجتماعي ورفده بالافكار الجريئة الطموحة.. كشفوا الانتهازية والاحتكار والتسلط والفساد بكل انوعه). مؤكدا أنه النقد الاكثر ايلاما ووجعا لانه لا يتخذ من الخطاب المباشر وسيلة له ولا الشعار الفج.. انه يكشف الظلم الاجتماعي والقسوة بالاسلوب الاكثر تأثيرا حيث المشاهد التي تتصارع فيها العواطف والافكار والقيم والمعتقدات والاشخاص بتنوع ثقافاتهم ومنطلقاتهم.
وقال السريع: (بين الحاضرين نسبة كبيرة من الذين يعرفون ونستون تشرشل السياسي البريطاني الاشهر في الحرب العالمية الثانية وكذلك نسبة منكم تعرف توينبي ورسل وديكنز ...الخ من هذه الاسماء اللامعة وغيرهم في شتى المجالات، كل هؤلاء يحققون نسبة طيبة من الشهرة لدى الجالسين بعضكم يعرف هذا والبعض يعرف ذاك، لكنني أزعم أنكم جميعا تعرفون وليم شكسبير، حتى الذين لم يقرأوا له شيئا يعرفونه لأنه اب كبير من آباء اللغة الانجليزية وعظيم من عظماء المسرح والشعر بمستوى الدنيا كلها).
مضيفا (لقد اتاحت لي الظروف ان اشهد عرضا عام 1989 لمسرحية غنائية مدهشة من انتاج فرنسي الماني مشترك لموضوع روميو وجولييت.. ليست مسرحية شكسبير بذاتها لكن الاسم اصبح موضوعا بذاته او دالا عليه وكان العرض الناطق باللغتين الفرنسية والالمانية يشير الى الحب بوصفه ثورة على التزمت والسلفية والتخلف او العادات والتقاليد والمسرح منذ ذلك الوقت وقبله يعيش في المجتمع ويعمل على تنويره وتغييره وتقدمه.. انه يزلزل الاركان ويهز المسلمات ويناقشها ويواجه جمهوره بشجاعة مطلوبة، وبدونها يكون مسرحا للتسلية فقط).
ويلفت السريع الى ان ارثر ميلر الذي ودعنا قبل شهر تقريبا.. يقول على لسان السمسار اليهودي المتقاعد في منلوج مؤثر في مسرحية (الثمن):
لو اغلقنا الاسواق لمدة ستة أشهر لحدثت ثورة وتغير كل شيء لكنه الاستهلاك المقيت.. هل هذا كلام سياسة ام كلام الناس؟
انه لأمر ملتبس.. واقول: إنه لا توجد كتابة بريئة.. ويختتم السريع بالقول: (لقد عالج المسرح اهم قضايا المجتمع: الفساد.. والعادات والتقاليد البالية، الخرافات، الانحراف، الادمان، المرأة ومشكلاتها، الجريمة وقدم للمجتمع المتعة البصرية والسمعية وخلق له فضاء للتنفس الصحي).
يذكر ان عبدالعزيز محمد السريع حاصل على ليسانس لغة عربية من جامعة الكويت، يشغل حاليا امين عام مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري منذ عام 1991، له العديد من المؤلفات في المسرح، واسهامات في القصة القصيرة والمسرح المدرسي في دول الخليج العربية، اضافة الى عدد من التمثيليات والمسلسلات للتلفزيون والاذاعة، كما تولى اعداد وتقديم مجموعة من البرامج الادبية والثقافية للتلفزيون والاذاعة، كرم عام 1995 في مهرجان ايام قرطاج المسرحية (الدورة السابعة) وكان قد كرم في (الدورة الخامسة) لذات المهرجان، حصل على وسام الاستحقاق الثقافي من الطبقة الثانية من رئيس جمهورية تونس اكتوبر 1995، احتفاء بمرور عشر سنوات على توليه الامانة العامة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري اصدرت المؤسسة عنه كتاب (تكريم وتحية)، كتبه عدد كبير من الزملاء والباحثين والاكاديميين، وصدر عام 2002، حصل على ميدالية التكريم الكبرى من المهرجان المسرحي لدول مجلس التعاون ابو ظبي 2003، له العديد من المشاركات في مؤتمرات وندوات ولجان، نوقشت اعماله وانجازاته في العديد من الكتب، عدا كمية كبيرة جدا من المقالات والدراسات المنشورة في عدد من الصحف والدوريات العربية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved