صدى لون
معارض في وجوه الخير!!
محمد الخربوش
|
تشهد الساحة التشكيلية المحلية زخماً هائلاً من المعارض التشكيلية المختلفة، منها ما هو جماعي ومنها ما هو شخصي وخلاف ذلك. وهذا بلا شك مؤشر إيجابي ونتاج طبيعي لتنامي وازدهار حركة العرض، وبالتالي أصبحنا لا نستطيع متابعة ما يعرض سواء هنا في الرياض العاصمة أو في مدينة الجمال (جدة) أو في الشرقية أو غيرها من مناطق ومحافظات هذا الوطن المعطاء.
ما يشد المتابع لهذا المسار الإبداعي هو المعارض الجماعية أو الشخصية أو خلافها والتي تخصص جزءاً من ريعها ومبيعاتها لصالح الجمعيات الخيرية أو جمعيات المعوقين أو دور الأيتام أو خلاف ذلك من دور الرعاية الاجتماعية والخدمات الإنسانية، والتي هي فعلاً بأمسِّ الحاجة إلى الدعم والمؤازرة من كافة أطياف المجتمع.. هذا المسار الإنساني الإيجابي هو بلا شك يسجل للفنان التشكيلي نفسه والذي ومن خلال إمكانياته ومقدرته يساهم في تقديم ما يستطيع لمثل هذه الفئات المحتاجة، وبالتالي فإن هذا الفنان أثبت بهذا العطاء وهذه المبادرة أنه عنصر فعّال في مجتمعه وبيئته المحيطة، وهو حينما يتنازل بمحض إرادته وبنفسه الرضيّة عن جزء من مبيعات أعماله الفنية لصالح تلك الفئات فإنه يقدم أنموذجاً أمثل للمواطن الصالح الذي يتلمس هموم وطنه وأمته ومواطنيه ويتفاعل معها على الرغم من أن غالبية التشكيليين وهذه حقيقة هم بحاجة إلى المال الذي هو عصب الحياة ووقودهم الأهم في تقديم ما لديهم من عطاءات إبداعية راقية.. إلا أن ما يحز في النفس وبكل أسف أيضاً هو تدني نسبة المبيعات ومحدودية الاقتناء في مثل هذه المعارض التي يغلب عليها الطابع الإنساني، وبالتالي فإن الخاسر الأكبر في هذه المعادلة الإنسانية هم فلذات الأكباد من الذين قدر الله سبحانه وتعالى عليهم هذا الوضع الذي يتطلب الدعم والرعاية المستمرة.
وكان من الواجب علينا جميعاً كل وفق إمكاناته وقدراته أن نبادر إلى المساهمة ولو بالجزء اليسير لتقديم الكثير، وإن كان العتب الأكبر موجه للأحبة في الشركات والمؤسسات الكبيرة ورجال المال والأعمال الذين أنعم الله عليهم.. أقول كان من الواجب عليهم أن يساهموا في هذا الجانب الإنساني المهم، وأن يبادروا إلى تبني مثل هذه المعارض ورعايتها ودعمها والاقتناء منها أيضاً لينالوا رضاء الله وينالوا الأجر والثواب منه سبحانه وتعالى، ويساهموا أيضاً في دعم الفنان التشكيلي المحلي بالاقتناء من أعماله بدلا من هذه الهرولة خلف كل ما هو مستورد من أعمال تفتقر إلى الأصالة والتشويق؛ لأن الغالبية العظمى من الفنانين التشكيليين لا يبالغون في أسعار لوحاتهم بل يقدمونها بأسعار معقولة جداً؛ مساهمة منهم في دفع المتلقي إلى الاقتناء والمبادرة إلى تبني مثل هذه المعارض الإنسانية الهادفة.
أملي أن نبادر معاً إلى رعاية ودعم هذه المعارض الخيّرة التي تهدف إلى زرع البسمة في وجوه تلك الفئة الغالية من أبناء هذا الوطن الكبير.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
