الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th May,2005 العدد : 106

الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1426

وهم الحداثة بين الإبداع ومقولات النقاد
الحمد: مفهوم قديم يتشبث به النقاد
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
حينما يكتب النقاد والمؤرخون مراحل الإبداع يتوقفون كثيرا عن قصد أو غير قصد أمام إشكالية الحداثة التي منيت بنكسة عنيفة في أدب العالم العربي، ولم يعد الأدب لدينا هو المعيار الحقيقي للنجاح أو الفشل في التجارب الإبداعية إنما أصبحت ثقافته وهويته هي المحرك الرئيس في تكوينه الفكري في الذاكرة.
(الحداثة) حينما تزاوجت مع الإبداع من خلال القصيدة الحديثة شكلت صدمة لدى المتلقي فأصبح يتناول النص وكأنه وحدة معرفية مزدوجة بين الفكر والإبداع ليتكرس هذا المفهوم في بناء العمل الشعري، فيما انسحب على الفنون الأخرى من رواية وقصة ولوحة تشكيلية.
يرجع الأديب الروائي الدكتور تركي الحمد هذه الإشكالية إلى أن (الحداثة) مفهوم قديم طرقه الغرب منذ عقود ونجحوا في تحييده فيما ظل العديد من الكتاب والنقاد حسب رأيه يتناولون هذه المسألة وكأنها حداثة في مفهومها النسقي والتاريخي أي أنها تحول عابث في صياغة المنجز القديم كما ينظر إليه بعض (نقاد الضد).. هؤلاء الذين يقيمون مناحة الخوف من الحداثة التي انتهت منذ عقود.
الروائي الحمد يخلص في رؤيته من خلال حوار ستنشره (المجلة الثقافية) إلى أن النقاد هم أسباب وهم الحداثة، إذ ظلوا فيما يرى في مفترق طرق بين الأصالة والماضي حتى أصيبوا في هذه التناقضات العنتة حول مفهوم الحداثة الإبداعية، وتكوينها المعرفي والأدبي.
يشير (الحمد) إلى أن التناقض في مفهوم الحداثة الأدبية انسحب على الفن الأدبي ولا سيما الروائي حيث قامت التنظيرات في هذا الجانب على كيفية كتابة الرواية وهل هي سيرة ذاتية، أم سيرة فكرية أم حكايات وهمية.
فرغم إيحاءات الروائي الحمد تبقى مساحة الإبداع سيدة الموقف، ولن تثني جهود المبدعين وهذا ما نراه في تجربته مع جيل لا بأس به من كتاب العمل الروائي الجديد.
وتبقى في هذا السياق أهمية القراءة لما يقدمه الكاتب، وما يقدمه الناقد حول هذه المرحلة من تحول الخطاب الأدبي نحو استلهام معضلة المستقبل لكي يتخلص من عقد الماضي، فالقراءة الصرفة هي الفرصة المناسبة لتقديم رؤية قوية وصادقة عن الإبداع القائم الآن.
فكلما ابتعدنا عن النظريات، وتطبيقاتها في المجال الإبداعي كلما أضحى المنجز في مأمن من الضبابية والاجتهاد الفردي.. ويبقى على النقاد من أمثال الدكتور عبدالعزيز السبيل، والدكتور سعد البازعي والدكتور سلطان القحطاني، ومحمد العباس وعبدالله السفر وآخرين.. يبقى عليهم تقديم رؤية أعمق مما يتصورون أنهم مطالبون فقط بالكتابة عن الروايات الصادرة إنما عن ماهية ما تنجزه المرحلة وتفكيك اللبس الذي اعتراه مما قد يسبب تداخل الأجناس بعضها ببعض.
الروائي تركي الحمد ينظر إلى هؤلاء النقاد بصراحة ويقين بأنهم سبب قوي في عدم إيصال إبداع المرحلة الحالية وهي رؤية تحتاج إلى استقصاء وتأمل لنرى ما هي عليه حالة النقد والإبداع معا إذ لا يجد القارئ أي تطابق بين مقولات النقاد وما ينتجه المبدع الحمد وآخرون معه في هذا المجال.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved