الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 16th June,2003 العدد : 16

الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

نص
أيّ أوهامكِ.. الطعنة..
غادة المديهش

كان هاجسي دوماً أن أكتب عنكِ..
لا لأزيدك فخراً..
بل.. لأفاخر بك.. !..
وأُجهِضَ الهاجس الحلم ..
ووجدت نفسي بعد أميالٍ من دروبٍ معشوشبةٍ بالطهر كما أعرف.. وبالزيف والجراح كما تتوهّمين..
أكتب.. !!!..
لكن.. ليس عنكِ ولا فيك..
أكتب يا صاحبتي إليكِ.. ولا شيء أقسى على القلب من أن تتصرّم أحلامه في لحظة..!..
ويصبح القلم وسيطاً.. بعد أن كان شاهدا.. !!!..
مباغتة
لو تعلمين..
طعنتك استقرّت في الصميم..
أتحسس بكفّي الجرح الغائر.. فينساب الدم من بين أصابعي ناضحاً تفوح منه رائحة.. هزيمة.. !..
هزيمة لا تشبه تراجع الجحافل في معركةٍ فاصلة..
ولا التعثُّر في مضمار الجري على مشارف النهاية..
تشبه فقط.
أن تسير بمحاذاة النهر ممسكاً بيد حميمة لتجد نفسك فجأة..
في النهر..!!..
وتكتشف أن اليد التي احتضنت دفء كفّك منذ برهة.. هي ذاتها اليد التي دفعتك .. !!!!
تقتحم رفيقة حانية حزني.. فأفرش كفّي المخضّبة بدماء فجيعتي بك
لتوجز لها تفاصيل المرارة..
يصفعني تعليقها..
"لا أثر للدماء.. !!.."
أعرّي الطعنة أمامها فتُقسم لي.. "ولا جر وح..!.."
أتهاوى على أطلال ذهولها وحيرتي..
كيف أثبت لها أنّي أنزف..!؟!!
أتناول أوراقاً قريبة وأرمي ثقل كفّي على بياضها..
أرفعها..
فتظهر أبعاد أصابعي مطبوعةً بلون الدم..
تحوقل رفيقتي..
وأتيقّن..
لا شيء يلوّن شفافية أحزاني كبياض الورق..!!..
انحياز
علّمتني أمّي.. "لا تبالغي في تفادي الطعنات.. فبعض السهام لا تخطئ..!..
التميّز أن تبدعي في ردم جرحك بعد كلّ نزف..!!!.."
وعلّمني شغب المسعودي..
"لا تحزن على عمرٍ طويل صنعت به صديقا..
اشطب..!..
الشطب نظافة.."
وعلّمتني الحياة ألا أتألم لجرح خذلانٍ دمه فاسد.. في اكتشافه صحوة وفي نزفه صحّة..!!..
لكنّي معكِ..
بالغت..!..
وحزنت..!..
وتألمت..!..
ربّما.. لأن دروسهم أقسى من أن تستوعبها حالة مثلي
وربّما..
لأنكِ كنتِ في مملكتي أكبر من كلّ الدروس..!!!..
هدنة
يا من تعاتبني على العطاء كما لو تعاقبني على تقصير..
لم أتيقّن بعد ما إذا كنت حقّاً.. جارحة..!.. لأنّي لا أضرب اليد التي تصافح اهتمامي بمطارق من حديد..!!..
وساذجة..
لأنّي لا أنغّص لحظاتي في استراق النظر الى ما وراء الأقنعة..!.
ومراوغة..
لأنّي أشاطر من يتوّجني عرش احتفائه بصدقٍ.. فيض نبضي..!..
أثق فقط..
أنّي لست أنتِ ولا تلك..
ربما "الأسوأ"..!!!..
لكنّي لا أشبه إلا نفسي..
لنتفق إذاً قبل أن تتّسع ثقوب الذاكرة..
أنّ لصاحبتكِ الجارحة.. الساذجة.. المراوغة.. قلباً خصباً لا يجيد لفظ بذرةٍ نامية ولا تخمين السوء في الملامح الطيّبة.
لكنّه ماهر..
وماهر جداً في اقتلاع الغراس مهما تجذّر حين لا يبقى من حصاده غير الشوك..!!..
هشاشة
تحذرينني ممّن تظنّينهم خلف انكسارنا.. وليتك تدركين أنّهم لو جابهوا فيك صلابة جبلٍ وإعراض واثق.. ما تزعزع لحديثهم منكِ ركن..
لكنّهم إن صدق ظنّكِ اختاروا الأسهل..!!.
طعنوني بكِ.. وما طعنوكِ بي..
فكلّهم يعلم..
من حاول منهم.. ومن لم يحاول..
ومن لن يحاول..
أنّي لا أحكّم فيكِ أقوالهم.. ولا أوكل الأحبة لتوافه الحديث وتخرّصات المتناقلين..!!!..
عزوف
يحدّث أن يتنصّل شاعر من إيلام تجربته بشموخ..
يحدث أن يتنازل بهدوءٍ عن ملامح حبيبه ويترك للكلمات مهمة بلورة نهايتها..
"ما أنتِ في دنياي.. إلاّ قصّةً..
بدأت بقلبي..
وانتهت بلساني..!!..
وشدوتها للنّاس لحناً خالداً..
يكفيكِ أنّكِ كنتِ من ألحاني..!."
يحدث هذا مع الكثير..
أمَّا أنا التي تتواطأ مشاعري مع الرفاق ضدّي.. فأحترق لأعرف..!!..
كم يلزمني من غطرسة الشعراء..
ومن تحجّر الحسّ..
ومن غرور فاروق جويدة..!..
لأتعامل مع هزائمي بمثل هذا الجموح..!!!!..
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved