الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th August,2004 العدد : 72

الأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

قراءة في لامية العَرب وَحَيَاة قائلها
عبدالله حسن الزرقي

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فضل لامية العرب قصيدة تتكون من نحو 69 بيتاً للشنفري أحد شعراء العرب قبل الإسلام المشهورين قال عمر في فضلها: علموا أولادكم لامية العرب فإنها تعلم على مكارم الأخلاق أو كما قال رضي الله عنه والواقع أن قول عمر أعلى قدرها وشأنها ولعل من ذلك اقترانها بمسمى العرب وهذه القصيدة جديرة بقراءتها ومطالعتها ولكن المساحة لن تسعفنا في قراءتها كلها لهذا فسوف نقتصر على عددٍ من أبياتها ذات الأهمية......
ولامية العرب تحتوي على مائدةٍ أدبيةٍ منوعة تستوجب منا حقيقة أن تكون وليمة أو عزيمة ندعو أبناءنا لها ومن أدبيات اللامية حتى في تناول الطعام قوله:
وإن مدت الأيدي إلى الزَّاد لَمْ أكن
بأَعجلهم إذْ أجشع القوم أعجلُ
وفي الاستقلال بالرأي يقول:
ولاجُبّاءٍ أكهى مُربّ بعرسه
يطالعها في شأنه كيف يفعل
والمعنى لست بالجبان الضعيف الملازم لزوجته يطلعها على أمره ويأخذ رأيها فيه.
وفي الصبر أورد في لاميته:
شكا وشكتِ ثم ارعوى بعد وارعوت
وللصَّبر ان لم ينفع الشكو أجمل
وفي شظف العيش والتقشف:
ما يجعله يتوسد التراب وذلك في قوله
وأعدل منحوضاً كأَنَّ فصوصه
كعابٍ دحاها لاعبٌ فهي مثل
المعنى: يسوي لرأسه مخدةً من الرمل
وفي القناعة قوله:
فلا جزع من خلةٍ متكشفٍ
ولا مرحٍ تحت الغنى اتخيل
والشنفري كان يجوب جزيرة العرب ويحضر اسواقها وبالأخص سوق حُباشة أورد ذلك إبراهيم بن أحمد الحسيل في كتابه غامد وزهران وانتشار الأزدفي البلدان وكان الشنفري يألف حياة (البادية) وقد أورد عدداً من الأبيات في اللامية يصف فيها العديد من الحيوانات المفترسة كالذئب والضبع الخ أما عن الوعول (الأروى) فقد التقى بها الشنفري في رؤوس الجبال وذلك في قوله من هذه اللامية.
ترود الأَراوي الضخم حولي كأَنها
عذارى عليهم الملاء المذيل
ويركدن بالآصال حولي كأنني
من العصم أد في ينتحي الكيح أَعقل
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved