الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th August,2004 العدد : 72

الأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

شفة الهوى !
كان (محمد) من أقرب الناس مودة لقلبي وأشدهم لحمة به، ولم تكن كفي تفارق كفه، ولا بسمته المنيرة تعرُب عني، إذ كان جاري في الفصل الدراسيّ، غير أن إتمامنا المرحلة الثانوية باعد ما بيننا، فانثالت الأحاسيس فقالت:
أبكي على الأمسِ القريب الذاهب
وأسيرُ والأيامُ تدفع قاربي
أبكي وما يغني البكاء؟! وكيف لي
أن أستردّ مواقفي وتجاربي؟!
ولقد تبادرت الدموعُ أيا أخي
حزَناً على ألا تكون بجانبي!
فكأنّ دمعاتِ المحاجر جرّأتْ
أخَواتها فجرينَ فوق ترائبي!
كنا كصِنوي نخلة في روضةٍ
غناءَ تُسقى بالغمام الذائب
دهراً ولكنّ الرياح جرتْ بها
فتطايرتْ كدُمىً بكفَّي لاعب
يا صاحبي: هلا بللتَ تكرُّماً
شفةَ الهوى إن كنت حقاً صاحبي!!
لو قد رأيتَ أخاك وهو متيَّمٌ
ورأيتَ منه بعضَ وجهٍ شاحب
لعلمتَ ما فعلتْ يداكَ بمدنفٍ
ذي علةٍ وقضيتَ بعض مآربي
أوَ لستَ تعلمُ يا محمدُ أننا
جاران ؟! فاذكر بعضَ حقي الواجب!
لله أيامٌ كأنّ خيالَها
برْدُ الشرابِ على لسان الشارب!!
وكأن ذكراها الجميلة صفحةٌ
مسطورةٌ بالحب في يدِ كاتب
ما زلتُ أذكر يا محمدُ لهوَنا
وكذاك بعض حديثنا المتجاذَب
تأتي فتلقي في الصباح تحيّةً
فأقول : أهلاً بالحبيبِ الغائب!
ما أحسنَ اللقيا على ظمأ الهوى
وتصافحَ الكفين بعد تجانُب!
لكَ في فؤادي يا محمدُ منزلٌ
كالجنة الخضراء بين خرائب!
غُرُفاتُه مبنيّة من خُلةٍ
ممزوجةٍ بالحبّ غير الكاذب
فلئن بقيتَ على العهودِ فإنني
باقٍ ولو كان الزمانُ محاربي!!

فيصل بن علي المنصور
بريدة
faysalmansour@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved