الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 16th August,2004 العدد : 72

الأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

نادي الشرقية الأدبي بين الواقع والتجني
عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد*

أشكر المجلة الثقافية بالجزيرة لعنايتها واهتمامها بالأدب والأدباء ومناقشتها لموضوع نادي المنطقة الشرقية الأدبي على الرغم من تعويلها على بعض أشخاص عرفوا بالتجني في الطرح والموقف العدائي السافر تجاه النادي.
كانت أولى المشاركات بملف أدبي الشرقية بقلم د.ناصر الجاسم الذي أشار إلى أن النادي بمثابة قبر للمبدعين، وأنا أتساءل كيف يجتمع الموت والابداع في قاعة واحدة؟!. ثم ما علاقة الجاسم وهو مدرس في بلدة نائية عن النادي طالما أنه لايحضر أنشطته؟ وماهي دوافعه في هذا الهجوم؟ لقد قال عن مؤسسة النادي إنها تقدم أدباً ميتاً فماذا يعني بهذا الأدب الميت؟ وهناك أكثر من خمسين كتاباً وأكثر من خمسمائة محاضرة وندوة في شتى العلوم والآداب والمعارف وهل الارتباط بلغة الأمة وتراثها مضافاً إلى ذلك الانتاج الحديث للشباب يعتبر أدباً ميتاً؟!. وهل الارتباط بالثوابت والمقدسات والتي من أجلها رفض النادي انتاجه في يوم من الأيام يجعله يصف النادي بأنه يقدم أدباً محنطاً وعظياً؟!.
وهل طبع كتابين مثل (القيادة والإدارة في الإسلام) و(شعراء حول الرسول صلى الله عليه وسلم) يعتبر وعظاً مملاً؟! إن هذا الموقف من ناصر الجاسم سببه رفض طباعة إحدى رواياته التي لم يجزها الفاحص (وهو من غير أعضاء النادي) لخروجها على حدود الأدب والحشمة. وحتى في جهات أخرى لم يُقبل انتاجه، وقد اعتذرت إحدى الصحف عن تغطية أمسية من أمسياته القصصية لما اشتملت عليه من إباحية وإسفاف، فهل يلام النادي إذا ترفع عن طبع روايته مادام على هذا المستوى من الهبوط؟!.
* لكن أكثر الأشخاص تجنياً هو الدكتور خالد التويجري الذي جند نفسه للكتابة ضد النادي والمسؤولين فيه بمناسبة وغير مناسبة. ورداً على مقالته المنشورة بهذه الصحيفة أورد مايلي:
1 أتساءل: هل من حق التويجري أن يتحدث عن مؤسسة لا ينتسب إليها وليس من أعضائها ولم يدخلها مرة واحدة عبر تاريخها الممتد طيلة خمسة عشر عاماً؟! إنني أعرف أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ومادام الأمر كذلك فإن التويجري يعتبر في هذه القضية شاهد زور، يتصف بالتضليل وخداع الرأي العام وعدم المصداقية وهذه من الحقائق المسلّم بها. ومع
احترامي وتقديري لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي يعمل بها المذكور وللإخوة الزملاء أعضاء النادي من منسوبي الجامعة أقول إنه بتدارس اسم الدكتور التويجري تبين أنه لم تعرف له مشاركة في أي منتدى ولا أي نشاط ثقافي سواء على مستوى المملكة أو المنطقة ولذلك لم يرد اسمه في أية موسوعة أدبية بخلاف غيره من أدباء المنطقة وإذا كان لديه من بضاعة فهو انتاج يضعه في أول السلم مما يدل على أنه أبعد ما يكون عن الفكر البناء الذي من أجله تأسس النادي، وعلى جهله بنادي الشرقية وما يجري فيه، وجهله بأنظمة الأندية الأدبية ولوائحها المعتمدة.
2 يصف إدارة النادي بالفكر المتعالي العدائي وبالفكر الاستحواذي الاقصائي وهو بهذا ينطبق عليه المثل العربي (رمتني بدائها وانسلّت) أليس هو الذي يمارس العدوانية في أكثر من صحيفة ويتعالى عن الحضور إلى النادي منذ تأسيسه، ويطلب من الإدارة أن تتخلى عن مسؤوليتها؟ وهل بعد ذلك استحواذ أو إقصاء؟! وإذا كان يمتهن التدريس في جامعة عريقة نكن لها كل تقدير واحترام فمن المفترض فيه أن يكون صادقاً وأميناً فيما يقول، وأن يعتمد التحليل العميق والبحث الدقيق لإصدار أي حكم يتعلق بالآخرين.
3 يصف إدارة النادي بضعف الوعي وأنها لا تفكر ولا تحسب أمورها بالشكل الذي ينبغي، وهذه الصفة تنطبق عليه، فهو الذي يلجأ مباشرة إلى الصحف وينشر العداء بين الأدباء ولا يلتقي بالمسؤولين في النادي اطلاقاً. وشخص بهذا المستوى في نبرته العدائية وتصرفاته الغوغائية أعتقد أنه لا يملك أدوات التعامل مع ناد ينبض بالفكر ويختلج بالوعي ويتحاور أعضاؤه في قضايا ثقافية واجتماعية تهم الأمة في قيمها وثوابتها ومكتسباتها. وإذا أضفنا إلى ذلك حدته البعيدة عن كل اتزان أدركنا أنه خاو من الخبرة والتجربة.
وإذا كان التويجري يغتر بدرجته العلمية التي أقحمته في جامعة الملك فهد إقحاماً فإن ذلك لم يظهر على جهوده العلمية التي بدت متواضعة ببحثه في الماجستير والدكتوراه الذي لم يتعد تحقيق كتاب قديم، وذلك أبعد ما يكون عن الابداع والابتكار، في حين أن أغلب الجامعات في العالم العربي لا تمنح درجة علمية لمن يقدم بحث تحقيق، بل يُطلب منه الرأي المستقل والابداع
المتألق والفكر المعبر عن ثقافة صاحبه.
4 يقول التويجري: (من المضحك ان من أهداف النادي نشر الأدب والثقافة بين أعضائه) في حين أن هذا النص الذي أضحك التويجري وضعته الرئاسة العامة لرعاية الشباب ضمن اللائحة، فهل يعقل أن يصدر مثل هذا التعبير من أستاذ جامعة يحترم نفسه؟! ثم ما علاقته وهو غير عضو بالنادي ولا من رواده إن كانت توزع بطاقات العضوية أم لا؟ ومن الذي سحبت منه البطاقة؟ ولأي سبب؟ إن هذا لم يحدث اطلاقاً، لكن ما دامت بضاعته (سمعنا) فالعزاء لأبنائنا الطلبة الذين يتلقون العلم عن شخص بهذا المستوى المتواضع في أحكامه.
5 أشار إلى كتيب إعلامي طبع خصيصاً لرجال المال والأعمال لشحذ هممهم عن طريق الخبر والصورة للإسهام في المبنى الجديد للنادي، ناسياً التقرير السابق. ثم ماذا يعني التويجري من أن يصدر النادي كتيباً اعلامياً لرجال الأعمال أهو (البوم صور) كما ذكر أو تقرير شامل عن الانجازات والمشروعات الثقافية طالما أنه ليس عضواً في النادي ولا من رواده ولا من المسؤولين فيه؟ ثم ماذا يهمه أن يكون النادي مرتبطاً بجهة أو ذا شخصية اعتبارية كما نصت عليه اللائحة؟
6 بالنسبة للاصدارات يقول إن بعضها لا يستحق أن يُقرأ ونقول له اقرأ ما يستحق ودع ما لا يستحق. ولعل الذي يراه التويجري لا يستحق القراءة هو انتاج شباب علينا أن ننمي مواهبهم ونشجعهم على النشر ونأخذ بأيديهم إلى سلّم الثقافة. ولكن دعني أسألك لماذا تجاهلت الكتب التي طبعها النادي لأساتذة أفاضل في جامعات المنطقة؟ ولِمَ تجاهلت الرسائل العلمية لعدد من الباحثين والباحثات؟ ولماذا تجاهلت مؤلفات للأدباء والشعراء
والقصاصين من أبناء المنطقة الذين يستحقون الاشادة؟
7 يسخر التويجري من واقع مؤسسة لا يعرفها ولم يدخلها مرة واحدة ويقول: (إذا تأملت هذا النادي بدا لي وكأنه على هامش الحاضر، على هامش المكان والزمان) وهذه العبارة وما تلاها لا تخفى على القارئ اللبيب فهو يسخر من واقع يكرس النص الحضاري للأمة لغة وتراثاً وشعراً. وهذه الزمرة التي يتزعمها التويجري تمارس فكراً لا يقبل إلا أن يكون أحادياً يمارس سياسة الاقصاء ناسين أن تشكيل الفكر كما يريدون ووفق أهوائهم ليس بالأمر السهل. إنهم قد يكتسبون بريقاً في الصحافة لكنهم لا يكتسبون شرعية. ولذلك لابد من تسمية الأشياء بأسمائها لأن النادي أمانة ومسؤولية وقيادة فكر وأعظم الخداع هو خداع الأمة بفكرها وثوابتها.
8 يقول التويجري: (تدعي إدارة النادي أن من أهداف النادي نشر الوعي بين أفراد المجتمع، ولا أدري عن أي وعي يتكلم؟ لم ألمس شيئاً يستحق الذكر)، وهذه طامة كبرى أن لا يدرك استاذ جامعي ماذا يعني نشر الوعي في أفراد المجتمع، والأقبح من هذا أن يتجاهل محاضرات شخصيات بارزة لبت دعوة النادي أمثال وزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم ووزير العمل ومفتي المملكة ورئيس مجلس الشورى وعدد من أعضائه وعدد كبير من أساتذة الأدب والنقد في جامعات المملكة وبعض رموز الأدب في الخارج، فهل كل هؤلاء ليس لديهم وعي يمكن ان يخدم المجتمع؟! صحيح أن الهوى يعمي ويصم.
9 يتساءل التويجري عن المواهب التي نماها النادي، ونحن نقول له: إذا كان لديك شجاعة فتعال إلى الملتقى الثقافي الاسبوعي وانظر بعينك واسمع بأذنك كيف يكون الحوار والتوجيه والمناقشة وكيف يصغي الشباب ويصححون أخطاءهم في اللغة وفي الالقاء وفي أدب الحوار وبعد ذلك يمكن ان تتساءل وتحكم.
10 يقول: (لماذا تغلقون أبواب النادي في فترة الصيف؟) والواقع ان النادي مفتوح طيلة العام إلا أننا في الصيف نكثّف أعمال المكتبة وكذا المكتبة الصوتية وتعقد بعض اللجان المنوطة بالتخطيط اجتماعاتها، إضافة إلى استقبال وفود من المراكز الصيفية ومن المجمعات الشبابية التي تزور المنطقة. وهكذا فإن مجمل الادعاءات التي يتشدق بها الدكتور
التويجري لا يخفى زيفها على كل متابع.
وتأتي مشاركة الاستاذ منير النمر ليصف إدارة النادي بأنها ممنهجة بشكل روتيني بعيداً عن الجنون الشعري الذي خرّج شعراء عرب من أمثال أمل دنقل ومصطفى جمال وعبدالرحمن منيف. وقد قاده فكره الذي شكّلته هذه الرموز إلى الإساءة إلى النادي الذي كبح جماحه أكثر من مرة. ولو علم أن هؤلاء قد عرفوا بالتجديف والانحراف بقضايا تمس العقيدة لما طلب من النادي ان يتخذهم مثلاً أعلى يُحتذى بهم. وبمناسبة الحديث عن الجنون والتمرد الذي يدعو إليه هذا الكاتب أورد مقطعاً لأُنسي الحاج يقول فيه: (الحداثة هي أنني أفضّل شاعراً عربياً مغموراً مسكنوناً بهواجس الجنون والرغبة والإباحية ويعيش في مواخير باريس الفكرية والشعرية على الشعر العربي كله) إلى آخر ما قاله.
لقد كان الاستاذ النمر يحضر إلى الملتقى الثقافي الاسبوعي ولكن النقد الذي يوجهه أساتذة مختصون لشعره أحياناً جعله يتخلف عن الحضور ويتبنى هذا الموقف.
لقد كانت مشاركاته الشعرية تقابل بالاستهجان والاستنكار من رواد الملتقى لما تتصف به من التجديف والاستهانة بالذات الإلهية والجرأة الممقوتة حتى على مسلّمات التوحيد. وهكذا تنقلب المقاييس ليصف شاعر ناشئ نقاد الأدب بأنهم أصحاب (نزوات ممن يسمون أنفسهم نقاداً).
أما الاستاذ سمير الضامر فلم يوجه خطابه إلى نادٍ بعينه وكان حديثه عن أندية المملكة عموماً، وهو يدعو إلى التطوير والتحديث بعيداً عن الأنظمة البيروقراطية على حد قوله.
وإجمالاً فإن النادي يضم أكثر من 150 عضواً بين أديب وشاعر وقاص ومثقف، ورواده لا يقلون عن الأندية الأخرى، بل إن قاعته تغص بالحضور طبقاً لأهمية المحاضر والمحاضرة. وغياب أشخاص بعدد أصابع اليد عن الحضور راجع إلى مواقفهم، وهذا يحدث في أندية المناطق الأخرى. ومع ذلك كله فإن التقصير وارد في كل عمل وهو من طبيعة البشر. وما يقوم به النادي يتناسب مع ميزانيته وإمكاناته المحدودة والتي لا تحقق كل الطموحات ولا تستجيب لكل التطلعات.
شاكرين لكم اهتمامكم بالرأي والرأي الآخر وبالله التوفيق.


* رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved